الفَصلُ الخامِس

100 11 8
                                    


مُتأكِلٌ مِن الداخِل!، لا ضوءُ يومٍ يُساعِدُني و لا نورُ أَملٍ يُحادِثُني، "*وُجِدتُ لأشقى*" هذا جَوابُ سؤالي
لازالتِ الحَياةُ مُتعبة، و قاسية، لا تَرحَمُ من كانَ في مَهدهِ باكِياً و لا من شابَ بِجَسَدةِ قاسِياً، خوفٌ و هَلعٌ قد يُصيب، و غَسَقُ شَرٍ قد يُصبحُ الصاحِبَ الوَحيد، و كَـ عودِ خَشَبٍ ضَعيفٍ أنا بينَ نارِ الجَحيم.

" كَـ المُستَجيرِ من الرَمضاءِ بالنار "
أبدأُ أُمسَياتيِ القاتِلة بِهَلوساتٍ لا أعلمُ مَعانيها، بل و لِما تَتَواجَدُ في رأسي?!

"*و كَـ من لَاقى الدواء و لازالَ يَشعُرُ بالسَقَم*"

عادَ صَوتَهُ بَعدَ الغياب، عادَ ديجورُ وَحشَته، و عادَ بِما يُفيد.......

" غِابَ صوتُكَ طَويلاً بل غابَ عَني كَثيراً! "
سألتُ سَببَ مُعاودَةِ النِداء، جُلَ ما أخبَرَني بِهِ قَبلاً أفاد، فَلِما المُماطَلَةُ بِما يُستَفاد?!

"*و لِما العِتاب? أعطيتُكَ أربعَ خطواتٍ لِترتاح! أنجَزتَ أثنَتان و بَقيَ إثنَتان*"

بقيَ لي إثنَتان لأتَخلصَ مِما أنا عَليه!، لازِلتُ أسيرُ في شُعورٍ غَريب لا أعلمُ ما هوَ?

" أما أقومُ بِهِ صَحيح? "

"*و أصحُ من الصَحيحِ نَفسِه*"

كَـ عادَته واثِقٌ و بِقوة، صَمَتتُ قَليلاً لأُكمِلَ بَعدَها...

" أنا خائِفٌ مِن أن أموتَ في هَذا السَواد، كُلما أتيتُ لأنام سَيطَرَ عليَ وَهمُ مَوتي قَبلَ إنجازي لِتِلكَ الخَطوات، أستَميحُكَ عُذراً ألا تَستَطيعُ أن تُخَففَ من الظَلام? "
لَم تُقابِلني الكَلِمات و لا حَتى تَحقيقُ ما أرَدت، لَقد قابَلني بالضَحِكِ على كَلامي الأحمَق، شَعرتُ أنا و بِخوفي مِنَ الظَلام كَـ طِفلٍ يُريدُ إشعالَ الضوءِ في غُرفَتةِ الصَغيرة بِتلكَ الأضواءِ ذاتُ الأشكال، كَما كانَت تَفعَلُها *أمي* لي

" أنا لا أكذِب، أنا حَقاً أخافُ مِن أن يَنشِبَ الموتُ أظافِرَةُ بِداخِلي، أنا لَستُ مُستَعِداً بَعد، لازالَ لديَ خطوتانِ لأُنجِزَهُما! "
بريقُ عينايَ أعلَنتا عن خروجِ الدُموع، أنا أبكي كَـ من أضاعَ دُميَتَةُ في طَريقِ مُتَشَرِدين، من سَيرى ما أضاعَ سَيظَفَرُ بهِ على كُلِ حال.

"*لَقَد نَشبَ أظافِرَةُ و تَمَ الأمر*"

حادَثني رُغمَ جَهلي بِما قال، إختَفَ صوتَهُ من مَسامِعي، إختَفى و لَم يُحَقِقَ مُرادي، إختَفى بَينَما الظلامُ زادَ أضعافَ سوادِه، إختفى و تَرَكَني ضَحيَةَ الوَهمِ و الإحباط.

" لَم يتَبقى سوا خَطوتان للمَوت "


-

مَع حُلولِ الغَسَقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن