النِداء الأَخيرْ

105 4 0
                                    

على تلك الشرفة كنت أجلس وبجواري صديقا دربي علبة سجائري وفنجان قهوتي ، وليس لدي ما أفكر فيه سوى ساعة ومكان اللقاء مع أصدقائي مساءً لكي نتسامر ونلهو ونتحدث بمغامرات النهار لكل واحد فينا .
على ذلك السهل كنت اركض والعب ، كنت اتسلق شجرة اللوز الباسقة من كنف الطبيعة في بيت جدي العتيق المنغمس في عبق الماضي.
تلك هي أمي التي لا تعرف النوم قبل أن تتأكد من تواجدي أنا وإخوتي في البيت قبل العاشرة مساء ونسمع موشح المساء في الإلتزام وعدم التأخر والتنبيه على الإستيقاظ باكرا.
ذلك هو أبي الذي يحرص دوما على حل مشاكلنا البسيطة والذي يوصل الليل والنهار لكي يجلب لنا ما يكفينا و همه الأول تعليمنا.
تلكم هم إخوتي الذين كنت أتنافس معهم تارة في أشياء كثيرة ككسب مودة والدي وتارة ألجأ لهم لمعاونتي في أشياء كثيرة.
وفجأة.....
" النداء الأخير للطائرة المتوجهة إلى الرياض، الى جميع الركاب التوجه إلى بوابة رقم ٤"
يا ليتني لم استيقظ على هذا الصوت...
يا ليتني بقيت حبيس ذكرياتي....
يا ليتني لم أكبر ولم ولم ولم...
اين أمي ، أين أبي...
أين إخوتي...
قد حان وقت الوداع....
قد حان وقت الفراق....
فيا هواء بلادي وداعا....
ويا وسادتي التي شاركتني أمالي وطموحاتي في كل ليلة ، وداعا...
يا أهلي و يا أصحابي وداعا...
فقد حان وقت الرحيل...

الحرية المقنعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن