كبسولة زمن

سالي

بدأت أشعر بالندم لجلبي سامر معي هذا اليوم، خاصة وأنه يبدو أننا لن ننتهي سريعاً كما ظننت. لكنه كان مصراً على مرافقتي ورفض كل إغراءات والده لكي يقضي اليوم معه.

ومن يدفع ثمن ذلك الأن هو جوزيف والذي لا يزال يحمله بين يديه ويرفض إعطائي إياه، ولم يساعدني سامر الذي كان مستمتعاً بقضاء وقته عالياً بين يدي جوزيف.

حاولت عدم الشعور بالذنب فجوزيف هو من عرض ذلك لكن هذا لم يمنع من محاولاتي الفاشلة لإرجاع إبني.

كنا نسير في الشارع بعد أن خرجنا من شركة التخزين، الوجوم على أوجه الجميع والكثير من الإحباط أحاط بـلونا التي أخذت تتذمر أنها لا تريد أن تقضي كل اليوم في البحث عن كبسولة غبية فلديها الكثير من الأعمال.

عاتبتها سمارا على الفور ولم يطل الأمر حتى إعتذرت إليها مشيرة أنها تشعر بالإحباط فقط.

لم يفتني التعامل الذي أتلقاه من لونا والتي لو لم يكن سامر معي فربما لم تكن لتتحدث معي أبداً رغم كونها تتحدث بإعتيادية مع الجميع، ولكم أحزنني هذا فأنا ظننت أن بعد عشر سنوات ستنسى ما حصل ونستطيع أن نبدأ صفحة جديدة.

ابراهام كان الوحيد من بيننا الذي يعيد قراءة اللغز ويفكر فيه بينما يسير وحيداً، إقتربت منه سمارا قائلة:
" هل وصلت إلى شيء ما؟ "

" ها؟ في الحقيقة كلا.. الأمر مبهم حقاً "

إقترب ثلاثتنا وسرنا في خط واحد فأكمل ابراهام:
" لا أفهم حقاً المقصد من هذه الكلمات فهل هي تتحدث عن الكبسولة؟ أم عن موقعها؟ وأين يمكن أن تكون الإشارة للموقع في هذا الكلام؟ لا أجد إسماً مألوفاً أبداً.. من كتب هذا الهراء ؟"

ختم كلامه بإستياء فقهقهت سمارا وقال جوزيف:
" أياً كان يبدو أنه أراد جعلنا نقضي اليوم سوياً بأي طريقة كانت "

" لا يجب أن يقوم بشيء كهذا إن أراد ذلك. يمكنه فقط أن يكتب رسالة مع الكبسولة: أن إفعلوا ذلك "
" وأين المرح في هذا؟ "

قالتها سمارا ضاحكة للونا التي ضيقت عينيها وهي تحولهما بين سمارا وابراهام:
" أنا حقاً أشك أن أحدكما من فعلها. فلا أحد غيركما قد يرى المرح في هذا "

إعترض ابراهام قائلاً:
" كما ترين أنا أيضاً متضايق مثلكم ولا أعرف ماذا يقصد بهذا الكلام.. وهذا يعني أنني لم أؤلفه "

تحولت النظرات إلى سمارا والتي هزت كتفيها:
" لن أستبعد ذلك.. ربما.. فأنا لا أذكر شيئاً على أي حال "

أخرجت لونا نفساً وتذمرت أنها متعبه وتريد الجلوس قليلاً ليقول سامر من مكانه بين يدي جوزيف وهو يشير بعيداً:
" هناك حديقة فيها مقاعد كثيرة.. "