21- لفترة وجيزة

165 6 6
                                    




-مهلاً

نادت ايميلي والدها حينما رأته يهم بالخروج من البيت

اجابها مبتسماً : اوه انتِ هنا!

-لنتحدث قليلاً ..

راحوا يتنزهون بالخارج

إيميلي : اريد معرفة ماحل بقدمي ..

حدق والدها بها مدهوشاً ثم مالبث ان سيطر على ذهوله وحاول ان يبدو هادئاً : تعلمين ماحدث .. لقد اخبرتكِ ان صخرة عملاقة قد وقعت عليكِ اعني على قدمكِ اليسرى ..

-هذا فقط؟ هل انت متأكد ... ؟

اومأ برأسه عدة مرات و بسرعة

خلعت حذاءها الايسر وعرضت له اصابعها النصف مقطوعة : لايمكن لصخرة ان تقطع شيئاً بهذا الشكل العشوائي الغريب! فالتنظر هناك اصبع اقصر من الاخر وواحد مبتور بأكمله تقريباً! اخبرني بالحقيقة مالذي حدث بالضبط؟

-هذه هي الحقيقية .. لماذا تظنيني سأكذب عليكِ من اجل شيء كهذا؟ مابكِ ياعزيزتي ..

صرخت بنفاذ صبر : ابي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ابتسم متأثراً : الهي كم مضى من الوقت لم اسمعكِ به تناديني بهذه الكلمة! انتِ حقاً لاتطيقين الانتظار إيميلي لكني  .. لم ارد اخباركِ بشأن هذا ابداً ...قولي لي مالذي يجعلكِ ترغبين فجأة بمعرفة ذلك؟

-لقد التقيت برجلٍ ما .. قبل عدة سنوات .. وكان يعرف بشأن قدمي مع انني لم التقِ به من قبل .. ومنذ ذلك اليوم لم استطع التوقف عن التفكير بما حل بها و اخذت اتساءل مالذي يربطه بي اصلاً!

-من هذا الرجل! لمَ لم تخبريني عنه من قبل!"بدا اباها العجوز مأخوذاً وقلقاً بشكل عظيم"

-انه يشبه ذلك الفارس الاسود هل تذكره! لايشبهه حقاً لكنه يعطيك الشعور نفسه ..انت تفهم مااعني؟

-تعنين انه شيطان ..

-هل ... هل تعرف ذلك؟؟!!

-اعرف ... هناك امور عديدة لاتُصدق لكني رأيت مايكفي لجعلي اؤمن بوجودها ...

دعيني اقص عليكِ قصة مهمة حدثت في مرحلة ما من حياتك .. من حياتنا نحن الثلاثة

انا ... انتِ ... و والدتكِ نعم ... لم يسبق ان حدثتكِ عنها انا اسف لكنكِ ستعرفين الان السبب ..

كانت حياتنا مسالمة جداً وعادية لم نكن اغنياء او فقراء كنا ميسوري الحال والاهم كنا سعداء حقاً .. وزادت سعادتنا عندما اتت إلى حياتنا ملاك جميلة اطلقنا عليها "إيميلي" ,نظر إليها بعطف فأبتسمت له ثم اكمل

رحتِ تكبرين يوماً بعد يوماً مضت الشهور وعندما صرتِ في الثالثة من عمركِ تقريباً حدث شيء ما لـ والدتكِ !

إيميلي : مالذي حدث؟

- لااعرف لكنها باتت تتصرف بغرابة وبشكل مخيف كانت تحك جلدها كثيراً واصبح شعرها اشعثاً فجأة فقد اهملت غسله طالت اظافرها بشكل مقزز ولم تعد تتحدث ابداً كانت تلهث بشكل مسعورعندما نقترب منها تخدش من يحاول لمسها استدعيتُ عدداً من الاطباء لرؤيتها لكن لم يعرف اي منهم مااصابها اخيراً تم اخباري عن مشعوذ بإمكانه شفاء اي نوع من الحالات جمعت مبلغاً كبيراً وبمساعدة جيراني استطعت السفر إلى مكانه المنشود كانت زيارته تتسم ببعض الاشياء الغريبة ايضاً فقد كان لزاماً علينا ان نبقي عصبة فوق اعيننا طوال الطريق في الذهاب و العودة وقد وصلنا هناك بسرعة خيالية كأننا قد انتقلنا إليه آنياً! على اية حال حين وصلنا اتضح ان هذا الرجل كان محتال فحين وقعت عيناه على والدتك صرح بنفسه انه غير قادر على علاجها وطلب منا الرحيل فورا
فقلت له : لماذا تكذب اذن وتزعم ان بإمكانك ان تعالج اي شيء!؟
اجابني : لستُ اكذب إنما ماتعاني منه هذه المرأة ليس مرضاً انها "اكوما" تم تحويلها الى انسان , انها ليست مريضة انها لست انسان اصلاً ..
-ماذا تعني ب اكوما؟ ومن قام بتحويلها الى مظهر انسان؟؟
-لاادري والان ارحل رجاء! انا مبتدئ ولايمكنني القيام بهذا
وفي هذه اللحضة سمعت صوت بكاءكِ وكان مصحوباً بصياح رهيب فالتفتُ لأنظر اليكِ لاني عندما كنت مشدوهاً بالحديث مع هذا الرجل كنتُ قد نسيت بأنه يجب علي عدم ابقاءكِ بقربها بقرب والدتك فمنذ اصبحت تتصرف بهذا الشكل وهي تتصيد الفرص للانقضاض عليك وحدث ماخشيته! كانت قد قضمت قدمكِ وعلى وشك فعل ماهو اسوء وفي ثوانٍ معدودة دخل الى البيت شخصان طويلان واحدهم كانت عيناه مسمرة عليكِ منذ البداية اتجه الينا فوراً ودفع والدتكِ لتقع متدحرجة ثم راح يحدث الاخر
تنشق كروسل الهواء وقال منفعلاً : لقد امتلأت رائحة المكان بدماءها!
دايفاس: نعم انت محق! ماذا تريد ان تفعل الان؟ جئت الى هنا مسرعا وبعد؟ لكني لازلت اجد صعوبة في تصديق انك يجب ان تقترن بهذه الطفلة! اعني انها انظر اليها ..
كروسل : نعم وانا ايضاً .. بيد انه علي إنتظارها حتى تكبر و هذا ماسأفعله ..
تدخل المشعوذ وهو متردد : المعذرة من تكونا انتما ؟
مد دايفاس يده مطمئناً : لاعليك سنرحل
رأيت والدتكِ تكشر بأسنانها لمن هاجمها ثم تعود وتلتصق بكِ وهي تراقب ردة فعله كما لو انها ترغب بإستفزازه بفعلها ذلك
-لن ادعك تأخذها! انها لي! سأكلها وحدي! "صرخت بذلك وكنتُ مرعوباً من كلماتها"
كان الرجل الذي هاجمها منذ قليل هادئاً جداً هادئاً بشكل مخيف تقدّم إليها بطريقة طبيعية ورأيت يده تختفي خلال جسدها ثم اخرجها فجأة وبين اصابعه كان يحمل قطعة حمراء ناعمة لزجة كانت قلبها! لقد نزعه بيده فقط! لااتذكر شيئاً بعد هذه النقطة فقد فقدتُ وعيي من هول ما رأيت. فقط اتذكر بعض الاصوات ، صراخ المشعوذ وبكاءكِ .
حدق والد إيميلي بها محاولاً معرفة مالذي يدور بخاطرها لكنه لم يفلح فقد كان وجهها جامد وخالٍ تماماً من التعابير بعد دقيقة من صمتها استردت ابتسامتها ،ودعت والدها وكأن شيئاً لم يحدث عادت الى الداخل لكن الى داخل بيتها هي وليس بيتر و بيني.

أطفال الشيطان | Children Of The Devilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن