روايات عالمية ( ريفيو )

زوربا

زوربا ورقصة الوجود
( لقد تخلصت من الكاهن و المال والوطن ،  انني أغربل نفسي ،لقد تحررت : انني إنسان )

رواية عميقة بفلسفتها الوجودية ، لماذا خلقنا وكيف نحيا ؟ وماالمصير؟
سعي الانسان المحموم للحرية، للانتماء الى الانسانية .

"ليس العار ان تموت، العار كله في الشيخوخة" ... ذاك هو الهم الذي استحوذ على فكر زوربا .. ودفعه للتعاطف مع  صديقته العجوز، التي جمعت في يوم ما في ايام صباها، قادة أقوى الجيوش في العالم في مخدعها .. والآن بعد ان شاخت لم تجد من يعيد الاعتبار لها .. كم تبلغ القسوة في نفوس البشر ، حتى يعد العجائز و الشيوخ كائنات منتهية الصلاحية تنتظر الموت وتقاعدها من الحياة؟!؟
كم هي قاسية تلك القلوب التي تبارك ذبح الأرملة الفاتنة باسم الصليب والكاهن، و كل جريمتها جمالها الذي فتن شباب القرية و ذهب ببعضهم لقتل أنفسهم  شهداء لتمنعها؟!
وكم من الخطايا مارسها الرهبان في معابدهم وصولا للتطهر الروحي ؟! حتى وان كان الثمن رصاصة تخترق جسد  ضحية شذوذهم الجنسي ،حتى لا يفتضح امرهم ؟!

وفي الطريق للحرية، تصادفك ثنائية ( الروح و الجسد) ان تنغمس بالحياة حتى تنسى ان للروح ملذاتها ايضا.. ان تطلق للجسد العنان كما فعل زوربا .. ومع ذلك لم يصل للتوازن النفسي .. الذي سعى اليه صديقه الأرستقراطي( الرئيس) كما كان يناديه زوربا .. ان تجرب كل محظور لتصل الى الحضيض لتدرك ماله وما عليه تلك هي احدى فلسفات زوربا الوجودية بعد ان وصل لمرحلة من التيه لم يعد يعرف أكان الاله هو من يسيره ام الشيطان؟!

بيد ان صديقه المعتوه الكاهن زكريا ، قد حمّل شيطانه الذي اطلق عليه اسم ( يوسف) وزر السعي خلف شهوات الجسد ، فكان يعتذر عن الاكل ، لكنه يعقب بان ( يوسف ) الكامن في أعماقه يطلبه ؟! فأي انفصام وصله الكهنة باسم الدين و تجاهل رغبات الجسد ؟!
في كل صفحة من صفحاتها فلسفة تستحق الوقوف عليها ومراقصة افكارها .. تماما كما كان يفعل زوربا ان لم تسعفه الكلمات فيبادر للرقص .. زوربا بكل تناقضاته صورة لجزئية ما في نفوسنا او لتساؤلات لم نجرؤ بعد على طرحها لاعتبارات عدة .. زوربا الذي كان يرى الشمس والشجر و البحر كأنه يراهم للمرة الاولى ، فيسأل ويبحث عن اجابات .. العادة هي ما يقتلنا .. وحده الانسان المرهف هو  من يحمل الشقاء فوق كاهله ؛بحساسيته الوجودية .. ليصل في نهاية المطاف ليكون ( لامنتميا) كما اطلق عليهم كولن ولسون.
زوربا الرجل الذي فهم فلسفة الحياة
انصح بترجمة جورج طرابيشي .

مقطوعة زوربا للرائع اندريه ريو