٤-شاطئ النهاية.

544 96 47
                                    


سيرانُ دموع حارة على انحناءاتِ وجنتيهِ المتورِدة, يدًا بيد معَ قطراتِ المطرِ الرقيقة خارِجَ حائِطِ المنزِل, في رقصة ودية على السماء صاخِبة على قلبِه.

فوضُ أنفاسِ مَن رافقتهُ الغُرفة يطِنُ في أذنيهِ, سارعَ ببشرةِ يديهِ التي تحُكُهُ مِن خشونةِ السجادِ يمسحُ العبراتِ بعيدًا قبلَ أن تراها, وفي وقتٍ بعيدٍ قليلًا مِن أن يكونَ مثاليًا, التفتتَ مِن مجلِسِها على الأرضِ لتنظُرَ إليه, لَم تُبصِر الدموعَ لكِن رأت بقاياها على أهدابِهِ وغشاءِ مُقلتيه.

بدَت مُستاءة, بشِدة, وكأنها شهدَت على موتِ مئةِ بشري.

"تِلك."
اختنقَت بوتيرةِ أنفاسِها, ثم عانَت لتُكمِل.
"النيران, مِن أين تأتي؟ إنها في عقلِك أنت, تستمِرُ باقتِحامِ ذكرياتِك."

رفضَ أن يراها بينما تسيرُ كلماتُها باتجاهِه, تأملَ الشمعة النِصف راحِلة بينما هيكلُها يذوبُ في الإناءِ الزُجاجي المحيطِ بِها, كيف لهُ أن يجيبَ تساؤلاتِها؟ عِندما هو يقينًا لا يعلمُ كيفَ لتِلكَ النيران أن تعُكِرَ إحياءَ الصورِ مرتين, تِلك النيران لَم تكُن جُزءًا داخِل أرفُفِ ذاكِرتِهِ, كيف لها أن تكون؟

"أنا صِدقًا لا أعرِف."
تعكَرَ صوتُهُ بالشهقةِ التي حبسَ سابِقًا, لكِنهُ وقفَ مُستمِرًا بتجنُبِ عينيها.
"لا يهُم على أيةِ حال, هيا لنُكمِل."

"لا, نحنُ لَن نستمِر."
ارتفعَت عَن مَجلِسِها على الأرضِ مُقطبَةَ الوجهِ.

"م-ماذا؟"
هرعَ وأخيرًا بعينيهِ عليها.

"لن نُكمِل, أنا أسِفة."
بدَت مُرتجة المشاعِر تمامًا, وكأن أحدهُم قامَ بالعبثِ بصناديقٍ سرية داخِلها, صناديقٍ لا يجِبُ على أحدٍ لمسُها.

"لا يُمكنُنا فقط التوقُف!"
صاحَ وكانَ صوتُهُ هادِئًا مِن وقعِ الجوِ الماطِرِ خارِجًا.

"بلى سنفعَل, هذا قراري أنا! ثم أن هذا بالضبطِ ما جعلني أتوقفُ عن هذا العملِ!"
صرحَت مؤشِرة إلى وجهِهِ, إلى عينيهِ, والتي فقط الأنَ أدرَك مازالَت مُحمرة وعلى وشكِ الفيضانِ بالدموعِ مُجددًا.
"إن هذهِ حماقة, سنتوقفُ عنها الأن."

"لا, لا يُمكِنُنا!"
انتحَبَ يخطو بعبثٍ إلى قُربِها.
"علينا الإكمال, لَم يبقى سوى صورة واحِدة!"

"لا!"
حفظَت ذِراعها بعيدًا عَن يديهِ التي حاولَت التشبُثَ بِها.

"أرجوكِ, إنها الأخيرة, إنها حتى الأهَم."
فقَدَ صوتُهُ العلو المُناسِب عِند الكلِماتِ الخاتِمة, وكأنَ الألمَ ابتلعَ أحرُفَه.

Photograph || صورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن