{{ فردوس الشيــــاطيـن }}
الفصل ( 1 )
~¤ الثأر ¤~ :
المكان : كفـر الدواغـرة , طاميـة / الفيــوم
الزمان : مساء 23 أغسطس 2016تشق تلك السيارة الفـارهة طريقها وسط كفر بنـي داغر المهيب ... أو الذي كان مهيبا
قبل إنتشار الفوضى و الإنفلات الأمني و تفشى جرائم القتل و السرقة و قطع الطرق و كل هذا لأسباب مجهولة
توالت الحوادث الواحدة تلو الأخرى و من كثرتها حفظت بالملفات بقسم الشرطة و لم يهتم أحد بالتقصى خلف الدلائل أو تتبع المجرم لأنه كما يبدو ليس مجرم واحدا ، بل أنهم مجموعة مجرمون
و في ظل هذه الأجواء المكهربة ضاعت شخصية و هيبة العمدة بعد هيبة الشرطة ، بالإضافة إلى الانفلات الأخلاقى و أصبح الجميع دون انكسار و كثرت المشاكل
خاصة الثأرية التى تنتهى بضحايا كثيرة ، حيث كان لبعض الأجهزة الأمنية دور كبير فى هذه المشاكل ، بالإضافة إلى البلطجة و الاستيلاء على الأراضى ... إلخ
تتوقف السيارة السوداء بعيدا عن دوار العمدة بقليل فلا تميزها من شدة الحلكة بالمكان ..
يترجل منها ذاك الرجل الملثم المفتول بمنتهي الحرص و الحذر
يتسلل في هدوء الليل إلى الداخل قافزا بمهارة من فوق السور الحجري
شاهد الخفراء يجلسون ضمن حلقة نار قرب البوابة الضخمة يحتسون الشاى و يتسامرون
وثب واقفا بخفة كي لا يجذب إنتباههم و أكمل طريقه منطلقا بين الشجيرات بسرعة غير مرئية ، حتي وصل عند غرفة خلفية في الحديقة تفضي إلي داخل البيت
ولج بسهولة و صعد الدرج للطابق العلوى و إتجه لغرفة عمه ... "منصـور الداغـر" عمدة كفر الدواغــــرة
أمسك بمقبض الباب و أداره ، ثم دفعه بهدوء و دخل و أغلق من خلفه بالمفتاح ...
كان العم مستيقظا في فراشه
إنتبه لتكة المفتاح في قفل الباب فنظر ناحيته صائحا :
-ميــن ؟ .. كان صوته متحشرجا
-أنا ! .. قالها الرجل و هو يخلع شماغة وجهه
العم و هو يدقق النظر عبر الظلام :
-إنت مين ؟! .. و أشعل ضؤ الأباچورة بجانبه
-سفيــان !! .. هتف العم بدهشة
ليبتسم "سفيان" إبتسامة ودية و هو يقول :
-أيوه يا عمي أنا سفيان .. كويس و الله إنك لسا فاكرني