معاناة وحـــيد

نمط حياة

" َوحيد كان يعاني من أضطرابات في النوم ومصاب بالأرق والكآبه . فهو لا يقضي الليل كباقي الناس الطبيعيين بل يمر عليه مرور السَجين المحبوس في زنزانته . في صباح اليوم الشبيه بالأيام الماضيةِ . كالمُعتاد تناولَ فطوره و اِرتَدَى ثياب العمل وذهب إلى عمله وعند رجوعه من يوم متعب من العمل رمى بنفسهِ على فراشه لينال قسط من الراحة ..تمضي الساعات وقبيل حلول الليل ينهض من سريره ليأخذ حمّاماً وبعدها يتناول غداءه ويخرج يتمشى لعلّه يسد بعض الفراغ فيه .

كعادته يمشي منفرداً ببطئ دون أي هدف يحاول الإختلاط بالناس لئلا يشعر بالوحشة . كان أقسّى منظر يراه هو إثنين مجتمعين معاً صديقين حبيبين ، أخوين . تُقطّع قلبه الحسّرة على ما آلت إليه الحياة ولإي دربٍ سلكهُ لا قريبٌ يفهمهُ لا صاحباً يؤنسهُ ، نعم يشتاقُ لأهله ولكن أيُ أشتياق أللذلِ أم لنقصان الذات يشتاق . كان الغالبُ على شخصيته التناقص فهو يحتقر نفسه بقدر ما يعزُها و يحب الوحده بقدر ما ينفُر منها . عانى من هذه الاضطرابات النفسية على مدى سنوات لم تنفع مضادات الأكتئاب ولا الأطباء النفسيين ،  تمّ تشخيص حالته على نقص في الشخصية وفراغ حاد وصعوبة في اتخاذ القرارات ومزاج متقلب. البيئه النفسية لديه لا يمُكن لأحد الإستمرار بالعيش معه ، كان حلمه الوحيد أن يحيا حياة طبيعية ...

-------------------------------

يعود وحيد عند حلول الليل لشقتهِ الصغيرة ، مُتعباً ، حائراً بعد يوم آخر من الحياة لمْ يُزيده إلا هماً فوق همه .

يدخل شقته يرى الهدوء مُخيم عليها وإن إعتادَ على حياته إلا إنهُ لا يزال صعبٍ عليه أن يعيش نفس المنظر كُل يوم . يبقى على هاتفه لساعات طويلة هارباً من واقعه الى عالم أفتراضي سارح على مواقع التواصل الإجتماعي كل يوم صديق الكتروني جديد يشاركه بعض مشاكله ويعيش أجواء الصحبة معه . هو لا يقضي على وحشته بشكل تام وانما أشبه بمخدر مؤقت له نفاذ صلاحية ولكن يبقى لا يتعدى كونه صديق الكتروني مُعرض للأختفاء بأي وقت حالهُ حال سابقه لذا من الأفضل له أن لا يضع ثقته بأحد ٍقطْ تجنباً للخيبات . يمرُ عليه الليل مرور السحاب الثقال يُهيج عليه رأسهُ بالأفكار السلبية وقلبه بالذكريات المؤلمة ويبقى يُصارع نفسه ويستمر العذاب حتى الصباح -

‏ثم يظهر سوادٌ تحت عينيهِ ليفضح معاركه السرية ، ستُشي عيناهِ به مهما ادعى الصلابة