ليسا إلا أخوان

71 10 182
                                    



في سبل حيرتي التي تصدت لها رغبتي ...
بلغت أفكاري نصابها ، حين ارتأت لمحة عن حقيقة أخوان لم يرتبطان بشيء يسمى صلة دم!
تلك أخوة أنشأتها غرائب أحقاد سالفة و طيشٌ لم يكن له حلول إلا هرب من حظور التواجد أمام محجريهما ..

و كل ذلك بدأ و شرع في يوم مدرسي غير روتين ما سبقه من ساعات متوازية ...

&&&&&&&&

"تباً...تباً...تباً لكل الساعات المتأخرة...يا إلهي، لا أصدق أن ساعة كهذه تتسبب في طردي للحظور لتلك المدرسة الكئيبة..."

جسده الممشوق يقود دراجته النارية بسرعة فائقة بينما لسانه المعاتب يلهث و العرق يجد مكانه على وجهه و عنقه المحمر إثر الضغط الذي يستولي عليه حالياً ...
كان في أشد اللحظات حنقا على العالم و من خلق شيئا يقال له التعلم...فبحق، ما فائدة تلك الأوراق اللتي تتكدس مكونة كتب عذاب لا طائل منها...
إنهم يصعبون الحياة و يقيدون حريتها ...أفففففف ...من كل من سبب هذه التعاسة التي يعيشها الطلاب

هذا هو همه ، و هذه هي لغته التي لا يتوانى عن التلفظ بها معلنا سر سلوكه العدواني ربما ...

و لكن...
قريبا ، سيكون له هماً آخر...
خاصة بظهور فيئٍ يعلن عن سوء إقباله...

&&&&&&&&&&

جالسٌ بملل ينقله لغيره فقط بالنظر له، وضعه شبه مزري...
رغم أنه ينظر للمسير الجديد الذي سيقوده لمدرسته الجديدة ، إلا أن أيًّا من تلك المناظر لم تستطع شد بؤبؤيه القهوائيتان للإعجاب بها متخلصا من جرعة ملله و كلله ...

غموض أفكاره قد تجلى في جمود ملامحه و سرحان أفكاره للمجهول الذي لا يعلم مدى عمقه حتى هو...
كان في سره يبحث عن سر ما يجري بحياته...
تحكم المال به قبل أن يكون هو المتحكم...
غناه و ثروته ، كانت شيئا اعتاد صداه في أيامه...
وضعه الإجتماعي راق،صداقاته محدودة إن كانت لديه و في الواقع لا صديق له مع أنه بلغ السابعة عشرة لتوه...
و نطاقاته و محاور حياته..هي منزله ،ماله،و شيء بسيط من سمة تكبره...

استيقظ من شروده مبعدا كفه عن ذقنه بعد أن تخلل مسامعه كلمات إنفعاليةٍ لم يفهمها قد صدرت من شفتي سائقه الخاص...
لم يكن له حتى السؤال عما يجري فذا افتقاد السيارة الفاحمة التي يستقلها توازنها أعلن بصمت..
أنهم على وشك افتعال حادثٍ ما!

دقائق...
ثوان...
أو أقل من ذلك...
بها اعتلت صرخة لأجلها ارتعدت فرائصه ، تأكد من سلامة سائقه الشاب كلارك ليرتجل مسرعاً نحو الصارخ...

بقعةُ دمٍ قد شكلت له هالة الخوف ، فهل يمكن أنهم تسببوا بمقتل مرتدي الزي المدرسي هذا ..؟!
بالنظر له..هو يرتاد ذات المدرسة التي سيذهب لها...

استجمع شجاعته و انحنى يحرك المستلقي أمامه، مبعدا خصلاته الثلجية عن ملامحه المتجهمة ألما : هل أنت بخير؟..أوووي،تسمعني..؟
أجابه بأنة خفيفة لم تزده إلا قلقاً عليه، فحاول رفعه ببطء عن قساوة الأرض الإسفلتية تحته...

في ظلال حكاية..Where stories live. Discover now