الفصل السابع

12.4K 342 11
                                    

اذكر الله قبل قرائتك للفصل 💝
الفصل السابع :
(فراق!)
كان يقف في الشرفة يدخن لفافة من التبغ حينما دلفت هي ...نظرت له بحدة ثم وضعت طبق الحلوي علي المنضدة الموجودة بالشرفة وما كادت ان تخرج حتي سحبها من يدها كي يوقفها ...نظرت له بعيون تستشيط من الغضب وهي تقول بحدة : انت ماسكني كده لييه ؟؟!! نعم اتفضل عايز ايه ؟؟!!
نظر لها بتسلي وهو يقول وابتسامة خبيثة ارتسمت علي صفحة وجهه : متتكلميش معايا كده تاني فاهمة !!
ـ يعني انت موقفني كده عشان تقولي متكلمنيش كده ؟!!!
ـ لا طبعاً بس عايزك تعمليلي كوباية شاي اخضر عشان بطني وجعتني من كتر الاكل
ـ مهي الطفاسة وحشة عشان تبقي تاكل الصنية كلها بعد كده وانا كان نفسي فيها ووقفت في المطبخ قد كده عشان تيجي انت تلهفها في الاخر لوحدك !!
نظر لها بمشاكسة وهو يقول : خسارة فيا يعني ...وبعدين انتي ليه مش قادرة تفهمي اني بغير حتي من ان اي حد ياكل حاجة انتي عملتيها ؟؟!! انتي ليه مش قادرة تفهمي اني بغير عليكي من ابويا نفسه ...بغير ان اهتمامك يروح لحد غيري ولو في حاجة بسيطة زي الاكل ...انا كده وعارف ان ده غلط بس انا بحبك بدرجة انتي عمرك مهتتخيليها ...ثم استنشق بعض الهواء واكمل :انا اسف متزعليش مني بس كنت متعصب جامد ... وانتي وحشتيني اووي
أخذت ترمش بعينيها ولم تعرف كيف ترد عليه فلم تجد نفسها تقول سوي : خلاص مسامحاك في المكرونة ...وتركته وذهبت بسرعة كعادتها حين تخجل ....ضحك بشدة عليها ثم قال بصوت وصل لها : طاب كده متصالحين ولا لا طيب ؟؟!! طاب الشاي طيب !! ضحكت هي الاخري ثم ذهبت لتعده له قبل ان تنزل لصلاة التراويح في الجامع القريب من منزلهم ..
.............................................
كانت "لما" الصغيرة تبكي وهي تقول لوالدتها : يا ماما بس انا كنت عايزة انزل اصلي معاكوا التراويح والبس الاسدال الجديد ...
قامت ليلي بحملها وتقبيلها من وجنتها وهي تقول لها بحنو : معلش يا حبيبتي مش انتي بتحبي يوسف الصغنن اقعدي العبي معاه بقي قبل م يمشي وكمان عشان سما تعبانة من الحمل تساعديها وتشيليهولها انا عارفه والله انك بتحبي تصلي معانا بس معلش صلي في البيت النهارده وكمان عشان منزعجش الناس الي في الجامع فاكرة المرة الي فاتت لما كنتي بتتكلمي مع اصحابك وازعجتوا الناس وهي بتصلي !!
ـ والله دي مرة وانا عرفت غلطي وان المسجد ده بيت ربنا ولازم نصلي فيه ونقرأ قرآن مش نتكلم ونلعب يا أما مننزلش اصلا ونضايق غيرنا وكده بدل م هناخد حسنات هناخد سيئات وربنا هيغضب علينا ...
ـ شطورة يا حبيبتي يلا بقي بطلي عياط وروحي اتوضي وصلي العشاء بالاسدال الجديد واقعدي اتفرجي انتي ويوسف علي الكارتون بتاع قصص النساء في القرآن عشان تستفادي منه ...
ـ حاضر ...ثم ركضت الصغيرة الي الحمام كي تتم وضوئها ...
نظرت سما اليها بتأثر درامي وهي تقول : فين ايام لما كنت بنزل اصلي التراويح معاكوا انما دلوقتي معلولة بعلتين واحده في بطني والتانية قاعدة بتاكل مانجا وبتليط لامي الدنيا ..
ضحكت ليلي ثم قالت : ليط يا حبيبي ليط ...انا بجد مش عارفه جوزك استحملك ازااي كل ده انتي تنقطي ...
ـ تصدقي فكرة وانا اقول كل شويه يسافر اسكندرية في شغل ليه ؟؟!! اتاري البيه شافله واحده تانيه هناك وراميني انا هنا بعياله ؟؟!!مااشي انا هوريك يا أحمد هه !! قالتها بتوعد شديد ...
ـ ربنا يقدرني علي فعل الخير بجد ...قالتها ليلي ثم ضحكت ولحقت بأمها وزوجة عمها اللتان كان قد هبطتا قبلها ...
.........................................
ومرت الايام سعيدة علي الجميع مابين عبادة وتقرب الي الله وأوقات تجمع عائلية ...بالطبع لم تخلو من مشاجراتهما ولكن كانا يتصالحان بسهولة لعدم قدرتهما للبعد عن بعضهما كثيراً...
وفي هذا اليوم كان خرجا ليشتريا بعض لوازم منزلهم فبالطبع الفيلا الصغيرة الخاصة ب "كريم" كان ينقصها بعض الاشياء التي كان عليها شرائها بنفسها ...
وبعد ان انتقت كل ما أرادت بمساعدته بالطبع فقد جهزا المنزل طبقاً لاحلامها فهي حين رأت ديكور المنزل ودهاناته واثاثه اعجبها بشدة لما يتميز به من الرقي والعصرية ...كان قد اقترب موعد آذان المغرب فأخذها لمطعم مشهور بالمركز التجاري الذي كانا فيه حتي يتناولوا طعام إفطارهم ...
وبعد ان تناولوا الافطار الذي كان مكون من طعام رائع اعجبها كثيراً أخذها الي "كافيه" مجاور كي يحتسيا مشروباً ويتناولا بعض الحلوي ولكن القدر شاء ان يقابل أحدي المهندسات التي عمل معها في "المانيا " من قبل !!!
ما ان رأته حتي أشارت له بيدها وأتت الي حيث كانا يجلسا وهي تقول : أيه ده مش معقولة كريم ؟؟!! ده الدنيا صغيرة اووي !! عامل ايه ؟! ايه اخبارك ؟؟!!
ـ الحمد لله يا أنسة ايمي تمام ..وانتي ؟
ضحكت بخلاعة ماجنة وهي تقول : أنسة ؟؟!! ليه الرسميات دي يا عم ده احنا حتي اشتغلنا مع بعض سنتين اه صح معلش يا ...؟؟ مخدتش بالي انك قاعدة
تنحنح من حرج الموقف وهو يقول : ليلي ...ليلي مراتي  ..
ـ أيه ده انت اتجوزت ؟؟!! كده من غير م تعزمني ؟؟!! ثم نظرت الي ليلي من اعلي الي اسفل قائلة : ده انا حتي كنت هفرحلك ...
ـ معلش الموضوع حصل بسرعة ...عن اذنك بس عشان لازم نمشي دلوقتي لاني ورايا شغل ...سلام ...ثم نظر الي ليلي قائلاً : يلا يا حبيبتي ...وامسك بذراعها واخذها بسرعة للخارج
ـ باي باي يا كوكي ...
وما ان خرجا حتي قالت له بحدة : مشيت ليه بسرعة ولا مكنتش عايزها تكمل الكلام ؟؟!! خوفت انها تقولي حاجة كده ولا كده ؟؟!!
قال لها بغضب : ايه الكلام الاهبل الي بتقوليه ده ؟؟!! انتي مجنونة  !!
ـ اه مجنونة روحني يا كريم دلوقتي لو سمحت ...
........................................
ما ان وقفت سيارته امام باب البناية حتي فتحت الباب وهبطت مسرعة وركضت الي الاعلي ...زفر بأختناق من تصرفاتها وظنها السئ به ...انها طوال الطريق لم تنطق كلمة واحدة  وهذا مما زاد من قلقه...
صعد ورائها بسرعة ودخل ورائها شقتها بعد ان فتحت لهم هدي الباب ...دلفت مسرعة فحاول هو ايقافها : استني بس اسمعيني
ـ مش عايزة اسمعك خليها هي تسمعك يا ...يا كوكي ...ولم تمهله فرصة للرد ودخلت لغرفتها ...كل هذا امام عيون هدي التي تنظر له وتضحك ...
فتصنع الحزم وهو يقول بنبرة عالية : استني هنا مش بكلمك !! وبعدين ايه كوكي ده شايفاني فرخة قدامك ..
...........................................
كان الجميع يتناول السحور الا هي بعد ان تصنعت التعب وتناولت شيئاً خفيفاً ونامت ...
ولسوء حظه كان قد جاءه مكالمة من المانيا يطلبون مجيئه سريعاً كي ينهي بعض الامور المتعلقة بالعمل ...فأخبر الجميع بذلك وانه عليه ان يسافر صباح اليوم القادم ...وأكد انه سيعود بسرعة حالما ينتهي من ذلك الموضوع
ـ يعني لازم يا بني السفرية دي م صدقنا انك رجعت ..
ـ والله يا بابا انا لو عليا مش عايز بس اعمل ايه غصباً عني ...مسافة السكة بس وهرجع بأذن الله ...
ـ ربنا معاك يابني ويحفظك ويرجعك سالم لينا ..
....................................
وفي صباح اليوم التالي استقظت متأخرة قليلاً لانها حين تتضايق تنام كثيراً ...وما ان خرجت حتي وجدت والدتها تقف امام الباب مع زوجة عمها التي كانت تبكي !!
ذهبت ناحيتهم بسرعة وقالت : في ايه يا طنط مالك بتعيطي ليه ؟؟!!
ـ يا بت هي بس متأثرة شوية بسفر كريم مع انه حلفلها انه مش هيقعد اكتر من اسبوع ...
نظرت لهم بصدمة ثم قالت : سفر كريم ؟؟!!
ـ ايه ده هو مقالكيش ؟؟!!
ترقرقت الدموع في عينيها ثم تركتهم ودلفت الي غرفتها مسرعة وبعثت له برسالة " للدرجادي انت مش شايفني موجوده في حياتك ...تسافر من غير م تقولي برسالة حتي ؟؟!! علي العموم احسن انت حسستني بقيمتي عندك لما ترجع طلقني !"
...........................
وبعد مرور ثلاثة ساعات حدث ما زلزل كيان الجميع ...ُأُذيع خبر علي جميع القنوات الاخبارية يقول ان الطائرة المتجهة الي المانيا والتي كان من المفترض انه احد ركابها قد سقطت نتيجة عطل مفاجئ ولم يستطيعوا تحديد مكانها حتي الان  !!

لعنة حبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن