ملكوت || حرب الآلهة

{ ١ }

لا تنسوا التصويت لُطفًا والتعليق بين الفقرات~

**♧**

نوتات السلام والهدوء أدركت مسامعه فورما وعى بعد ليلة طويلة، مُلتهبةٌ كانت أحداثها، تلك المقطوعة خالطها صوت الطيور ترتل اغاريد الصباح بتفانٍ وكرمٍ وسع حيزه مروج المملكة وثناياها بلا استثناء، مملكة عُرفت بتراتيلها اللامتوقفة وتقديسها الموسيقى التي تعد أحد عناصر الطبيعة وأساسيات الحياة.

لا يمر يومًا دون سماع الألحان المقدسة والتطهر بعبق نوتاتها، النوتات المتناسقة تتوالى لتشكل رذاذًا يلون حياة شعب مملكة الحب والسلام تلك، العطر العبق والهدوء مع الموسيقى رسميًا يُعدون من مكونات هوائها وما ترتوي به رئات سُكانها.

ثوانٍ قضاها يُجَّوِل أنامله بين ثنايا خصلات زوجته ڤيولا الغافية بين أحضانه، سلامٌ غلف ملامحها الفاتنة وذهبية شعاع الشمس تألقت على بشرتها بنعومة، كان بيكهيون كما لو إنه يخشى إيقاظها وإزعاج نومها.

قبلاتٌ هادئةُ الوقع تركها أعلى رأسها، حيث خصلاتها بنية اللون لوزية العطر، بهدوءٍ وبطء حركها ليتوسد رأسها الوسادة ناصعة البيضاء فضية الأطراف.
نهض تاليًا وتمدد بجسده بهدوء، أثر ذلك برزت قامته الطويلة التي حاوطتها بيجامة نومٍ قماشها خفيف الخامة أسود الطلة، في حين أكمامها تطرزت بأفخر أنواع الخيوط الفضية اللامعة.

قَطَعَ المسافة متوسطة الطول وصولًا للشرفة التي يفصل بقعة الراحة عنها بابًا زجاجي، كما العادة تُرِك غير موصدٍ لتداعب نسائم الصباح ستائره خالصة البياض ذات القماش المخرم.

كفيه بارزا العروق بفتنةٍ، نحيلا الانامل حطا على سور الشرفة حجري التكوين، في حين لونه شابه البياض الناصع الذي طغى بجبروته على مهجعه وثنايا غرف قصره.

عيناه ذاتا الرسمة الناعسة تأملت المروج الخضراء التي تتضح في الأفق، خلفها تقبع جبالًا لامست قممها الغيوم، لتختفي بينها غير واضحة للعيان. أخفض نظره للنقاط القريبة حيث البنايات متوسطة العلو بهية الطلة.

ألوانٌ مبهجة مريحة للعين طُليت بها واجهات الأبنية، والنباتات تُنثر هنا وهناك بسخاء وتشع برونقها الأخاذ بلا حياء.
قانونٌ سنه شأنه زرع شتلةٍ جديدة في كُل أسبوع، نتج عنه مملكة خضراوية البريق ينعم شعبها بروح الحياة اللامتناهية، حيث الحرية والألوان، حيث لا مكان للتعقيد، والأفواه تتبنى الزهور والموسيقى لتنطق بها كلماتها الغزلية.

شعبٌ تميز بكلامه المعسول وحلاوة ألفاظه، في حين التحرر والبساطة غلبّا وهيمنّا عليه ليصبحّا جزءًا من جيناته.
في كل ثنايا المملكة سترى الجدران منقوشةً بزخارف الحب والاعتراف، كل ناحية تتبنى لونًا مبهجًا يغلف محالها ومرافقها نتاج هذا كان منظرًا فاخرًا لقوس المطر الذي تشكل بفعل ألوان تلك المملكة، منظرٌ يدب الحياة بمن فارقته روحه معيدًا السلام والسكينة لها.