الفصل 19الأخير

12.6K 377 55
                                    




بعد مرور شهر من الحزن،والوجوم، على الفراق الإجباري، وتحسن الحالة الصحية لحماي الطبيب المُبجل ،جهزت حقائب السفر ،وعيناي تودعان كل ركن من المندرة ،ينتظرني زوجي في الصالون مع أبيه والصبية الصغار بتململ ،يتبادلون أطراف الحديث،حول العيادة والعمل والمواعيد ،وما سيفعله زوجي حين العودة للقاهرة من البحث عن مستشفى حكومي،يلهو أطفال سلفتي نوارة فى الفناء ،غير مبالين بما يحدث حولهم،سيظلون معي،إلى أن يثبت عاصم براءة والدتهم كما وعدنا ،أخيرأً أطفأنا الأنوار وأستعدينا للرحيل ،وناولت الحقائب لوليد ليضعها فى صندوق السيارة الخلفي،لنفاجاً بمجىء ضيوف غير متوقعين...!،يرحب بهم زوجي ويدعوهم للدخول ،صمت،وسكون ،دام لثوان كان فيها عاصم يرتب من أين سيبدأ ،وبجواره زوجته على كرسيها المتنقل ،وطفلته الصغيرة تعبث بالدمى فى الخارج،فقال متنحنحاً:_

_ أنا مش عاوز أعطلكم،خصوصاً إني عرفت بسفركم للقاهرة،ونويت أحصلكم أنا وكاملة،بس مش قبل ما أديكم أمانة كنت شايلها من فترة ،وجه أوانها قبل ما كل حي يروح لحاله

أخرج من حقيبته الجلدية السوداء بعض الأوراق ،المختومة والموثقة ،موضحاً:_

_ الاوراق دي فيها الأراضي والعيادة، الخاصة ب د وليد ،أه أنا مقبلش مال حرام على نفسي

إبتسم وليد بعدم تصديق:_

_العيادة لي أنا...؟ طيب ليه كنت بتعمل كده من الأول

أجاب وهو يربت على كتف الطبيب :_

_ عشان أحميك...وأحافظ لك على حقك....أنا عارف أنك مش فاهم بكرة لما نوارة تاخد البراءة تفهمكم...المهم دلوقتي..ترجع لشغلك ولحياتك وكفاية عطلة لحد كده

قال زوجي بإستفسار ماكر:_

_ تسلم...بس يا ترى كاملة موافقة....؟

ردت برضا وبإقتناع تام وسعادة:_

_ يمكن لو كان الموضوع ده جبل ما أعرف إني حامل بولد....كنت وجفت لك زي اللجمة فى الزور..وهديت المعبد على ال فيه

قطبت حاجباي بتعجب:_

_بالعكس المفروض تكوني عاوزة الفلوس والملك أكثر من أي وقت مضى عشان ابنك

عقبت ببسمة عذبة ،وبوجه ضاحك،وهي تلمس بكفها معدتها المنتفخة:_

_بالعكس،البمبينو ال جاي فى الطريج أدى لحياتي معنى ولون،أداها هدف ،خلى لها جيمة،بجى في حاجة تستحج أعيش عشانها،فى الاول كنت عايشة مستجتلة مش فارج  معاي حد أمي وماتت وأبوي وحصلها من زمان ....مبجليش كبير...لكن الجنين خلاني أحب الحياة وأتمسك بيها..وأبعد عن أي شيء ممكن يمثل ولو 1 % نبسبة خطر على حياتي...إحساسي بالمسئولية تجاهه غيرني

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 05, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صعيدية غيرت حياتى بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن