(1) : البداية

64 3 2
                                    

جسمي يؤلمني ... لا أستطيع الحراك ... صدري يؤلمني بشدة أيضا ... أريد الصراخ ولكنني لا أستطيع ... أشعر ببرودة المطر على جسدي ... أفقد القدرة على التنفس في كل لحظة تمر ... لم أعد أستطيع سماع أي شيء ... رؤيتي سوداء ... لم أعد أشعر بالألم الآن ... هل مت؟
فتحت عيناي مجددا ... مهلا أنا أرى شيئا! ... شخص ملابسه مغطاة بالدماء يركض بعيدا ... الدماء تملئ الأرض ... شخص تغطي الدماء وجهه ... اقترب لأمسح وجهه من الدماء بيدي وأنا مذعور ... تعابير وجهي تغيرت من الذعر إلى الفراغ ... اوه ...
إنه جسدي ملقا على الأرض ... لم يعد يتنفس ولن يفعل... لن يفتح عينيه ثانية ... ما زلت أشعر بالبرد ... ولا أعلم مالذي علي الشعور به عند رؤية جسدي مليئا بالدماء تحت قدمي ... هل أشعر بالحزن أم الفزع؟ ... أنا حتى لا أعلم ما أكون ... "ربما كان مجرد كابوس ..." أغمضت عيني متوقعا أن افتحهما في سريري ولكن البرد لم يفارقني أشعر بألم في صدري ولكنني لا أشعر بقلبي ينبض.
"أنت ميت" سمعت صوتا من خلفي إلتفت لتلاقي عيني شخصا أقصر مني بقليل ذو شعر أسود غامق وعينين شاحبتين ... نبرته كانت خالية من المشاعر صمتت أنتظره حتى يكمل ... لقد فعل ... "أنت ميت ... أنت الآن مجرد روح ... قد يبدو صعبا تقبله في البداية ولكنك ستعتاد عليه مع الوقت".
"من أنت؟" سألت وأنا ما زلت أحاول إدراك الوضع الذي انا فيه.
"يونجي" رد الواقف امامي وصمت ... لم يتكلم أي شيء بعدها.
"أ-أنت تمزح؟" سألت وأنا أرتجف.
"ومالذي قد أكسبه من المزاح؟ أنا ميت مثلك ... مضت 16 سنة على موتي هه ... لقد تقبلت ذلك متذ زمن طويل" أعطاني ابتسامة متألمة بعدها.
استجمعت انفاسي لأردف "أنا مت ... " أردت أن أكمل ولكنني شعرت أن الكلمات عالقة في حلقي أنا لا أستطيع قول شيء نفذت الكلمات من عندي أو الأمر فقط أنه لا كلمات توصف مقدار الألم الذي أشعر به الآن ...
تكلم صاحب الشعر الاسود "تعال معي ... سأشرح لك كل شيء".
"ماذا ستشرح لي ها؟! أنا مت الآن ، فقدت مستقبلي! ، عائلتي ، أصدقائي كل شيء أختفى الآن..." صرخت وتلاشت قواي في الكلمات الأربع الآخيرة ... سقطت على ركبتي واضعا كلتا كفتي الباردتين أغطي وجهي المحمر من البكاء.
"لقد مررت بما تمر به الآن أعرف مقدار ألمك أعرف أنك تشتاق الى عائلتك الآن!" قال الآخر بنبرة حنونة بينما سحبني بين ذراعيه.
"سيكون كل شيء بخير" ليمرر أصابعه في شعري المبتل "هيا إستجمع قواك! لست الوحيد الذي يعاني من هذا هنا! هيا إنهض لا أظن أن أحدا من الذين تحبهم يريدون لك ان تكون بهذه الحالة" شجعني يونجي بينما سحب يدي ليساعدني على النهوض ، عناقه كان دافئا حقا بالرغم من برودة جسده ... المشاعر التي احسست بها جعلتني أشعر بالدفئ وسط برد الشتاء والأمطار فوقي ... أعتقد أن ذلك ساعدني قليلا ... قليلا فقط.
أخذني يونجي إلى منزل ... لن أنكر أنه كان يبدو جميلا.
"أين نحن؟" سألت بينما أنظر إليه بحدة.
"ستلتقي بالكثير من الأشخاص الجيدين هنا" رد بينما إبتسم لي إبتسامة دافئة.
"ذلك لم يكن جوابا".
"أعلم".
"أنت غريب!" نظر إلي الآخر ولم يستطع حبس ضحكته ... ضحكته لطيفة ، هذا الشخص يذكرني بشخص ما ، صديقي جيمين ربما؟
"من الأرض إلى ... مهلا ما اسمك؟" اوه ... لقد سألته عن اسمه ولكنني لم اخبره بخاصتي.
