أخذت فيفيان الكتاب بين يديها وباتت بالقراءة ، أولا المقدمة ، أمسكت القلم الى جانبها واخذت بوضع الملاحظات ... ثم العناوين ، وهذه الرسومات حسنا هذا جيد ... اكتفيت بهذه الكلمات وبدأت بقراءة الصفحة الأولى كانت المقدمة تحتوي على اهداء من الكاتب الى كل قارئ ، كان كتاب شعر غزلي ووصف للمرأة العربية باللغة العربية ومترجم الى اللغة الانكليزية كانت فيفيان ملمة باللغة العربية بشكل متقن مع كسر ولدغ في اللفظ بسيط مما يزيد من جمال لفظها وذلك يعود لفضل والدتها التي علمتها اصول اللغة العربية الى جانب لغتها الاصلية الانكليزية ، هكذا كانت فيفيان متفوقة بين اصدقائها في المكتب ، فقد كانت الوحيدة القادرة على مساعدة المدير في جميع الامور والترجمات والمقالات العربية التي تأتي من الدول العربية لتترجمها وتنزل بالمجلات احيانا ، هذه اللغة كانت مصدر سعادة لفيفيان .. لقد كانت اللغة الاحب الى قلبها بالاضافة الى الانكليزية ، كانت تشكر امها على منحها اياها لانها في بعض الاحيان تكون سبب موردها وعيشها فهي عادة في المساء وبعد العشاء تاخذ بترجمة بعض الكتب الاجنبية الى العربية ومن العربية الى الاجنبية ، كانت تجد متعة خاصة في هذا العمل ، فهي مثابرة عليه وتتقنه .
ولكن عندما نظرت في الصفحات الاولى وقرأت المعاني والكلمات التي تتضمنها هذه الاسطر انبهرت لجمال تلك الكلمات وروعتها في وصف المرأة العربية والغزل النابع من قلب الصحراء ومن ثم تشجعت على المثابرة المتواصلة للبدء في طبع هذا الكتاب لأنها كانت بشوق لمعرفة وقراءة ما يتضمن من جمال البلاد العربية ونساءها ورجالها واطفالها كانت تحب ان تعرف كل ما يتعلق بتلك البلاد وتقاليدها وذلك يعود لحبها لوالدتها وحديث والدها عن جمال الصحراء ورونق البادية والمدن والتقاليد العربية العريقة .
باشرت فيفيان بالطباعة وكلما انتهت من صفحة كانت هناك قوة خارقة تشدها في قراءة وطبع الورقة التالية ، وهكذا كانت هذه الفتاة التي تحمل دماءها لون من الوان البادية وجمال المرأة العربية بشوق لمعرفة المزيد ، وتأكدت عند ذلك من ان السيد طارق فارس عربي جاء من الصحراء الى بلادهم لكتابة الكتب والروايات .
اعجبت بكتابه لدرجة العشق به ، وكانت تقرأ الكلمات مئات المرات وكأنها تحفظها في ذاكرتها لتعيد قراءتها بينها وبين نفسها لقد احبت ذلك الكتاب بمشاهده وصوره ووصفه للبلاد العربية الخلابة .
وتمنت ان يكون لديها نسخة منه .. عند انتهاءه قدمته الى مدير الشركة لكي يعلم السيد طارق بانتهائه .
في يوم مشرق جلست فيفيان الى مكتبها تراجع بعض الملفات وفجأة وجدت رجل اسمر طويل
القامة أسود العينان وبشرة حمراء لوحتها شمس الصحراء ، انه لم يكن سوى السيد طارق واقفا بقامته امام مكتبها واضعا يده على طرف الطاولة ، ثم اردف قائلا :
- كيف عساني اشكرك ايتها الآنسة ، قال لها ذلك بلهجة الانكليزية مكسرة ولكنها جيدة بالنسبة لرجل عربي ، للحظات صمتت فيفيان ولم تستطع ان تقاوم جاذبية هذا الفارس الغامض بوجهه الجميل ، للحظات شعرت بانه استحوذ على نظراتها ، حتى لم يعد هناك مكان للنظر في انحاء جسده .
لقد كانت نظراتها تملؤه تأملا .. وللحظات انتبهت انها استغرقت طويلا في الاجابة . نظرت الى الاوراق التي الى جانبها بعدما لاحظت بانه شعر بها وبنظراتها له .... ابتسمت شفتاه الصغيرتان بابتسامة صافية رقيقة خالية من الخشونة التي كان جسده يتمتع بها ...
- تفضل سيد طارق .
أنت تقرأ
القيود "للمؤلفة : ازو كاوود"
Romanceفيفيان فتاة في الثانية والعشرين من العمر ، من ام عربية واب اجنبي . توفيت والدتها وبقيت وحيدة والدها ، وبعد مرور سنوات على زواجه فقد اصبح لها ست شقيقات جميلات ولكنهم ليسوا بجمالها . عندما تعرفت على طارق الشاب الاسمر الجميل العربي الذي يحمل في وجهه جم...