كفتاة مراهقة غبية قمت بمسح الدموع المنهمرة من عيني وتنظيف أنفي بصوت كان سيوقظ شخصاً إن لم أكن وحدي في الغرفة في هذا الصباح الباكر، امامي تُبث آخر لقطات الحلقة الأخيرة من المسلسل الذي بدأت مشاهدته مساء ليلة البارحة لأنهيه في جلسة واحدة.وما إن أظلمت الشاشة حتى رميت المنديل تحت الطاولة حيث سلة المهملات الممتلئة بالأوراق، وإتكأت بظهري على الكرسي الدوار بينما أنظر للسقف وأعيد كل المشاهد التي أثرت فيّ من المسلسل في رأسي.
أمامي نافذة كبيرة مطلة على الشارع الضيق الذي يكمن فيه منزلنا، كان الشارع خالياً فلا أحد سيستيقظ إلا بعد نصف ساعة على الأقل. الضباب الخفيف يلف المكان وقطرات ندى رطبة التصقت بأطراف النافذة، أظلمت غرفتي إلا من النور الصادرة من الأجهزة المختلفة في المكان.
الشاشة الكبيرة على الحائط، أضواء أزرار الحاسوب الموضوع على الطاولة أمامي وذلك الضوء الصغير الذي يخبرني بوصول رسالة في هاتفي الذكي.
غير ذلك ساد ظلام دامس، السرير لا يزال مرتباً من الليلة الماضية وكذا الغرفة التي كانت الكتب الميزة السائدة فيها وبعض الحيوانات المحشوة المتناثرة، المكان الوحيد الذي لم يرتب هو طاولتي حيث تناثرت بعض الكتب التي لم أنهي قراءتها بعد برفقة دفتر كبير رمادي مفتوح على مصراعيه وفي منتصفه قلم بنفس اللون.
أقراص مدمجة لبعض الأفلام التي أنوي مشاهدتها أو شاهدتها خلال الأيام الماضية. وأنا وقد بدوت في أسوأ حالاتي بعد البكاء لمدة طويلة والسهر الذي ترك علاماته على وجهي.
بعد أن إكتفيت من إعادة التفكير في المسلسل أخذت الوشاح الذي إنسدل بينما كنت أبكي حتى أعيد وضعه حول رقبتي فالبرد قارس رغم عمل المدفئة ورغم ثيابي الثقيلة.
تقول والدتي أن البرد يهزمني لأن جسدي لم يكمل نموه، إذ لا يمكن لجسدي النحيل أن يوفر الدفء اللازم لنفسه. ربما بدأت أقتنع بكلامها.
رتبت شعري القصير أمام شاشه الحاسوب المظلمة ثم لفتت الوشاح حول رقبتي فشعري لا يكاد يلمسها مما يجعلها وأذنيّ أكثر ما يشعر بالبرد، ثم وأخيراً أخذت هاتفي لأقرأ ما إستجد من إشعارات في حساباتي على مواقع التواصل لكن كما العادة.. لا شيء جديد.
ليس وكأنني كنت أتوقع شيئاً فهذا ما إعتده؛ أن يمتلئ صندوق الوارد بكل تلك الإعلانات لمنتجات لا أعرف من أين جاءت ورسائل تخبرني بأنني فزت برحلة إلى جزر بالي وعلي إرسال رقم حسابي البنكي إلى بريد معين، وأيضاً رسائل رفض من كل تلك الشركات التي كنت قد أرسلت طلباً للعمل فيها.
تنهدت بإحباط وقد وصلني رفض جديد ليختفي كل ذلك الحماس الذي كنت أشعر به، وفي نفس الوقت تنبهت لوصول بريد من البنك يخبرني بإيداع مبلغ جديد في حسابي.
أنت تقرأ
كبسولة زمن
Short Story- مكتملة - خمسة أصدقاء، عشر سنوات وكبسولة زمن جمعت بينهم لتعيد فتح ملفات تم إغلاقها منذ وقت طويل. ¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬ *الغلاف من صنع الرائعة SleepyHikikomori ✨ كتبت عام ٢٠١٩.