"جونغكوك" نظر إلي وابتسم مجددا بينما سحبني داخل المنزل ، كنت مذعورا بحقيقة اننا مررنا من خلال الجدران الى داخل البيت ، أنا روح حقا.
"ربما قد لا يكون الأمر سيئا جدا في النهاية" أعترفت للآخر بينما نظري ما زال مرتكزا على الأشخاص ... الأرواح الأخرى التي تسكن المكان.
"أولا قبل كل شيء سأخبرك انه لا أحد يستطيع رؤيتك او سماعك غير الأرواح الأخرى والشخص الذي قام بقتلك" أردف ذو الشعر الأسود.
"لا أحد؟ ولا حتى عائلتي؟".
"لا أحد".
"هذا مؤلم".
"أعلم".
صمتت للحظة أستجمع شتات نفسي لأتابع بحر الأسئلة التي تدور في دماغي.
"تعال معي جونغكوك ، سأخذك الى غرفة ما تستريح فيها".
"حسنا".
مشى يونجي أمامي وتبعته بسرعة حتى توقف امام أحد الأبواب في نهاية الممر ، الباب كان مخيفا حقا ، كنت خائفا حتى فتح الباب لأرى أربعة شبان جالسين على سرير يتبادلون أطراف الحديث ، أعطاني ذلك شعورا دافئا يبدون أشبه بعائلة.
"شباب!" ليلتفت جميعهم إلى الرجل الواقف امامي.
"هذا جونغكوك ، أريد له أن يشعر بالارتياح وأعلم أنكم ستكونون أصدقاء وعائلة بالنسبة له ... جونغكوك هؤلاء اصدقائي ، نامجون ، هوسوك ، تايهيونغ " ليردف المدعو تايهيونغ "نادني تاي!~" ليتنهد ذو الشعر الأسود ويشير الى الشخص الأخير  ، "وهذا سوكجين".
لقد بدا كل منهم لطيفا ابتساماتهم لطيفة ابتسامة نامجون التي تظهر غمازاته وابتسامة هوسوك المشرقة ... ابتسامة تايهيونغ المربعة وابتسامة جين التي تظهر اسنانه كلها كانت مثالية ، فكرت ... كيف لشباب بهذا العمر أن يقتلوا؟ ما زالوا في ريعان شبابهم ... يضيع مستقبلهم في دقائق معدودة ، التفكير في ذلك فقط زاد ألمي.
"أنا الهيونغ هنا! نادني جيننن!!!" صاح أكبرهم ما جعلني أضحك عليه.
"هل أنت جديد؟" سأل تاي صمتت قليلا ثم أجبت "لقد توفيت قبل نصف ساعة" صمت جميعهم واحسست أن تاي يأنب ويلعن نفسه لسؤاله هذا السؤال لي.
"لا عليكم! انا بخير مع هذا" قلت بينما حاولت رسم ابتسامة على شفتي لأطمئنهم.
"همم! أليس الجو متوترا كثيرا؟ دعونا نلعب لعبة معا!!" قال هوسوك بينما سحب يدي لأسقط بينهم على السرير.
شعرت بدموعي تنزل من عيني أردت إيقافها ولكنني لم أستطع ... يد دافئة تسللت إلى خدودي لتمسح دموعي بعيدا ، ذلك لم يزد بكائي بصوت أعلى حتى عانقوني جميعهم ، إنهم يشبهون يونجي ، إنهم ويونجي يشبهون ... جيمين ...
أردف نامجون بينما عاد ليمسح دموعي مجددا "ستكون بخير" قال ذلك مع أنه يعلم أنها كذبة هو فقط أراد التخفيف عن شخص يبكي أمامه "إذا هل تريد التكلم عن أي شيء معنا؟ هذا قد يخفف عنك" إقترح نامجون بينما ابتعدوا عني.
"هناك الكثير ، الكثير لأخبركم عنه ، لكن فقط ..." عادت دموعي للنزول ، أنا فقط لا أستطيع تقبل انني لن التقي بعائلتي مجددا "الكلمات ، لا توجد كلمات تصف ما أشعر به" أكملت باكيا.
"إبكي فلتخرج كل الطاقة السلبية التي تحبسها في صدرك" عانقني تاي وبكيت طوال تلك الليلة وتكلمنا قليلا لكنني لم أدرك اننا نمنا نعانق بعضنا ، إستيقظت بعدها أشعر بحال أفضل بكثير ... الفضل لهم بالطبع ، لقد أصبحنا مقربين في وقت قصير ، هم أشخاص رائعون ، والأشخاص الرائعون دائما ما يأخذهم القدر بعيدا ، بعيدا جدا.
حاولت النهوض دون ازعاجهم لكن لسوء الحظ إستيقظ جين هيونغ.
"صباح الخير" أردفت بابتسامة للأكبر.
"صباح الخير ، كيف تشعر اليوم؟".
"بحالة أفضل ، أعتذر على كوني طفلا بكاءا البارحة".
"لا أنت لم تكن ، جميعنا نحتاج هذه اللحظات لنفرغ طاقتنا السلبية من وقت الى آخر".
"أشكرك هيونغ".
"لا شيء تشكرني من أجله ، نحن عائلة الآن".
ابتسمت بدفئ على كلمات جين ، عائلة ، كلمة جميلة معناها أكبر من أن يكون محصورا في خمسة أحرف.
بينما قام الآخر بإلقاء رأسه مجددا على السرير والنوم ، أما أنا فقد خرجت لألتقي بيونجي في الخارج مع طفلين ، يبدو إنهما تؤام ، لكن مهلا ... إنهما ميتان ، تغيرت عيناي من لامعة إلى فارغة بمجرد تذكر ذلك ... ما زالا صغيرين ، من قد ينام بعد قتل طفلين؟ الوحوش فقط تفعل ... كم سيكون البشر أقسى من هذا؟ أيقررون من عليه العيش ومن عليه الموت؟ لا حق لهم في ذلك.
اقتربت منهما ورسمت ابتسامة لطيفة على وجهي وقلت "مرحبا!" أحسست انني فقط سأنفجر بكاءا مجددا ان أكملت الحديث وما زاد رغبتي بذلك هو صوت الفتاة الصغيرة ترد "مرحبا! أنا ستيلا! وأنت؟" حاولت متابعة الابتسام والرد عليها "جونغكوك" رفعت أصبعي لأشير على الفتى الواقف بجانبها "هل أنتما أخوة؟" اومأت برأسها 'أجل' ربت على رأسهما وحولت نظري ليونجي الواقف بابتسامة دافئة على وجهه.
"يونجي هيونغ أعتقد انني سأذهب لقضاء بعض الوقت في الخارج".
"حسنا ولكن لا تتأخر وأيضا ... لا تذهب الى منزل والديك سنذهب معا لاحقا ، معا!"
ابتسمت وأخبرته بأن لا يقلق وخرجت ، أول مكان قد اتجه إليه هو متجر الحلويات حيث يعمل صديقي جيمين كان أسبوعا منذ آخر مرة رأيته ، وفي آخر لقاء لنا وعدته اننا سنلتقي قريبا ، يبدو ان الوعود لا تليق بي هه.
وصلت لم أفتح الباب لأسمع صوت الأجراس فوقه ككل مرة أدخل أنا فقط مررت خلال الباب.
بدأت أبحث بعيني عن جيمين ولكنني لم أره ، هذا بديهي سيأخذ إجازة لزيارة عائلتي ومواساتهم ... اتجهت للطاولة التي اجلس عليها عادة ، لا أحد يجلس عليها أعتقد أن الجميع يعلم أنها طاولتي وانني أجلس عليها دائما.
جلست أنظر الى الخارج ذهني في كيف كان رد فعل عائلتي وأصدقائي بعد معرفتهم انني مت؟ كل ما جاء لمخيلتي هو أن أمي تبكي وأبي يحاول تهدئتها مع انه أيضا يريد البكاء ... لا أريد لجيمين أن يبكي بسببي ، هو كان الشخص المبتسم دائما يمنع الجميع من الشعور بالحزن او البكاء ، لا أريد رؤية هذا الشخص المبتهج يبكي.
شعرت بشخص يجلس بجانبي ولكنني لم أنظر إليه هو لا يراني على كل حال.
حتى أردف "تبدو شاردا كثيرا؟ يبدو انك حزين؟" كان ذلك صوت فتاة ... إلتفت لأرى فتاة بعينين زرقاوين جميلتين وشفاه وردية منتفخة وشعر كستنائي منسدل يصل إلى خصرها.
هي ليست روحا ، رأيتها تتحدث قبل قليل مع بعض البشر وكل ما فكرت فيه هي جملة يونجي البارحة "أولا قبل كل شيء سأخبرك انه لا أحد يستطيع رؤيتك او سماعك غير الأرواح الأخرى والشخص الذي قام بقتلك".
لينهض بسرعة ويصرخ مشيرا إليها بإصبعه "أنتي! أنتي قتلتني!".

-مين يونا

(Y) | روح - Soul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن