الفصل ال 14

10.5K 284 24
                                    



فى حجرة نومي المٌطلة على الباحة الخلفية للمنزل،صعد وليد وهو يغلق الباب ببطء شديد،يتلمس فيه الحذر،كي لا يوقظنى،نزع عنه رابطة عنقه فى ظلام،تشقه تنهيداته الحارة المٌتعبة ،أشعلت الأباجورة الصغيرة ذات الضوء الخافت ،قائلة بعتاب لإهماله لي مع علمه بحالتى الصحية :_

_ ما لسه بدري..؟

شهق بفزع..قبل أن يطبق  على جفنيه بشدة،لحظات قصيرة وأرخى أهدابه  ،وهويخلع عنه حذائه مٌبرراً:_

_ معلش يا حبيبتي ....أنتي لو تعرفي ال حصل هتعذريني ....زينة ملحقناش نمضيها على حاجة....تعبت وحمدان أضطر ينقلها المستشفى 

تربعت على الفراش،أعقد أذرعتى في سأم من تلك اللعبة السخيفة :_

_ وليد..أنا قرفت..وطهقت من دايرة الإنتقام المٌفرغة دي...تقدر تقولي هنستفيد أيه لما هى ترجع لجودة أرضه...؟،ليه نخلق عدوات لنفسنا أحنا فى غنا عنها....

أتجه إلى الحمام الداخلى ،يفتح صنبور المياه بهدوء:_

_ أنتي شايفة كده...؟

أجبت بإقتضاب:_

_ لو على ال شيفاه...فأنت عارفه من زمان..

قاطعنى وهو يرغى الصابون على وجنتيه برفق:_

_أظن هتقولي لي...نسافر القاهرة وأسيب العيادة ليامنة وأتنازل عن العز ده كله...بالساهل كده..وأرجع أبدأ من الأول....؟

أخذت نفساً عميقاً قبل أن أواصل بسخط ،ألوح بكفي بإعتراض في الهواء :_

_الحاجة ال من وشهم تغور في ستين داهية......أنا خلاص ..أستويت....وقربت أنفجر.....ألبيت هنا بقى لا يطاق..كله مؤامرت وخبث وغل.....نفسي أعيش عيشة هادية زي خلق الله...لو على شغلك فأبدأ ...في أي مستشفى يا وليد...وخليك فى الحكومي لحد ما تعمل برايفت..عيادة يعني خاصة بيك..مش لازم تبدأ كبير.

قهقه بصوت عال،حتى كادت عينيه أن تدمع ،وبمرارة قال:_

_ وأنتي فكرك ال 1200 ال بيترموا لي كل أول شهر دول هيقضونا...؟يا ترى دواء ولا أكل ولا شرب ولا فسح....البلد دي  ال ملوش فيها مشروع...خاص ...قولي عليه يا رحمن يا رحيم....

رددت بإستغراب:_

_ وليد...إيه ال جرى لك أنت عمرك ما كنت طماع ولا إنتهازي...لقمة عيش ايه ال بتتكلم عنها دي ومغموسة بالذل والعار......وبعدين من أمتى والراجل الحر بيعيش على قفا واحدة ست....ومش اي ست يامنة...وكأنك عويل...ومن قبل يامنة ...كلمة قبلتها 4 سنين عشان بس الست هانم الكبيرة متغضبش عليك وتطردك......

صرخت  بألم..حينما صفعني بكفه الخشن..على وجنتاى....بغضب...وهو يقول بعصبية يدفعني فيها إلى الفراش بعنف:_

صعيدية غيرت حياتى بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن