الفصل التاسع

93 9 7
                                    

عندما دخلت الشقة شعرت أن هناك شيء غير طبيعي حدث بها و انا في الخارج. كان المكان غير مرتب ليس مثلما تركته. و باب غرفتي مفتوح. عندما دخلت غرفتي لم أجد فيها الحقيبة التي كان بها النقود و الذهب الذي أخذته من بيتي. لم أجد ملابسي أيضًا في الدولاب.

بالتأكيد اقتحم البيت لصوص فالبيت مغري بنت تعيش فيه وحدها كيف تستطيع على دفع ثمن الإيجار إن لم يكن معها نقود أخرى غير التي تقبضها كمرتب من عملها.

لم أعرف ماذا أفعل. حتى اذا بلغت الشرطة ما الفائدة ؟! فإن عودة نقودي شبه مستحيلة حتى و إن عادت فما سأفعل بها ؟! أنا أحيا كالميتة. أعيش بجسدي و لكن قلبي و روحي فقدا الحياة. فقدت أسرتي و الشخص الوحيد الذي شعرت بانجذاب ناحيته.

لم أجد فائدة من بقائي في الشقة فأغلقت الباب ورائي و نزلت إلي الشارع. ظللت أمشي غير شاعرة بالاتجاه الدي تأخذني له قدمي. كان الجو يبدو جميلًا لمن مراجه كان جيد أما بالنسبة لي كان كئيبًا كانت الرياح شديدة كالحزن الذي سكن روحي و لكنها كانت تهب في نفس اتجاهي أو انا التي اتحرك معها لعدم وجود قوة بي تحملني على مواجهة أي شيء حتى الرياح.

ظللت أسير حتى جاء الليل بظلامه الذي لم يضاهي الظلام في قلبي ليعلن قدومه. لم اكترث أكملت سيري حتى و إن كانت بعض الشوارع خالية غير مهتمة بما قد يحدث لي في هذه الشوارع. وصلت لشارع كبير لم أعرف اسمه. كان خاليًا لا يوجد به سوى السيارات الآتية و الراحلة كالذكريات المؤلمة داخل عقلي.

شعرت أن هناك سيارة تسير خلفي كأن من يقودها يراقبني. في البداية لم أعط أي اهتمام و لكن عندما تمكن مني الشعور بعدم الراحة توقفت مكاني فوجدت السيارة توقفت. فتح لي الشباك قائلًا
" القمر ماشي لوحده ليه بالليل ؟ "

أحسست بنواياه وراء سؤاله فالتفت حتى أكمل سيري بعيدًا عنه و لكنه جاء ورائي بالسيارة و ظل يقول
" طب نتفاهم و نقعد ندردش شوية و اللي تطلبيه هديهولك."

على الرغم أن قدمي كانت تؤلمني من كثرة المشي إلا أنني بدأت بالجري في الشارع حتى أهرب منه. و لكنه كان يقود سيارة فمن السهل اللحاق بي. لذلك توجهت ناحية تلك الصخور الضخمة الملقاة في البحر.
* منظر الصخور في الاسكندرية في فيلم أحلى الاوقات عندما كانت بجانب حنان ترك بجانب والدها*

ظننت أنني فررت منه لأنه لن يستطيع أن يدخل بالسيارة لتلك المنطقة. و لكنه كان ذا عزم فترك سيارته و أخذ يجري ورائي و هو يقول
" خدي بالك يا حلوة لتقعي. "

كان يجري بسرعة لم أرد أن يتمكن مني فلم يكن أمامي سوى القفز في البحر فجريت بكل قوتي و سرعتي و قفزت في المياه تاركةً إياه ورائي. سمعته يصيح
" يا بت المجنونة! " و يبدو أنه رحل حتى لا يكن من يُتهم بقتلي و إغراقي في البحر.

الصعود للقاعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن