17- لم الشمل

233 14 2
                                    




كان كروسل غارقاً في أفكاره لكنه افاق حينما ميّز اسم باتي حيث انه تكرر كثيراً في حديث ايميلي : هل قلتِ باتي ؟ هل هي فتاة أطول من ساقاي قليلاً ولها شعر بلون البندق مربوط من الجانبين وجهها ذابل بعض الشيء ,ملامحها تعبّر عن ذكاء و خوف في آنٍ واحد ؟

حدّقت إيميلي مبهورة بوصفه الدقيق : أصبت! أرأيتها من قبل؟ بل بناءً على هذه التفاصيل مؤكد انك تعرفها ..!

اجاب مرتبكاً : لا ... لا اعرفها ... رأيتها! نعم مرّت في طريقي من قبل ... لكن لا اعرفها معرفة خاصة ...

-قل الحقيقة ايه السيد! اين تخبئها؟ اذا لم تفعل فسوف .. فسوف .. آتي برجال الامن ليقبضوا عليك!

اغلق عينيه وهمس لنفسه ولكن بصوت مسموع : هنالك ايل على بعد 800 متر ..

-ايل؟

التفتت لتنظر للخلف إن كان هنالك ايل مع انه لم يشير الى مكانه مع ذلك ارادت ان ترى و لكنها اسرعت واستدرات نحوه مجدداً خشية ان يهرب ووجدته عندها يتفحصها بعينيه الخضراء من رأسها لاخمص قدميها ثم قال بنبرة عميقة وجذابة

- الا تذكرينني؟ يبدو انكِ لاتفعلين .. ماذا عن ذاك اليوم الذي اصبتِ به؟

- اليوم الذي اصبت فيه؟ لكنني لم اصاب من قبل !

-اخلعي حذاءكِ الايسر إيميلي ..

- و لماذا افعل هذا ؟

-ارجوكِ ..

لم تدري مالذي يرنو إليه بسؤالها هذا مع انها تشك به إلا أن في داخلها كانت مرتاحة له وهذه الفكرة ذاتها,فكرة ارتياحها له جعلتها مرعوبة فهي لاتعرفه

خلعت حذاءها المهترئ بتردد فظهرت قدمها العارية والتي لم تكن كأي قدم أخرى, كانت جميع الأصابع فيها مبتورة لكن ليس بالكامل انما من الجزء العلوي منها فقط.

هوى كروس عندها ورفع قدمها اليسرى بيده التي راحت ترتعش وارتسمت على وجهه ملامحه حزينة جداً كأنه يتـأمل قبر شخصٍ عزيزعلى قلبه , شخص غادر و لن يعود مرة أخرى. هذا الموقف الغير متوقع جعل ايميلي تصمت حائرة ,تفكر وتسترجع بذاكرتها,لكن لاشيء, "من هذا الشخص؟ ولم يتصرف كأنه يعرفني؟ الأهم من كل ذلك.. كيف علم بشأن هذه القدم! إنني لا اخلع حذائي سوى عندما استحم .."

نهض بعدما البسها حذاءها : كنتِ طفلة آنذاك .. ياله من أمر حسن أنكِ لاتذكرين أي شيء .. حسناً آسفِ من اجل ترويعكِ هكذا .. اعلم انكِ تتساءلين الان ولربما نبت في رأسك الف سؤال ولكنني في هذه اللحضة ليست لدي القدرة لأن أخوض في حديثٍ طويل او ان اجيب عليكِ ..لكن عندما نتلقي مرة أخرى, نحن حتماً يجب أن نلتقي ..

ثم أضاف ملتفاً بوجهه ولمحت دموع في عينيه لكنها لم تكن متأكدة ان كانت رأت جيداً : كنت .. كنتُ اظنكِ فارقتِ الحياة ..

أطفال الشيطان | Children Of The Devilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن