تبعني مسرعا وقال _ اين زوجك ؟
قلت له وما شأنك ارجوك اذهب من هنا
وركضت الى المنزل ..
لم اكن اثق باحد ولم اثق بهذا الشاب
..
في اليوم التالي وكان يوما باردا جدا .
خرجت واذا بي اجد ذالك الشاب
سهر طوال الليل امام منزلي في هذا البرد القارص
وكان قد فقد وعيه ركضت نحوه وادخلته الى البيت بمساعدة الاطفال
قلت لهم انزعو قمصانكم جميعا وغطوه بها
ففعلو ذالك وجلسو امام نار شعلتها لهم
بعد دقائق استيقظ هذا الرجل وشكرني ثم ذهب بسرعة وقال ان لديه اعمال كثيرة .
في اليوم التالي نظرت الى اخر الشارع واذا به ذالك الشاب اقبل يركض الي ..
وحين وصل قال..انا الحسن (اسمه) وانا احبك .هل توافقين على الزواج بي ؟
نظرت اليه بتعجب وقلت له مالذي جعلك تقدم على هذا الشيء مالذي يميزني وانا لدي ٤ اطفال صغار ..
قال ...انت قدمتي لي كل مالديك حين احتجت الى مساعدتك وهذا كل شيء ..غير اني معجب بك منذ زمن
وسألت عنك كل الناس ومعارفك ..
وجمعت عنك المعلومات الكافية
جلس امامي وثنى ركبته ومسك يدي وقال_ اتتزوجيني؟
كان هو يرتدي اجمل الثياب وافخمها وانا ثيابي ممزقة ورثة انا متأكدة من ان جميع الفتيات في ذالك الوقت حسدوني عليه
..
لم يكن لدي خيار اخر من اجل اطفالي ومن اجلي ..والاهم من اجله❤
فقلت نعم.
فتعالى صرراخه وكان يقول ...الان اكتملللت تزوجنا وعشنا معا اجمل حياة رغم ان عمري كان 25 وعمره 30 ووافق على تربية اطفالي ..ووالده احد اكبر رجال الاعمال انذاك ..
احببته لدرجة اني عميت عليه حينما تركني قبل 10 سنوات
..
لا تفقدي الامل صغيرتي لعلك تجدين من ينقذك
"انت شخص يستحق الانقاذ"
قبلت يد العجوز وقلت لها انا اشكرك جزيل الشكر ❤ اتمنى ان نلتقي هنا دائما
..
قالت في كل وقت عزيزتي
..
رجعت الى البيت وبدأت اصدق فكرة "اني شخص يستحق الانقاذ"
ولكن بقيت متفائلة لمدة اسبوع فقط
ثم عدت الى ماكنت عليه ..
كانوا اهلي دائما يذهبون لزيارة قبر طفلي ..لكني لا اذهب لاني لا استطيع ان اراه مدفونا !
ولكن اليوم انا اريد حقا ان اذهب لعلي اصدق انه ميتا
كنت متشوقة لرؤيته ولكن خابت كل أمالي حين رأيته مجرد حجر على تراب 💔
اقتربت منه بهدوء ..
وضعت راسي على القبر فهمست له _ انت لا تفهم الامر على حقيقته..انا لا يخيفني الموت خوفي هو ان اعيش بدونك ..ولايزعجني ضياع المجهودات سدى..ولا يعنيني في نهاية الامر ان لا احقق بك شيء يذكر..ما هكذا اقيس الاشياء ..هذه مقاييس الناس العاديين وليس العاشقين ..انا الان اعتدت ذالك..ولكن مايرعبني بالحقيقة .هو حين تأتيني لحظات الانصياع للأمر الواقع على انك ميت ولست موجودا الان . انا فقدت الرغبة 💔
هل تعلم ما تعنيه الرغبة لمثلي؟
هل تتخيل ان استيقظ يوماما ولا اراك بجانبي هل تظنني سأواصل هذا الصباح برغبة مني بالعيش؟ انا اواصل فقط لانه ليس لدي بديل
اللهفة التي بصدري انطفأت
وتوهج عيني اختفى
انا الان انظر الى الناس والاشياء ببرود .
اعتذر يا طفلي على برودي وانطفائي
انا لا استطيع ان ابقى مدهشة طوال الوقت
انا اشكو اليك عنك ،المستغاث منك واليك اشكو لك عن امتلائي بك عن نار قلبي حين اتذكرك ، وعن غيابك الذي جردني منك وجردني مني ...
قمت من مكاني ووقفت امامه واغمضت عيناي
قلت له - فقط احتاجك.احتاج الى جلساتنا الهادئة ياطفلي تجمعنا معا والى يد تمتد الى يدي
وتمحو بدفئها برود روحي واوجاعي
ذالك اللقاء المتباعد بيننا ، وحروفي المتناثرة خلف هذا الستار
لا تجدي ابدا 💔
..
بعدها قمت وذهبت فقط وكانت عيناي لا تتوقف عن ذرف الدموع لانه لم يرجع معي الى البيت ..
كأنه سعيدا ببيته الجديد .اظنه لم يعرفني حين اتيت اليه كان نائما ...وانا ابكي
ليس من عادته ان ينام وانا ابكي عنده 💔 لكنه تغير كثيرا
..
