الفصل الثالث

18K 394 6
                                    

فى طنطا



"عمر ،عجايب الدنيا سبعة وتامنها ال والدتك بتطلبه،هي فكراني أيه بنت مراهقة...؟،ولا واحدة جاية من الشارع لولاش معزتك فى قلبى ،كان لى تصرف تاني"


فى شقة أخي بالطابق الثانى المطلية بلون نبيتي ،و بستائرها داكنة اللون،تحجب أشعة الشمس الذهبية ،وبموكيت غامق تلألأت عبرات رضوى وهى تلفظ عبارتها بغير تصديق لطلب والدتي ،يجلس قٌبالتها على كرسي بلاستيكي عمر ،وهو بين نارين نار زوجته ونار والدته،ربت على كتفها بحنان وهو يقوس شفتيه :_
_ ومين قالك يا عبيطة أني هخليكي تعملي كده أساساً الموضوع أخره تقرير طبي من عند أي دكتور،وتبقى كسبتي ماما فى صفك

رمقته بإستياء وبأعصاب يد مٌرتعشة قبل أن تتجه ناحية النافذة لتشيح بضعفها بعيداً عنه،وبصوت واهن بررت:_
_وليه هي متكسبنيش ..؟ليه مصممة تكسرني قدامك وقدام نفسي...؟ وليه ألف وأدور وأكدب..؟ فكرك حتة الورقة دي ل هتريحها ....؟

وقف مطرقاً فى خجل من موقف والدتي المٌريب ،وتشبثها بمطلبها قبل أن يضيف بقلب مٌنخلع:_
_ رضوى أنتى دنيتى وهى اخرتى ،وأنا مش عاوز أخسر حد فيكم ،معلش تعالي على نفسك شوية عشانى

زمجرت بصوت غاضب:_
_ عشانك..؟ أنت السبب فى كل ال أنا فيه ...خصوصياتنا بقت على الملأ بتسألني تم ختاني ولا لا،عشان تطلع جري تبلغها وكأني على زمتها ..

وقف من خلفها وهو يعانقها بحنان ،ليهدأ من ثورتها ،مٌتغاضياً عن إهانتها له وهو يهمس برفق:_
_ رودى ،مجاش فى بالى أنها بتسأل عشان تخليكي تعمليها...فهمتنى أن الموضوع مهم ،لان ال بيبقى معمولها بتحمل أسرع

مع عبارته الأخيرة أنتحبت بصوت مكتوم وبهت لونها وقد تذكرت مأساتها ونزع الدليل الوحيد على أنوثتها"الرحم" ،فطن عمر إلى ما أقترفه عن غير عمد فتنهد بضيق:_
_ يا حبيبتى أنا كنت بريحها بس والله..ماما من حقها زي أي أم تحلم تشوف أحفادها ...ومينفعش تحاسبيها على الحلم..ولو على فأنا مش عاوز ولاد ولا وش ..أنتي عندى بكل الدنيا يا رضوى ،أنتي لو مش خلوقة مكنتش أتجوزتك

تحررت منه وهى تدفعه برفق للخلف،ثم أستأذنت فى توسل و ألم:_
_ عمر ...محتاجة أبقى لوحدى شوية ...ممكن تسيبني ولما أهدى بنفسي هاجي وأكلمك

أتجه صوبها وبسبابته يرفع ذقنها الأملس ناحيته،وهو يدسُ عينيه بقلب حقول البن التى بعينيها :_
_ هفضل معاكى لحد ما تهدى يا حبيبتى

لكزته بكفها الصغير فى صدره الغائر الحنون ،بقميصه النصف مفتوح،تتأمل عضلات صدره فى إرتباك نفسى، ألكم تشتهى عناقاً يحوي كل ألامها ،ألا إنه مد ذراعه ليحاوط خصرها ،حاولت لكزه والمضي بعيداً عنه ،لكنه جذبها مجدداً بأنفاسه الحارة وهو يقول بصوت دافىء:_
_ تزعلى منى وتختلفى معايا أه...بس هيفضل حضنى ليكى ملجاْ ،حضنى على الحياد

صعيدية غيرت حياتى بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن