الفصل الثامن

119 21 20
                                    

بونغ بونغ اليوم تبدو حزينة للغاية ، حتى في حصة الرياضيات هي لم ترفع رأسها عن الطاولة.

وأنا الذي كنت خجلا من محادثتنا الأخيرة لم أقل شيئا عدا عن تحية الصباح

خرجنا للمطعم المدرسي ولحقتها حتى جاورتها الطاولة

_بونغ بونغ ما الخطب ؟!

صوتي خرج هامسا ،خفت أن تفزع مع شرودها ذاك.
رفعت رأسها ، حدقت بي للحظات ثم أفصحت :

_سافر والداي البارحة وبعدها نحن سرقنا راي ، في الحقيقة أخشى أن تسوء حالة جدتي ، فهي منذ وقوع السرقة وهي تلوم نفسها

جلست إلى جانبها بعد أن كنت جالسا مقابلا لها ووضعت كفي على كتفها أسأل:

_ما الذي سرق بالضبط

-لا شيء يذكر لا تقلق ، أيضا نحتاج منزلا للكراء ، وهل ستساعدني

فتحت يداي أقول باسما :

-على الرحب

-يفضل أن يكون رخيصا

شككت في أمر طلبها لكني أومئت فحسب

بدت مرتاحة بعدها ، عرفت أنها إحتاجت لتحادث أحدهم وستشعر بالراحة

مرت الحصص المسائية بطريقة لطيفة ، أستاذة الرسم إستمرت بالثرثرة حول الأساسيات بينما تنظر إلي فقط ، وبونغ بونغ أخبرتني أن تلك الأستاذة معجبة بي

نظرت لكليهما بإشمئزاز ، أضع رأسي على الطاولة

ذلك مستحيل !

-راي بخصوص المنزل إن وجدت شقة رخيصة إتصل بي

قالت حين وصولنا لمنزل جدي ، وحين إبتعدت دخلت المنزل .

جدي كان في الحديقة يسقي بعضا من زهوره
إقتربت أسأل ضاحكا:

-منذ متى تسقي زهرة الزهور

رفع الساقية الحمراء في وجهي يهددني بها:

-أغرب وإلا أريتك الزهرة الحقيقية

ضحكت ، فضحك

-لما أنت من يسقي الأزهار بدلا عن ليلي ؟

سألته أجلس على إحدى الكراسي ، وهو بإستياء أجابني:

-لا أريد الإحتكاك بجدتك داخل المنزل ، تلك الوقحة لا ترغب بالرحيل وتستمر بالتحدث مع رجل ما ، تدخل غرفتي بلا إستئذان ، والمنزل مليء برائحتها اللاذعة

أجل جدتي ، لم ترحل بعد متحججة أنها لم تشبع من حفيدها _والذي هو أنا_ بعد ، ثم تستمر بالإتصال بـ توم والذي لا أعرف من يكون من أجل إثارة غيرة جدي

جدي الذي لا يهتم لها مطلقا

-والحل جدي ، أنت لن تخرج للحديقة كلما ضايقتك ، لأنه حينها من الأفضل أن تخيم هنا أحسن

هذا كان أنا أحرضه على شجار طاحن

-أتعرف ما علي فعله ، خطيبتي الوهمية كافية لتطردها منها ، الملهى مليء بالنسوة اللاتي سيكون من دواعي سرورهن تمثيل الإنزعاج من وجود جدتك التي ستفقد الأمل من عودتي إليها وسترحل

تلك كانت خطة جدي الغبية والمنطقية في الوقت ذاته

جدتي ذاك النوع من الأشخاص الذين لو أخرجتهم من الباب سيعودون من النافذة أو حتى المدخنة ما يهم أنهم سيعودون.

حين لمعت بذهني فكرة أنا صفقت مرتين أسترعي إنتباه جدي ، وقلت حين أولاني إنتباهه:

-لا داعي للبحث عنها في الملهى أظنني وجدتها

نهضت سريعا أختفي من أمام نظرات جدي الحائرة ، بغرفتي وعلى نفس الأريكة أنا إتصلت بـ بونغ بونغ

-مرحبا بونغ بونغ ، كيف تسير الأمور ؟

-على حالها ، جدتي تتكور على السرير تلوم نفسها وأنا أحاول الإتصال ببعض المؤجرين ، لكن الأسعار خيالية ، بصفة عامة الأوضاع لا تبشر بالخير ، أيضا… بسبب إتصالك هل حدث وأن وجدت لنا شقة للكراء؟

حمحمة صدرت مني ، ثم صمت إحتل المكان ، أنا كنت مترددا بشأن إخبارها ، وهي كانت تنتظر ردي

-راي

-أجل في الحقيقة ، لا أدري إن كنت ستوافقين على الفكرة ، لكنه أفضل شيء فكرت به ، نمتلك العديد من الغرف الفارغة وجدي لن يمانع تأجيرها لك ولجدتك ، وبأرخص الأسعار

-راي

-أنا لا أعني بهذا سوى مساعدتك ، جدي يرغب بإمرأة هنا لتطرد جدتي التي لا يرغب ببقائها أكثر ، هو فكر أن وجود إحداهن في المنزل سيكون الحل الأفضل

-راي

-أنت تحتاجين لمكان تبقين فيه وعمل أيضا ، جدي سيدفع لجدتك كثيرا لو كان طعامها لذيذ هو يفكر بشأن الطعام كثيرا

-راي

-سيدفع لك أيضا إن ساعدتني في دروس الرياضيات ، بقبولك لهذا العرض ستكونين قد حللتي جميع المشاكل

_شكرا لك ، سأناقش الأمر مع جدتي أولا

صوتها الذي لم أكد أسمعه، كان آخر ما نطقته ، قبل أن تغلق الخط

ما بالي أرغب بشدة في أن تقبل ؟!

الأمر لا يعنيني لتلك الدرجة

بونغ بونغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن