الفصل السادس عشر ج1

4.4K 131 4
                                    



جاب صقر دون ان يلتفت لصديقه... بل وعيناه وكل حواسه مرتكزة علي الخجولة امامه
( لا هذا ولاذاك.... زوجني ابنة اختك... زوجني هوينا يا معاذ واخبرني ان لازال لي من الفرح نصيبا)
التفت أخيرا لمعاذ التي لمعت عيناه بوعيد وتهديد بالقتل وهو يقبض كفيه في حركة عصبية متتالية جعلت صقر يشد علي عضد صديقه مهدأ بصوت خفيض مشاغب
( سأدعك تلكمني في البيت ... اما الان فلا تبعثر كرامتي امام زوجتي المستقبلية... لن أتمكن حينها من ذبح القطة لها )
رد معاذ همس صقر بهمس يماثله وان اختلفت نبرته للغضب البالغ والتوعد
( انا من سيدبحك الليلة قبل القطة... هل تورطني يا صقر وتجبرني علي الموافقة! هل انت اغبي من ان تدرك حجم الكارثة!)
رفع صقر حاجبا وهو يشد قامته بغرور اصيل
( انا لست ورطة يا معاذ... ولست كارثة... انا صقر الصعيدي... لايحتاج عاقل للتفكير مرتين قبل ان يسعد لمصاهرتي)تطلع فيه معاذ بإندهاش حقيقي وهو يزيد من خفض صوته حتي لا يسمعه سوي صقر
( منذ متي! لا افهم.... لقد كنت منذ اشهر قليلة مضت تولول بأنك لاتستحق الحياة... هل نسيت؟ ما الذي تغير؟)
التفت لهوينا التي ابتعدت تجلس خلف مكتبها وهي علي وشك الاحتراق خجلا من الموقف برمته.... ثم عاد بنظرات ولهانة لمعاذ
( لقد احبني ملاك... ألا تحب الملائكة عباد الله المغفور لهم؟)
صفق معاذ كفيه وهو يحرك رأسه اماما وخلفا كمن يستمع لاغنية شجية وهو يهتف ساخرا
( الله! قسم وسمعني يا ورع يا تقي!) ثم اقترب منه يهمس بغيظ ( هذا ولم تمر اكثر من ساعة علي سيجارتك الصباحية! وبمنزلك كمية " اعشاب" تجعل فيلا يرقص بالية)
قاطع الموقف الساخر الرومانسي العدواني ذاك طرقات علي الباب يتبعها دخول بهاء الذي بدا كمن لم يحظ بالنوم منذ فترة وهو لم يزل بملابس الامس... ردد السلام بصوت حانق قبل ان يسأل
( اختفي شهاب منذ البارحة.... حاولنا الاتصال به مرارا دون جدوي ... فظننت انه ربما هاتف أي منكما)
هز صقر رأسه نافيا بينما معاذ ينفي
( لا لم اقابله او يهاتفني...) واعقب قوله بان اخرج هاتفه من جيبه ليحاول الاتصال بصديقه
( انه في حالة غير طبيعية...) اردف بهاء بغل ( لقد تشاجر مع ابي لأول مرة وكل هذا منذ ان سمع بعودة ذلك ال....) لم يكن قد لاحظ وجود هوينا لذا كان سيخرج كل ما بجعبته من سباب لابراهيم... الذي طالما كرهه لكسره أخيه
الا ان صقر كان اسرع من لسان بهاء وهو يصرخ منقضا عليه
( هوينا.... لم تقل صباح الخير لهوينا)
اغمض بهاء عينيه بحرج واسي وهو يتطلع بهوينا التي شحب وجهها بعد ان كان مزدانا بحمرة العشق
( اعذريني ياهوينا..) قالها بهاء بأسف حقيقي( ليس بسهل علي الرجل ان يقف مكتوف الايدي امام صرح حزن كشهاب ولا يقفد تأدبه)
ابتسمت له برقة وهزت رأسها مواسية
هتف معاذ بحماس في الهاتف
( اين انت يارجل.... لقد اثرت خوف الجميع)
اقترب بهاء من معاذ بلهفة ليسمع صوت شهاب المكلوم
( انا الان بالقرب من المكتب انزل وحدك اا اردت الذهاب معي لوجهتي.... لا تصحب بهاء فيكفيه ما ألم به.... )
وبالفعل لم تكن سوي دقائق قبل ان ينزل معاذ وهو ينا من المكتب فيريا سيارة شهاب القريبة والتي انطلقت بمجرد رؤيتهما... بعد ان عرف معاذ الوجهة.

عانق اشواك ازهاريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن