الفصل الثامن

61 4 0
                                    

أفقت من حلم اليقظة الجميل الذي عشت فيه على صوت يوسف و هو يقول
" يا دانا يلا عشان عايز اقفل المحل و لا هنفضل هنا كتير ! "

ضحكت من سخافة ما كنت أفكر أنه سيحدث. ألهذه الدرجة كنت مثيرة للشفقة و أصبحت كمراهقين تلك الأيام ؟! من هذا الذي سأدعه يرقصني على أغنية كهذه. حتى و أن كنت فعلت ذلك في المدرسة كانت تفصلني عن الولد الذي رقصت معه مسافة قانونية.

و لكنني في قرارة نفسي التي لا استطيع أن أكذب عليها كنت سعيدة بذلك الشعور. قد يكون لأنه شعور لم أعتده من قبل لأنها كانت المرة الأولى التي أتخيل فيها نفسي أرقص مع شاب أعرفه و ليس نجمًا أو مغنيًا.

أيًا كان يجب أن أعود لرشدي و أعرف أن ما رأيته ليس سوى عبثيات مراهقة لا معنى لها.

سمعت صوت منة و هي تضحك من شيء قاله أسامة و الذي يبدو أنه كان يسخر من كلامي. يبدو أنه كان يسخر من  أنه كيف لإمرأة
عجوز مثلي تفكر كذلك فقلت
" بقول كان زمان "

فصمت كلاهما شاعرين بالإحراج تاركين لي الفرصة حتى أكمل قصتي.

مرت الأيام عادية دون مغامرات أو مآسي. كنت اتحدث مع يوسف بشكل يومي و دائم. كانت شخصيته جذابة مثلما كان شكله. و كنت سعيدة جدا لأننا صرنا أصدقاء نحكي لبعضنا البعض كل شيء. أخبرني عن أسرته و أحلامه و طموحاته و علاقاته الغرامية. أخبرته عن حياتي قبل أن أكون نادلة.

عندما كنت أذهب للعمل و أراه يضحك لي عندما أصل كنت أشعر بسعادة عارمة كأنني امتلك العالم بأسره. عندما كنا نتمشى سويًا بعد العمل إما يوصلني للبيت مباشرةً أو نذهب لنتفسح فنشتري عصير أو مثلجات و كنا نتمشى على كوبري ستانلي هذا المكان الذي أبحت فيه كل أسراري و أحزاني صار من أقرب الأماكن لقلبي بذكرياتي فيه أنا و يوسف. كنا نأخذ العديد مما تدعى بالسيلفي.

كنت أحب كل شيء فيه ؛ ابتسامته لي ، طريقته في الحديث مع الزبائن ، شخصيته ، ذكاءه. كنت أحب أن انظر لوجهه و نحن عائدين من العمل. أحيانًا كنت أفقد تركيزي و هو يتحدث و أتخيل نفسي و أن اعترف له بمشاعري له.

و لكنني كنت أجبن من أن اعترف له بشيء كذلك. فكنت من الشخصيات التي تكتم بداخلها قدر المستطاع كل شيء حتى مشاعرها. على الرغم انني كنت أشعر أن عيني كانت تلمع له هو فقط و كنت أخجل بعض الأحيان عندما أشعر أن تصرفاتي تجاهه قد تثير شكوكه في أنتي معجبة به.

نعم قلت معجبة و لم أقل أنني أحببته. لأن الحب في وجهة هو شعور عميق و له معنى و ليس مجرد شعور يدوم للحظات بل إنه قد يدوم طوال حياة الشخص فلا يصح أن أي شخص أُعجب به أقول أنني أحبه. الحب يتطلب مني معرفة عيوب من اتعامل معه و على الرغم من معرفتي لها فإنني ما زلت متمسكة به و عندي استعداد أن أتأقلم عليها.

الصعود للقاعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن