البارت الاول

584 49 18
                                    

غدا تزورنا الشياطين....
لكاتبها علي البدر......
البارت الاول...

حكمت المحكمة غيابيا على المتهم سرحان مجيد بالسجن لمدة 15 سنة وذلك لما ارتكبته يداه من اعمال راح ضحيتها العشرات من الابرياء بغشهم وخداعهم وتوهيمهم....
كانت هذه الكلمات تقع كالصاعقة على مرأى ومسمع زوجته ناديه وابنه كمال وكانت كل عيون الحاضرين تنظر بحقد وبغض على عائلة سرحان مجيد الذي اختفى قبل شهور بعد ان صدرت بحقه مذكرة القاء قبض ......  
شريط هذه الاحداث ضل عالقا بذهن وفكر كمال واصبح كثيرا مايتسائل عن الامر الذي يدفع اباه لمثل هكذا اعمال ......
نجاة علي هي اقرب الناس لكمال وتعمل في مجال الصحافة والاعلام وتعد من ابرز الصحفيات على مستوى محافظتها تعرفت على كمال عندما كان يكمل دراسته الجامعية في قسم علم النفس فقدت والدها في حادث سير على طريق عام بعد ان نجى سرحان والد كمال من الحادث بأعجوبة حيث كانا سوية ...
المتعارف لدى الناس والعامه ان سرحان مجيد كان يتقن فن مبهم في تعاملاته وكانت هناك علامات محيرة في تصرفاته حتى مع عائلته اذ انه كان لايبدأ الاكل ان لم يكن هناك قدحا من خل التفاح ولا يشرب الشاي ساخنا ابدا بل توضع له كمية من الشاي في مكان خاص للتبريد كان قليل التكلم يوم الاثنين بل انه ينزعج حينما يأتي يوم الاثنين وحسب ما يقول بعض من اصدقائه ان كرهه ليوم الاثنين هو بسبب موت حبيبته الاولى ايناس في هذا اليوم قبل سنوات بعد ان تناولت جرعات مفرطة من الحبوب المنومة وماتت دون معرفة السبب...
.كانت نادية ربيع اول امراءة تدخل حياة سرحان بعد ان فقد ايناس التقيا صدفة في عمل مشترك في قطاع الصناعه اذ كان سرحان موضف لدى مصنع التعليب وكانت نادية تتردد على المصنع لاغراض الصيانه اذ تم تعيينها في وحدة التحكم داخل المصنع بسبب خبرتها في الكومبيوتر اذ كانت حاصلة على شهادة بكلوريوس حاسبات..
يمتلك سرحان مجيد من الاناقة مايكفي لتعجب به اي فتاة اذا كان صاحب عضلات مفتولة وبشرة بيضاء وطول فارع وهذه الصفات جميعها كانت كفيلة لان تفصح له نادية عن اعجابها به بعد اشهر من تعارفهما.......
لم تستطع نادية ان تنجب من سرحان سوى كمال بعد زواجهما  ب4 سنوات اذ ان حب سرحان لنادية فاق التصور فكانت مراحل الاعجاب تشتعل من اول نضرة بينهما حتى اللحظة التي ولد بها كمال وكانت حسب ما يذكر سرحان لصديقه وديع انها من اجمل اللحظات التي عاشها بحياته حتى انها تفوق اللحظة التي عاشها حينما توجت فرنسا بكأس العالم عام 98 اذ ان سرحان مجيد كان يعشق المنتخب الفرنسي بشيء لا يوصف وكان يتحسر كثيرا على انه لم يسمي ابنه كمال بأسم اللاعب زيدان...
قسوة الدهر كانت كفيلة بأن تجعل المعاناة تحط اوزارها على اكتاف سرحان مجيد ولكنه كان يبدي البهجة والسرور  على محياه امام الناس زورآ.......
كان من ضمن العادات الغريبة التي كانت تلاحظ في تصرفات سرحان مجيد هو اقتناءه لكتب تحضير الروح والجن على الرغم من عدم تصديقه لها اذ انه كان يجلس مع اصدقائه ولكنه يتركهم اذا كان الموضوع يخص الارواح والعالم السفلي وتحضيرها فكانت هذه علامه غريبه تضاف الى شخصيته الغامضه.......
الحكم الغيابي الذي اصدرته المحكمة جاء بعد 6 شهور من اختفاء سرحان المفاجىء..... كان كمال وامه نادية لايصدقان التهم الموجه لسرحان ولكن اختفاءه في ظل ضروف غامضة يثير الدهشة والاستغراب.
كان عماد يشعر بالحزن والاسف لما فعله والده معه تحديدا اذ كان من المقرر ان يرتبط بنجاة ربيع والزواج منها قبل اسبوع من والده فاضطر الى تأجيل مراسم الزوج الى اجل غير مسمى......
له تابع...لطفآ..

غدا تزورنا الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن