الفصل الخامس

14.1K 357 22
                                    


فى الصعيد


"جولت لك كتير لحمي مٌر ،مصدجتنيش إشرب عاد"


عبارة تفوهت بها كاملة مٌرتدية "هوت شورت " يبرز حروق طفيفة على ساقيها النحيلتين ،وهي تدخن بشراهة ،يستند أحد ساعديها على سطح مكتب عتيق ،إعتكف عليه جودة ورأسه مٌنكس فى الأرض ،لا يدري كيف يتخلص منها وإلى الأبد دون أن يخسر عائلته،حتى قال وكأنه يعلن عليها الحرب:_
_واااه،وبعدين وياكي عاد ،كل ال حيلتي وأتحصلتي عليه،حتى بيتي وخربتيه ،رايدة إيه تاني ، مكفكيش خراب البيوت المستعجل..والله لو....

دنت منه وهي تتشبث بكتفه في قسوة،نافثة فى وجهه دخان سجائرها مٌتابعة،بانامل مطلية بلون هادىء لا يتناسب مع قوتها وحزم شخصيتها ،أيعقل أن تكون هي كاملة الضعيفة السلبية ..؟/ لا أدري لكنني أيقن تماماً من كونها إمرأة جذابة ومثيرة للغاية ،أرفدت بعناد يشوبه التهديد:_
_ ها..واصل...جولي تمامك وياي إيه...؟..هتجتلني ..؟...وأنا مستعدة للموت ...بس يكون فى معلومك الأجندة إياها متحرزة رك بس ما يسيح دمي...هتكون ما بين يد وليد طليجي ..ال هيفشي سرك لمرتك ولأمك ..ويا عالم هيجطعولك تذكرة مٌستعجلة للاخرة وتحصلني ولا هيموتوك بالبطىء

قال فى إستسلام وهو يتنهد:_
_ خبريني طلباتك ..؟

صدرت عن شفتيها إبتسامة هادئة يشوبها المرارة وهي تشير إلى ساقيها غائرتي الجرح مٌستطردة :_
_الجروح الكوي لساتها منشفتش عاد،ومش هتنشف جبل طلاج نوارة

لوى ذراعها المٌتشبث بكتفه حتى أسقطها أرضاً وهي تصرخ من الألم وهو يقول:_
_ طلاج وطلجتك يا بت المركوب أنتي...خبر إيه عاد منتيش لاجية راجل يلمك...ولا أشتجتي للكرباج يعلم على جسمك...؟...غير إكده ال باجي لنا طلجة ..كيف يعني أطلجها أتجنيتي فى عجلك إياك..؟

كانت عقارب الساعة تشير للرابعة عصراً ،أقف خلف باب المكتب الخشبي العريض بحذر ،قطعته شهقة متفاجأة لجرأته عليها وكذلك لعقده عليها على الرغم من عدم مرور أشهر عدتها ،وهي مكورة على نفسها تأبى دموعها النزول ،تكز على أسنانها بضيق وإستياء ،محاولة تمالك أعصابها ،قبل أن تتابع بإصرار وعينيها تلتمعان بالشر،وبكف يديها تمسك خصلة من شعرها البني الناعم:_
_ وحياة مجاصيصي دهم،ليترد لك كل ال عملته...والليلة ومطلجتهاش ولو راجل ومن ضهر راجل جرب مطلجهاش

قبل أن تفلت أعصابه ليركلها مٌجدداً بقدميه ،إنتبه لوجودي وقد إنفتح الباب على أخره ،لإرتكازي بجسدي عليه ،فتسائل رافعاً حاجبيه بإستغراب:_
_ خير إن شاء الله ...ال رماكي علينا

إبتلعت ريقي بأعجوبة ،يتصبب جسدي عرقاً وأنا أعود بخطواتي للخلف فى توتر وقلق من رد فعله :_
_أيه..ها..ام ... لا مفيش كنت سامعة وليد بينادي ففكرته هنا ..ودخان السجاير فكرته وليد..معرفش إنك بتشربي ..أسفة

صعيدية غيرت حياتى بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن