حوار مع الذات

12 1 0
                                    

بعد عام من إبتعادي عن محور الكون لدي(أبي).
بعد عام من العيش في القلق اليومي المستمر الذي كان يخالجني بأنني وحيد هاهنا من غير أحد،من غير صديق من غير سند.
وحيد ها هنا في غرفتي المظلمة المعتمة الباردة الموحشة البائسة.
اصارع نفسي التائهة في تِيهٍ لا أخر له، أصارع نفسي عن نفسي لعلي أجد نفسي:
أنا: لقد أكتفيت...
نفسي: من ماذا أكتفيت أيها الأحمق.
أنا: لقد أكتفيت من البقاء هنا وقد خضت التجربة التي أتيت من أجلها، سوف أعود.
نفسي: وماذا سوف تفعل إن عدت، وماذا سوف تعمل،ومن أين ستجني المال وكيف ستبني مستقبلك، إنك مجنون.
أنا: سأعود وأعيش هناك مثلي مثل غيري،هاهم لم يموتوا هناك.
نفسي : ايها الأحمق ،الآن وقد استقريت بعمل ممتاز بتمناه الكثيرون تريد أن تذهب...
الآن وقد وضعت قدمك على الطريق تريد أن تذهب...
الأن وقد أصبح لديك دخل يؤهلك لمستقبل واعد تريد أن تذهب...
كيف ستتزوج من فتاة أحلامك،كيف ستبني مستقبل أولادك ، اما أتيت لتبحث عن ذاتك...
أنا: لقد إشتقت لأبي.
لقد أشتقت لأمي.
لقد إشتقت لأخوتي، اصدقائي وصحبتي.
لقد اشتقت لكل شي.
اشتقت لصباح وطني.
اشتقت لسهرات أحبتي.
كم أحن لرائحة أزهار حديقتنا.
كم أتمنى لليلة واحدة أنام فيها بجوار أمي وأبي.
كم أتمنى أن أشتم رائحتهم بقربي.
كم أتمنى أن يوبخني أبي أو يضربني حتى...
كم أتمنى لو أنني لم أكبر ولم أتعلم ولم أسافر وبقيت حبيس وطني بجوار رفقاء روحي.
تباً لمستقبلي...
تباً لعملي...
تباً لذاتي...
او تعلمين بأنني لم أكف عن الحلم بهم طوال هذا العام.
أو تعلمين بأنهم يرافقوني في نومي وفي يقظتي وكأنني لم أغادرهم.
ااااااه يا نفسي كم تمنيت أن يظهر لي بساط سندباد ليحملني معه اليهم.
ااااااه يا نفسي كم تمنيت أن أفتح عيني ذات صباح ليكون هذا العام حلم استيقظت منه.
نفسي: أقدر لك احساسك ولكنك رجل والرجل يستطيع تحمل كل شي، إذهب لزيارتهم وستخمد لديك هذه المشاعر وتعود الى عملك.
أنا: رجل!!!
ياليتني لم أكبر وبقيت حبيس طفولتي.
ياليتني لم أكبر
ياليتني كنت نسياً منسيا.
اشتقت لهم....
اشتقت لهم....
أشتقت لهم....
أريد أبي...
أريد أبي...
أريد أبي...
ونمت...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 27, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحرية المقنعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن