الفصل الخامس

82 2 0
                                    

الفصل الخامس:

ها أنا ذا في السيارة مع "أسامة" بعدما هربنا من تهانيهم التي لن تتوقف فقد سحبني بسرعة بعدما أخذ الإذن من والدي و أسرع بي إلى السيارة ركضا و ضحكاتنا تتعالى و ركبنا بسرعة لينطلق بعدها بسرعة البرق نحو شقتنا التي ستكون بداية حياتنا الزوجية...

طوال الطريق و نحن نضحك على مظهرنا و نحن هاربين و على منظر المدعوين الذي يتساءلون عن العريسين...وصلنا لشقتنا و أوقف السيارة بالمرآب الخاص بالسيارات... ساعدني للخروج و عند باب الشقة حملني كما كان يتوعد دخل بي الشقة و أغلق الباب خلفه بقدمه و أنزلني...ابتعدت عنه بخطوات للخلف و هو يدنو مني كل خطوة للخلف يقابلها بخطوة للأمام و هو يضحك و أنا أغرق بخجلي:

-أين أم اللّسان الطويل و العاشقة التي كانت تهمس لي بعبارات الحب و خواطر العشق و ألهبت جسدي بأنفاسها الحارة التي تضرب بشرة عنقي؟؟

-توقف "أسامة"...سنتحدث أولا..

أخذ يضحك ثم توقف ليهمس بصوت أجش متخم بالمشاعر:

-لقد ولى عهد الكلام..ليحكم عهد الفعل فقط...

-اسمع لحظة...

ثم أشرت إلى شيء خلفه و أنا مصدومة:

-أنظر خلفك يا "أسامة"..

و ما إن نظر خلفه حتى رفعت فستاني و ركضت إلى وسط الشقة خلف الطاولة للأكل ليلتفت لي و هو يضحك بسعادة:

-يا لك من مشاكسة مخادعة...سترهقينني يا فتاة..

-هذا لأنك وقح و قليل الأدب...أتذكر تقبيلك لي قبل قليل بأحد الشوارع المظلمة و تماديك بلمسي أكثر...

ابتسم لي و هو يلعق شفتيه:

-على ما أذكر لم تمانعي صغيرتي بل شددت على شعري بأناملك الرقيقة خلف رأسي...

احمرت وجنتاي خجلا يا له من جريء حقاً...

-لقد نسيت..و الآن أنا مرهقة أريد النوم...

-هيا سأذهب بك لتنامي...

-لا..أريد أن أنام وحدي و أنت نم هنا...

رفع يديه أمامه مستسلما لكنه بسرعة انقض ليمسك بي لكني هربت بسهولة و أنا أضحك...تأوهه و صراخه أوقفني لأستدير و أراه مرمي على أرض ساكناً توقف قلبي و تجمد بمكاني..ما لذي يحدث له؟؟..

-"أسامة"..."أسامة"...

ناديته أكثر من مرة لكنه لا يستجيب لي دنوت منه و دموعي تنهمر كالشلالات...

-"أسامة" ما بك..حبيبي استفق..

جثوت بجانبه على ركبتاي و مددت يدي المرتعشة لألمس جبينه و أنا أبكي:

-بالله عليك يا "أسامة" لا تخيفني...

و فجأة لف ذراعيه حول خصري و جذبني نحوه لأسقط فوقه و هو ينظر بعيناي المشرفة فوقه و تعابير وجهه جادة جامدة صامتة..أخذت دموعي تسقط على وجنتيه كادت تغسلهما...رفع رأسه قليلا و أقترب مني و أغمض عيناه و أحتضن شفتاي بين شفتيه بقبّلة محمومة طويلة..ثم ابتعد عنّي ليهمس لي بصوت متهدج:

-هكذا كنت أريدك دوماً حية دافئة تنبض بالحياة تحبني لأغرقها بحضني و أشبعها عشقي لها...هكذا أريد أن تكون زوجتي...هكذا أريدك "تسنيم"...أنا أريدك بشدة..أريدك و الآن...

توهجت وجنتاي خجلا و خبطته على كتفه بكفي:

-أحمق...لم فعلت ذلك؟؟..لقد أخفتني عليك...لا تلعب معي هكذا مجدداً.."أسامة"...فأنا لا حياة لي بدونك..هل تفهم هذا؟؟...لا حياة لي بدونك...

اختنق كلامي بحنجرتي و هو يقتنص مرة أخرى شفتاي بقبّلة ضارية برية جامحة ليقلبني و يكون هو المشرف فوقي و يدفن وجهه بعنقي يعزف عليه لحن العشق و يزرعه قبّلات ليعاود قطفها من جديد...تململت تحته و دفعته و همست له بصوت متقطع بأنفاس لاهثة:

-ليس هنا يا "أسامة"...علينا...أن ...نصلي...أولا...

ابتسم لي ابتسامته الفريدة و الساحرة ليقبّلني بخفة ثم يقف و يجذبني من يدي لأقف معه و نصعد لأعلى و نتمم ليلة السعيدة بداية لحياتنا الزوجية السعيدة...

بعد الانتهاء من الصلاة و وضعه ليده على جبيني و يدعوا بعينين مغمضتين ثم ليرفعني معه و ينزع عني إسدال الصلاة و يحملني و يلقيني على السرير بلطف:

-أظنه المكان المناسب...أليس كذلك؟؟

ثم غمز لي بعبث...أخذت أتلعثم و أتقطع بكلامي:

-"أسامة"..أر...أنا...أنت..لا

ابتسم بحنان ثم قبّل جبيني و همس بجانب أذني:

-لا تقلقي عزيزتي...لن أؤذيك..

ثم رفع وجهه و همس قرب شفتاي بحرارة:

- أيتها الجميلة لا تتركيني معذبا مستاء

أسكنيني بقلبكِ و لكِ مني كل الولاء

وستجدين عندي أصناف المحبة والوفاء

وستعرفين معي كيف يكون الهناء

ولا أفعل سوُى أن أحبك في رضاي و غضبي، في صحوتي ومنامي، في وحدتي وبين العالمين أُحبك ولا أود أن يقّل ذلك أو أن ينقضي

يا أنت اشتقت إليك ونظراتك تقتل أجزاءي

اشتقت إليك وشوقي العميق لك أضناني

أحن إليك و الحنين لك أشقاني

دعيني أغرق بداخلك لنتوحد عزيزتي

أحبّك

رفعت ذراعاي و لففتهما حول عنقه و جذبته لي و منحته قبّلة أقل ما يقال عنها أنّها قبّلة الحياة تنقذ الغريق من الموت ثم ابتعدت عنه و همست أما شفتيه:

-حبيبـــــــي

ســأكتفي بنبض حبــــــــك لي

لتكون بذاكرتي ونبض قلبي وعشقي

وســـأنقش حـــروف اســمك على أوراق قلبي

أحبك حتى النخاع..أهيم بطيفك حتى الجنون...مغرومة بك حتى ثمالة

هل لي بفرصة ثانية؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن