الفَصلُ السابِع: خُطوَةُ يأس

70 9 0
                                    

لا بُدَ للشَمسِ بأن تَفلَ ليَأتي القَمَرُ بَعدَها، و لا بُدَ للنورِ أن يِختَفي ليَحُلَ الظَلامُ مَكانَه!
لا أحَد سَيبقى كَما هوَ! أنا مُسَّلِمٌ بجَميعِ ما يَحدُث، و أعلمُ بأنَ الكَونَ لم يُخلق لِعَبَث، و أعلمُ بأنَ الجَليدَ أذا ذابَ عادَ لحقيقَةِ أصلهِ الماء، و أعلمَ كَذَلِكَ بأنَ الدُخانَ هوَ وَليدُ اللَهب، لن أبقى بِقلبٍ نابِضٍ للأَبد و لَن أهرُبَ مِن الموتِ إذا ما ظَفَر!
لا أحدَ كانَ بجانِبي سوا ظِليِ تَحتَ ضوءِ القَمَر
رَضيتُ في العَيشِ بالدون، و أصابَتني الكَلالَةُ و الأعياءِ مِنذُ ما رَحَلوا، هُم تَرَكونِ بِمُفرَدي، أصبَحتُ ذا يأسِ يُضرَبُ بِهِ المَثل...

" يأسٌ و ما بَعدَهُ يأس "
حادَثتُ نَفسي هَذهِ المَرة، على عَكسِ مُحادَثاتي مَعَ القَمر، لازالَ الفراغُ داخِلي قائماً، لازالَ الوَهمُ يَنهَشُني، الإحباطُ الأنَ سيطَرَ عليَ و الكأبَةُ مَزَقت كَياني، و الأهمُ الأهم هوَ أنَ اليأسَ إستَحوَذني.
لَكِن?!
لِما لَم أمُت بَعد?، لَما لَم تَفض روحي إلى الأن، و لِما لازالَت غياهِبُ سِجنِ الظَلامِ تَسكُنُني?!

"*سلام على قَلبِكَ الديجوري*"

و ها قد عادَ بصوتِهِ بعدَ سَنَةِ غياب.

" لِما لَم أمُت? لَقد أنجَزَتُ كُلَ الخَطوات "
أردَفتُ بتَسأُل عَلهُ يُجيبُني

"*أعلمُ بأنكَ قد أنجَزتَها بل و تَعايَشتَ مَعَها*"

هوَ دائماً ما يَسخرُ مِني، لَكِن سؤالي الأنَ هوَ: *هل كانَ يخدَعني?*

"*أسميةِ ما تَشاء، فالموتُ لا يأتي متى ما أردتَ يا فَتى*"

و اللَعنة لقد صَدَقت لَقد كانَ يَخدَعني

" و لِما قُمتَ بِهَذا? لما? "
صرختُ بإمتِعاضٍ عليه، لأسمَعَ قهقَهاتُهُ المُدوية

"* أراكَ على غيرِ عادَتكَ، أصبَحتَ لا تَخشى الظَلام*"

لا أخشاه? لِما أشعُر بأنَ في كُلِ مَرةٍ أُحاولُ الوصول لِما أُريد أُخفِقُ دائِماً

"*أربَعُ خُطواتٍ لتَجُرَ قَدماكَ صَوبَ التعايُشِ مَعَ الظَلام*"

" لَقَد أردتُ يا هَذا الذَهابَ لِوالِداي "
بكيتُ بِضُعفٍ حينَها، جَثوتُ على رُكبَتايَ بِيأس

"*أرى بأنكَ تتَقَلصُ شَخصيَة اليأسِ بِشَكلٍ جَيد*"

" لما أيُها الغَسَق أنتَ دائِمُ السُخريَةِ مني? "
تَحدثتُ ولازلتُ على تلكَ الوَضعيةِ الضَعيفة

"*تعايَش مَعي فَها قَد أصبَحت ذو أربعِ صِفاتٍ إضافِيَة، الموتُ سَيأتي لَكَ، لَكِن قبلَ ذَلِك لا بُدَ للغَسَق إن يَنشِبَ أظافِرَ الخَوفِ فيك*"


-

مَع حُلولِ الغَسَقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن