البارت الثاني

234 27 9
                                    

غدا تزورنا الشياطين .....
علي البدر...
البارت الثاني...
......
سقف من الاحلام وامنيات رحلت ورغبات مشروعه ماتت ومصير مجهول كان ينتظر كمال  وعائلته فبالوقت الذي كان كمال منشغلا بالبحث عن ابيه كانت امه تصده عن ذلك وتطلب منه ان لايبحث او يجد بالبحث فان الايام كفيلة بكشف الحقائق الغامضه التي كان يخفيها اباه سرحان .....
رد سرحان على امه تخيلي يا امي في اي وقت سيتجمهر الناس هنا اما باب هذه الدار يحاولون الثأر لانفسهم منا بسبب ما ارتكبه ابي من حماقات ...كيف له ان يعد الناس بتلك الوعود اين كان يلتقي بهم الم تقولي لي انه كان يعلم الفقراء والبسطاء قراءة السور والحديث هل الحديث والسور تجعل منا نغتات على عيش البسطاء ...لا لا انا لا اصدق ان ابي يعمل كل هذا...لابد من ان هناك اياد مهدت لهذا وجعلت من ابي وسيلة لمبتغاها .......
تعد محلات الحاج فتحي ناصر الشريان الذي تتغذى منه معظم المدينة التي تقطن بها عائلة سرحان مجيد بل انه العمود الفقري الذي يستقيم عليه سوق المدينة وتوجد بين سرحان مجيد  وفتحي ناصر علاقة صداقه وموده على الرغم من البخل الشديد الذي كان يعد الصفة المميزة لدى الحاج فتحي وكانت هذه الصفة يشمئز منها سرحان وتارة يحبها لانه كان يعتقد ان الاموال لاتجمع الا ببخل او حرام ... .
مر الحاج فتحي في السوق  شاقا طريقه الى محلاته يتفقدها يمر من قرب عطارية فؤاد كعادته يكتفي برفع يده دلالة على السلام  من غير ان يخرج حرفا واحدا ويستمر الى ان يصل الى محلاته يجلس في مكانه ويأتي له احد صناعه بالشاي يناولونه الصحيفه او اي كتاب يقرأه......
كل الذين تربطهم علاقة صداقه بالحاج فتحي يؤكدون ان الدرهم والدينار يمثلان حياته وانه يشم رائحة النقود على بعد  ميل كامل كما يقول لهم مداعبا .....لكنه يقول لهم لا استطيع تبذير اموالي فأنا عانيت ضروفا قاسية ولم اكن اهنأ بنوم او لقمة عيش ...نعم كنت استطيع ان اعمل ليل نهار ولو اضيف زمن ثالث لاستخدمته للعمل وجني النقود ....
توقف الحاج فتحي عن قراءة الكتاب الذي بيده بعد ان قاطع افكاره صوت اجش غليظ وبعد السلام قال له....
انا محتاج واريد العمل واني امتهن حرفة الاسكافي استطيع ان اضع لي طبلة صغيرة على مقربة من احدى محلاتك وافترش الارض وان اعطيك جزاء ذلك اجرا ......ماذا تقول ياشيخ.....
كانت الهيئة الرثه التي اتى بها الاسكافي والحالة المزريه التي هو عليها قد حركت قليلا من المشاعر داخل قلب الحاج فتحي  لكنه اضمر تعاطفه وكلمه بقسوة وبشدة وقال له.........
ومالذي يجبرني ان اضع قمامة امام باب عملي اعلم اني لن اقبل بهيئتك هذه ....
قاطعه الاسكافي...لالالا اعدك ان سأغير حالتي ولاتنسى ان سأعطيك جزاء ذلك ايجارا لقطعة الارض التي سوف اضع فيها عدتي اللازمه.....وان اختياري لهذا المكان هو بسبب الحركة المستمرة والمتواصله للمتبضعين ياشيخ...
اذا  يحق لك من يوم غد ان تكون في هذه الزاويه ...مشيرا بيده الى احدى الزوايا القريبة من محلاته ...على ان لايتغير مكانك الابعلمي...
اقبل يدك ياشيخ انت الان ترحمت عليه بفيض عطفك ...وانحنى ليقبل يد الحاج لكنه نهره وابعده ليس تواضعا بل بسبب شكله الرث وهم الاسكافي على الذهاب.. .
لكن الحاج فتحي ناداه لم تقل لي ما اسمك
عنبر ياشيخنا اسمي عنبر.....
ضحك الحاج فتحي بسخرية لا تمتلك من العنبر وطيبه غير الاسم.......
كان يوم الاثنين يوما عبوسا ويوما مكروها لدى سرحان مجيد ويبدو ان هذه التعويذة قد انتقلت برمتها الى ابنه كمال الذي صار يوم الاثنين لديه يوما غير محبوب.....
كانت ناديه تعد الافطار لابنها عماد اذ كان يهم لانهاء عمل له في المدينة وكانت الساعة الثامنة صباحا من يوم الاثنين ...
جلست ناديه بقرب ولدها بعد ان اعدت له الافطار وبدا بتحريك السكر ليذيبه في الشاي الساخن وماهي الا لحظة وقد طرقت الباب وحدث ماكان متوقعا ......
له تابع لطفا

غدا تزورنا الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن