سمارا

2.9K 363 121
                                    


كانت عربة القطار ممتلئة عند دخولنا إذ يبدو أن الجميع يفضل إستعماله في هذا البرد بسبب دفئه بدلاً عن الخارج البارد.

ورغم ذلك وجدنا مقعداً قام جوزيف بحجزه لي بسرعه فجلستُ ووقف هو أمامي ممسكاً بالمسند المعلق من السقف مانعاً ذلك الزحام من أن يصلني.

أطبقت على شفتي لأمنع إبتسامتي الكبيرة من الظهور إذ مضى وقت طويل من أخر مرة تم معاملتي فيها بهذه الطريقة الراقية.

رفعت بصري إلى جوزيف الطويل للغاية بالنسبة لي وقلت بنبرة مرتفعة قليلاً بسبب الزحام:
" أنا أسفة يبدو أن خياري كان خاطئاً فبسببي ستضطر لأن تقف طويلاً "

أخفض جوزيف رأسه وهو ينظر إلي جالسه ليقول نافياً:
" ليس وكأن المسافة بعيدة. عشر دقائق وسنصل كما أن المكان دافئ وهو أفضل لكِ "

" كما هو متوقع منك. أنت لطيف حقاً جوزيف لابد أن هناك الكثيرات واقعات في حبك بسبب أفعالك هذه "

قهقه لما قلته وقد وضع يده الحرة في جيب معطفه قائلاً:

" لا أظن ذلك فأنا بالكاد أجد وقتاً للبقاء مع عائلتي.. ليس لدي وقت فراغ أقضيه في مغازلة الفتيات "

همهمت مفكرة لوهله فتسائل عن ما يشغل بالي لأجيبه:

" أريد تخيل منظرك وأنت ترتدي زي الطباخين الأبيض وتقوم بتقطيع اللحم بإحترافية لتقوم بإعداد أحد تلك الاطباق الغالية التي تعرض في برامج الطهو."

مره أخرى ضحك على كلامي لأضيف بسرعة:
" لكنك تعطي فكرة خاطئة بشكلك هذه. فهذا مظهر الفتى السيء. لا يعكس طيبتك ورقي تعاملك... "

" الفتى السيء؟ "

ردد بإستغراب لأضحك أنا هذه المرة وأنا اشير لثيابه السوداء وشعره الطويل المربوط للخلف وخصل تناثرت على عنقه من الأسفل وبنيته القوية..

" لكن لا تقلق.. هذا ما يجذب الفتيات على أي حال "

للمره الثالثة ضحك على ما قلته فتبسمت وحولت بصري منه عندما أذت إبتسامته الجميلة قلبي.

لفت نظري حينها سيدة كانت تقف على مقربة وبين يديها كانت تحمل طفلها الصغير. بسرعة أشرت له عليها وأنا أنهض ليقوم بلفت إنتباهها ويطلب منها الجلوس في مكاني.

جلست السيدة وهي تشكرنا وقد إرتاحت للتو. إبتسمت لكن بسرعة إنتبهت أنني الأن أقف دون ما أستند عليه وكدت أن أسقط عندما تم دفعي من الخلف بسبب الإزدحام إلا أن جوزيف أمسك بي من خصري وهو يقربني إليه قائلاً:

كبسولة زمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن