دخل الطبيب مصافحاً طارق .. وطلب منه الحضور الى مكتبه .
تبعه طارق بخطى واثقة وبقيت زوجته ليلى بجانب طفلها الصغير .
تقدم نحو الكرسي امام المكتب وجلس بهدوء منتظرا قدوم الطبيب من جولته على المرضى بكافة الغرف .
انتظر وكان انتظاره مؤلما وصعبا ... قطع الصمت صوت اقدام الطبيب القادم من الخارج نظر الى طارق ورماه بابتسامة صغيرة تشير الى امل ضئيل ، ثم ساله طارق :
- ماذا يا دكتور هل هناك امل لشفائه.
- ارجو ذلك يا سيد طارق ان طفلك بحاجة الى صمام قلب وهنا ليست لدينا المعدات الكافية وانا اصر على سفره الى الخارج .
- نعم هذا ما كنت ساطلبه الآن منك ، انا مستقر تقريبا في لندن واستطيع ان آخذه معي اليس كذلك ، وهناك الاطباء والمعدات الضرورية .
- نعم في لندن ، هناك طبيب معالج مختص بهذه الحالات صديق لي سوف اطلب منه ان يهتم بهشام كونه مريضي ، وكل ما يلزمه من تحاليل وهو سيقوم بدوره في اعادة فحصها وهكذا .. هذا سيكون افضل .
ثم عاد طارق ليسأله من جديد :
- حسنا متى استطيع نقله ، وهل الطائرة ستكون خطرا عليه .
- كلا انه الآن بحالة جيدة وسف نتخلص من المصل خلال ساعات ، وعندها يستطيع ان يبقى حرا بدونها ولكن عندما تجهز اوراق السفر وتحدد الموعد سوف نقوم باعطائه الادوية لمنع حدوث اي مضاعفات خلال السفر بالطائرة وستكون هناك ممرضة اذا اردت تبقى الى جانبه وترعاه .
- نعم ، ارجوك يا دكتور سأباشر حالا باوراق السفر وتجهيز ما يلزم لذلك .
صافحه الطبيب متمنا له النجاح .خرج طارق وهو يحمل الامل الصغير بين يديه ودخل الى غرفة هشام بوجه بشوش ثم اندفعت زوجته نحوه وسألته بارتباك خافضة صوتها خوفا من ان يسمعها طفلها هشام ، ولكن هشام كان غائبا في اللعبة التي احضرها والده .
- لقد نصحنا بتسفيره الى لندن وتكملة العلاج هناك .
- ماذا ؟ وانا ماذا سافعل .
- لا شئ ستنتظرين مكالمتي .
- لا يحق لك يا طارق
- كفاك الآن لا يجوز ان يشعر هشام بأننا نتشاجر ، في المنزل سوف اخبرك كل شئ .
- حسنا ، وافقت بحنق بعدما غرغرت الدمعة في مقلتيها ، مما احزن طارق كثيرا ثم قال لها بحنان :
- لا تخافي على هشام يا ليلى سوف تكون هناك ممرضة للاهتمام به .
- كلا لن اسمح بذلك لن ابتعد عن ولدي .
- هل تريدين السفر معنا ؟
- نعم ارجوك يا طارق ، انا لا استطيع الابتعاد عن هشام انا لست مثلك لا استطيع الانتظار .
- حسنا كما تريدين والآن دعي الممرضة تهتم بهشام وهيا لنعود الى المنزل .
- حسنا ، اجابته برضى تام .طلبت الممرضة المناوبة وأوصتها الاهتمام بهشام كالعادة وتمنت لولدها ليلة سعيدة واقترب طارق منه وطبع قبلة عميقة على وجنتيه وهو يقول له :
- هل تحب ان تأتي معي يا هشام الى لندن ؟
- نعم ، نعم انا اريد ذلك بالطبع ، اليس كذلك يا امي ؟
- نعم يا حبيبي سوف نكون معا .
- ولكن الآن اريدك ان تنام جيدا يا هشام لان الغد سوف يكون يوما شاقا للسفر ، قال طارق وهو يبتسم لولده المريض بعطف زائد .
خرج مع زوجته وعادا الى المنزل .. دخل الى غرفة الجلوس وجلس بتأني متأملا الغرفة .. نطر الى باب المكتب المغلق .. لاحظت ليلى نظراته المحدقة بالغرفة المقابلة ثم سألته :
- هل تحن الى المكتب والمكتبة ، الا تريد ان ترى مكتبك لقد مر زمن طويل لم يدخل احد غيري اليه ، لقد كنت اهتم به بنفسي انه الشئ الوحيد الذي استطيع ان اقوم به انه يجعلني اشعر بوجودك هنا دائما .
- شكرا يا ليلى ، ولكني لا استطيع ان ادخل .
- لماذا ؟
- لا اعلم ربما لاني خائف .
- لماذا انت خائف يا طارق ؟ ان البيت بيتك والمكتب مكتبك .
- انا خائف من الدخول .. لان الشوق الى ذلك المكتب يخيفني .. اخاف ان اتردد في تركه من جديد ، انه الم شديد البعد عنه صدقيني .
- ولكنك ستعود يوما ما .
- ربما يا عزيزتي .
- هل ستبقى على هذه الحال يا طارق ؟
- انا لا اعتقد هذا .
- وانا ايضا لم اعد احتمل ، ان فراقك صعب جدا .
نظر اليها بتمعن متفحصا اجزاء جسدها النحيل ، ثم قال :
- لقد تغيرت يا ليلى ، لقد اصبحت نحيفة لماذا ؟
- ان مرض هشام وغيابك مؤلم جدا ، هذا ما سبب لي الضعف .
- ولكنك ازددت جمالا .
- شكرا ، اجابته بحياء وكأنها لاول مرة تراه .
- الا تريد الصعود الى غرفتك انها ما تزال كما هي ؟
- نعم ارجوك انا تعب جدا من السفر .
أنت تقرأ
القيود "للمؤلفة : ازو كاوود"
Roman d'amourفيفيان فتاة في الثانية والعشرين من العمر ، من ام عربية واب اجنبي . توفيت والدتها وبقيت وحيدة والدها ، وبعد مرور سنوات على زواجه فقد اصبح لها ست شقيقات جميلات ولكنهم ليسوا بجمالها . عندما تعرفت على طارق الشاب الاسمر الجميل العربي الذي يحمل في وجهه جم...