الفصل الثاني

119 1 0
                                    

الفصل الثاني:

في صباح اليوم التالي نهضت متأخرة جداً و ذلك لسهري البارحة أتقمص شخصية شارلوك هولمز أحقق هنا و هناك...دخلت والدتي غرفتي بعاصفتها الهوجاء تصرخ بي و تجذبني من فراشي و تساعدني في تجهيز نفسي..

-صباح الخير أماه..

-صباح العسل حبيبتي...هيا أسرعي ستغادرك الحافلة...

-جهزي لي ملابسي إنها بالدولاب ريثما أستحم و أصلي...

-حسن..بنيتي هيا فقط أسرعي...

و هكذا جهزت نفسي بسرعة البرق و ازدردت كوب عصير برتقال بارد أجبرتني أمي على شربه خرجت من البيت أهرول و أعبر الحي و أتلقى تحية الصباح...منهم من يحذرني أن أقع و منهم من يدعو لي بيوم جميل و أنا كالبلهاء ألوح لهم و أمنحهم أجمل ابتسامة حتى تعثرت بحجر موجود منتصف الطريق و أسقط مفترشة الأرض و تبعثرت أشيائي هنا و هناك متذمرة من تهوري و عدم ثباتي...زفرت بغضب و أنا أحاول النهوض:

-هل تحتاجين لمساعدة يا آنسة؟؟..

صوت رجولي خشن ذو بحة مميزة و نبرة جميلة حتى أنّي أردت أن أغمض عيناي و أستمع لهذا الصوت طوال اليوم دون أن أمّل..رفعت بصري إليه إذ به شاب لا يمت لهذا الصوت بأي صلة فقد كان ضخم الجثة رغم أنه رياضي الجسد و مفتول العضلات إلى أنه ضخم...ضخم للغاية..للحظة خلته أحد شخصيات الكرتونية يدعى "أرمسترونغ" بالمسلسل الإنمي "المعدني الكيميائي الكامل" إلا أن تلك الشخصية صلعاء ذو لحية شقراء..أما هذا الضخم فهو أسمر البشرة كرجال المكسيك أو البرازيل..ليس وسيماً مطلقاً لكن مميز...عيناه ضيقتين للغاية لا تكاد ترى حدقتيهما ذو أهداب شديدة السواد و كثيفة للغاية..أنفه ضخم أضخم من أنف الممثل الهندي "شاروخان"...أما شفتيه فهما ممتلئتين قليلاً...أعتقد إن صح التعبير فهما مثيرتين..(تبتسم بمشاكسة)...له لحية كثيفة سوداء...أعتقد أنّه ملتزم من مظهره المهندم صحيح أنه نظيف و أنيق إلا أنه لا يواكب الموضة...أما شعره فهو كالفحم قصير قليلاً يشبه شعر الرجال الهنديين...إن هذا الرجل مزيج من عدة أجناس...و أول انطباع لي عنه هو الخوف...أجل لقد ارتعدت أوصالي من مظهره...و تخيلت في ثانية حياتي معه لو كان هو زوجي...سيكون وحش يربط فريسته بالمنزل يطعمها ليتهمها في الأخير إنه الجحيم بعينه....

حاولت النهوض لكن الالتواء الذي حدث بكاحلي و الوجع بركبتي...جعلاني أتأوه ألماً...فجثا ذلك الوحش على ركبة واحدة و الأخرى مثنية يسند عليها كوع ذراعه و يسند وجهه ليده و يبتسم...اللّعنة هل يضحك عليّ:

-أعتقد أنك تحتاجين لمساعدة آنستي؟؟

-لا..لا أريد ...شكرا لك...

حاولت النهوض مجدداً لكني وقعت و بدأت الدموع تترغرغ بعيناي و احتقن وجهي و ازداد الألم:

هل لي بفرصة ثانية؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن