الفصل الثالث عشر
" لو فاكرة انوا كلامك ده هيأثر فيا تبقي غلطانه ... انتي ليا يا سالي وانا عمري مهسمحلك تبعدي عني ..."
تراقص داخلها سعادة بسبب كلماته تلك ... اصرارها عليها يجعلها تشعر بقيمتها عنده ... ضغطت على نفسها حتى لا تظهر السعادة على ملامحها ...
" براحتك ... بس بكره لما تشوف قرار الخلع بلاش تطلع جنانك عليا ..."
اعتصر قبضة يده بقوة قائلا بتوعد :
" متستفزنيش يا سالي ..."
"انا مش بستفزك ... انا بفهمك اللي هيحصل ..."
اقترب منها عدة خطوات حتى أصبح قريبا جدا منها ...رمقها بنظرات ساخرة ثم قال بجدية :
" اعملي اللي انتي عاوزاه يا سالي ... انتي ليا ... برضاكي او غصبا عنك ... "
خرج بعدها من الفيلا ...
تقدمت علياء من سالي وهي تقول بجدية :
" بيحبك وتبقي غبية لو ضيعتيه من إيدك ..."
استدارت سالي ناحيتها قائلة بجدية هي الاخرى :
" وانا كمان بحبه ...بس لازم اخد حقي منه الاول ..."
*************************************
بعد مرور عدة ايام
دلفت رزان الى مكتب وسام بعد ان طرقت الباب ... تقدمت ناحيته ليهتف بها :
"خير ... عاوزة ايه ...؟"
"عاوزة اتكلم معاك فموضوع مهم ..."
قالتها وهي تجلس قبالته ليسألها بتعجب :
" موضوع ايه ...؟!"
اجابته رزان :
" إدارة الشركة ... لازم تبقى بيني وبينك ... متنساش انوا انا المسؤولة عن اسهمي انا وسالي ... يعني انت النص وانا النص ... يبقى انا من حقي أدير الشركة معاك ..."
" طبعا ... محدش يقدر يقولك غير كده ..."
صمتت ولم تعقب وصمت هو الاخر للحظات ... تحدث بعدها متسائلا :
" هو انتي ليه عملتي كده معايا يا رزان ... ليه مطلبتيش مني اساعدك بدل ما تضحكي عليا ...؟"
اجابته رزان بجدية :
" عشان مكنتش هتساعدني يا وسام ..."
" مين قال كده ...؟"
" بلاش نضحك على بعضنا يا وسام ... "
نهضت من مكانها وي تقول بأسف :
"انا بعتذر منك يا وسام لو خدعتك ... بس انا كنت مضطرة لده ..."
هز وسام رأسه بتفهم بينما خرجت رزان من المكتبه تاركة اياه يتابعها بنظرات تملؤها الحيرة ...
*************************************
كان يسير ذهابا وإيابا وهو يقول بغيظ :
" الهانم لسه مصرة عالطلاق ... انا مش عارف اعمل معاها ايه ..."
" اهدي يابني وفكر بعقل ..."
قالها هاني بجدية محاولا امتصاص غضبه الا انه هتف به بغيظ :
" مش قادر يا هاني ... انت مشفتش هي بقت مستفزة ازاي ..."
" طب اقعد وخلّينا نتكلم بهدوء ..."
جلس مازن على الكرسي المقابل له وهو يقول بضيق :
" اتكلم ..."
" سالي بتحبك يا مازن ... انا متاكد من ده ... بس هي مجروحه منك ... لازم تراعي ده شوية ..."
تنهد مازن بقوة وهو يقول :
" انا مراعيها والله ... بس كمان انا تعبت منها ومن عنادها ... انا بجري ورآها طول الوقت وبترجي فيها ..."
تطلع هاني اليه بحيرة ولم يعرف ماذا يقول له ... نهض مازن من مكانه ليسأله هاني بتعجب :
" رايح فين دلوقتي ...؟"
اجابه مازن بجدية :
" راجع البيت ... عاوز ارتاح شويه ..."
" ده انت جيت من شوية ..."
" معلش يا هاني ... عاوز اقعد مع نفسي وأفكر شوية ..."
" براحتك ..."
**************************************
كانت جالسة امام التلفاز تتابع احد البرامج التلفزيونية بملل شديد حينما اقتربت رزان منها وجلست بجانبها ...
تحدثت رزان متسائلة :
" مالك يا سالي ...؟شكلك مدايقة ...؟!"
اجابتها سالي بجدية :
" مفيش بس تعبانه شوية ..."
"من ايه ...؟"
سألتها رزان بقلق لتجيبها سالي :
" عندي صداع ..."
" خدتي دوا ..."
" هقوم اشرب دلوقتي ..."
هزت رزان رأسها ثم التزمت الصمت وهي تتتابع سالي بنظراتها ...
عادت وسألتها :
" انتي مدايقة عشان مازن ...؟"
" وهدايق ليه ...؟"
" بلاش تكذبي عليا يا سالي ... انا عارفة انك بتحبيه ..."
زفرت سالي انفاسها بضيق وهي تقول بحنق :
" هو للدرجة دي باين عليا اني بحبه ..."
" بصراحة اه ..."
اردفت رزان بجدية :
" طالما بتحبيه كده ارجعيله ... ليه تعذبي نفسك كده وتعذبيه معاكي ...؟"
اجابتها سالي :
"هرجعله يا رزان ... بس مش دلوقتي ... لما يحس بقيمتي ... ويعرف انوا انا معدتش زي الاول ..."
" براحتك يا سالي ... "
قالتها رزان بابتسامة وهي تربت على كتفها لتبتسم سالي هي الاخرى ثم تنهض من مكانها لتجلب الدواء لها ...
عادت سالي بعد ان شربت الدواء لتجد رزان تتحدث في الهاتف ... اغلقت رزان الهاتف ووجهت حديثها اليها قائلة :
" الدكتور محمد اتصل بيا يا سالي ..."
" بجد عاوز ايه ...؟"
سألتها سالي باستغراب لتجيبها رزان :
" بيقول انه هينزل مصر الاسبوع ده ... عشان تجهزي للعملية ..."
" يااه تصدقي كنت ناسياها..."
" ودي حاجة تتنسي يا سالي ..."
" متحمسة ليها جدا ...بس يارب تنجح ..."
" هتنجح زي اللي قبلها باذن الله ..."
**************************************
في صباح اليوم التالي
اوقف مازن سيارته وهبط منها ليجد سالي تخرج من الفيلا ... تقدم ناحيتها لتتأفف بضيق وهي تقول :
"خير ...؟ جاي ليه ....؟"
اجابها ببرود :
جاي عشان اشوف مراتي واطمن عليها ... من حقي ..."
" انا بخير يا سيدي ... تقدر تتفضل وتروح ..."
اعتصر قبضة يده بقوة حتى لا ينفعل عليها ... تحدث ببرود مصطنع :
" حبيبتي يا سالي ... للدرجة دي واحشك ... ايه الترحيب الحار ده ..."
ابتسمت بسخرية وهي تقول :
" اه تخيل ... كنت هموت وأشوفك ..."
تنهد بصمت وقال :
"هنفضل كده لحد امتى يا سالي ...؟"
ارتبكت سالي من سؤاله ... حاولت استعادة رباطة جأشها وهي تقول :
" يعني ايه ...؟"
" كلامي واضح يا سالي ... مش محتاج تفسير ..."
" انا قلت اللي عندي ..."
قالتها بإصرار ليزفر بضيق :
" كفاية يا سالي انا تعبت ...."
"وانا بقولك طلقني ..."
" مش هطلق ... انا بحبك ..."
" وانا بحب واحد تاني وعاوزه اتجوزه ..."
تصنم في مكانه مما قالته ... هل تجرأت وقالت انها تحب اخر امامه ... ضغط على كف يده بقوة وهو يقول :
" لو سمعتك بتقولي كده مرة تانيه قدامي مش هرحمك ..."
" انا خلاص يا مازن اتغيرت ... قررت انسى الماضي وابدأ من جديد ... انا محتاجة الغي الماضي ده ... وعشان كده لازم اطلق منك ..."
" يعني انتي مصرة يا سالي ....؟"
سقط قلبها أسفل قدميها خوفا من ان يفعلها ويطلقها ...
" بردوا مش هطلقك .... حتى لو اصريتي لاخر عمرك ..."
في هذه الأثناء توقفت سيارات الشرطة امامهم وخرج منها عدة الضباط ... تقدم احد لضباط متسائلا :
" انت مازن الشربيني ...؟"
" ايوه ..."
" خير يا حضرة الضابط ... فيه ايه ..."
سألته سالي بقلق ليجيب الضابط موجها حديثه لمازن :
" انت متهم في الشروع بقتل حامد الشناوي ... بعد ما لقينا تسجيل ليك وانت بتهدده بده ..."
قبض الضابط على مازن وادخله الى سيارة الشرطه تحت انظار سالي التي ركضت بسرعة ناحية الفيلا ...
*************************************
دلفت سالي الى الفيلا بخطوات راكضه وهي تصرخ ببكاء :
"رزان ... ألحقيني ..."
انتفضت رزان من مكانها والتي كانت تتناول فطورها بجانب وسام وفادي وركضت نحوها ...
" فيه ايه يا سالي ..؟ مالك ..؟"
" مازن ... قبضوا عليه ..."
"ليه ...؟"
سألتها بصدمة لتجيبها بانهيار :
" بيقولوا انوا قتل جدي .."
" فيه الخير والله ..."
قالها فادي بسخرية لترمقه رزان بنظرات حادة ثم تتقدم ناحية سالي مهدئة من روعها :
" اهدي يا حبيبتي ... اكيد في حاجة غلط ..."
تحدث وسام بشفقة :
" اهدي يا سالي ... اكيد فيه حاجة غلط ..."
" عاوزة اروحله ...."
قالتها سالي بضعف لتهز رزان رأسها موافقة على ما قالته وهي تقول :
" حاضر يا حبيبتي هاخدك هناك ...."
" استني ... انا هاخدكم ... مينفعش تروحوا وحدكم هناك ..."
اخذ وسام كلا من رزان وسالي الى مركز الشرطة ...
بعد حوالي ساعة من الانتظار خرج المحامي من مكتب الضابط وهو يقول :
" تم حبسه على ذمة التحقيق ... للاسف ليه تسجيل ليه وهو بيهدد حامد بيه والشرطة مصدقت لاقت حاجة اخيرا في القضية دي ..."
انهارت سالي على الكرسي وبدأت تنتحب بشدة ... جلست رزان بجانبها تواسيها بينما هز وسام رأسه بأسف شديد ...
بعد لحظات خرج مازن من غرفة التحقيق لتنتفض سالي من مكانها وتتوجه ناحيته ...
تحدث مازن بلهفة :
" سالي انا بريء والله ... انا هددته اه بس مقتلتوش ..."
" مصدقاك يا مازن ... مصدقاك والله ..."
سار مازن خلف الضابط وهو يتطلع خلفه نحو سالي التي تبكي بالم شديد
**************************************
مرت اسبوعين ومازن داخل السجن ... وسالي منهارة و تبكي طوال الوقت ...
دلفت رزان اليها وهي تحمل صينية الطعام لتجدها كما هي جالسه على سريرها تحتضن جسدها بيديها وتبكي ...
جلست بجانبها بعد ان وضعت الصينية على الطاولة ... احتضنتها وهي تقول بحنان :
" كفاية عياط يا سالي بقىً ... هتموتي من العياط ..."
" مش قادرة يا رزان ... "
مسحت رزان دموعها بكفي يدها ثم حملت الصينية ووضعتها امامها وهي تقول :
" طب كلي شوية عشان خاطري ..."
" مش قادرة ...."
" عشان خاطري يا سالي ..."
فجأة اقتحمت علياء الغرفة وهي تقول بلهفة :
" مازن يا سالي ... واقف بره ..."
انتفضت سالي من مكانها وخرجت راكضه من غرفتها لتجده امامها ... ركضت اليه واحتضنته بقوة ... بادلها حضنها وهو يقبل رأسها بشوق ولهفه ... ابتعدا عن بعضهما اخيرا ليهتف بها :
"وحشتيني ... وحشتيني اكتر مما تتخيلي ..."
" وانت وحشتني اكتر ..."
" سامحتيني با سالي ... قولي انك سامحتيني ..."
سالي بحب :
" سامحتكَ من زمان ..."
" يا ريتني كنت اتحبست من زمان ..."
ابتسمت بحب بينما تقدمت رزان قائلة بسعادة حقيقية :
" حمد لله على سلامتك ..."
اجابها مازن بابتسامة :
" الله يسلمك ..."
"خرجوك ازاي ...؟!"
سألته سالي ليجيبها مازن :
" ملقوش ادلة كافية عليا فاخلوا سبيلي .."
ابتسمت سالي براحة بينما قال هو :
" مش يلا بقىً ..."
" يلا ايه ...؟"
سألته سالي بعدم فهم ليجيبها :
" مش يلا نرجع بيتنا ..."
سالي بخجل :
" انت مستعجل ليه ...؟"
" حرام عليكي يا سالي ... انا مستني بقالي كتير ..."
" تمام هروح اجهز هدومي واجي معاك ..."
تنهد مازن براحة فهاهو اخيرا استعاد سالي بعد معاناة طويلة معها ..
*************************************
" اتفضل يا دكتور محمد ... اقعد ..."
جلس محمد امامها وهو يسألها :
" امال مدام سالي فين ...؟"
" سالي راحت مع جوزها ... سافروا يومين يغيروا جو ...
"
تنهد محمد بصمت ثم قال بجدية :
" انا عاوزك فموضوع مهم ..."
" موضوع ايه ...؟"
سألته بعدم فهم ليجيبها بعد تردد :
" هخش فالموضوع على طول ... انا امي اسمها ماجدة صفوان احمد ..."
انتفضت سالي من مكانها وهي تطالعه بعدم تصديق ... أيعقل ان يكون الدكتور محمد أخاها من أمها ... هزت رأسها بعدم تصديق وتكورت الدموع داخل عينيها ...
في نفس الوقت رن الجرس لتفتح الخادمة الباب ... اقتحم الشرطة المكان ليتحدث احدهم قائلا :
" فين رزان الشناوي ...؟"
اشارت له الخادمة نحو صالة الجلوس ليدلف الضابط اليها ويتحدث قائلا :
" آنسة رزان انتي مطلوب القبض عليكي بتهمة قتل جدا حامد الشناوي ..."
نهاية الفصل
أنت تقرأ
عروسي المشوهة
Romanceوقفت امام المرأة تتطلع الى تفاصيل وجهها المشوه بالكامل ... كانت تشعر بالنفور والازدراء اتجاه ملامحها المخيفة ...أدمعت عيناها بقوة وهي تشعر باليأس يحطم قلبها وروحها اليانعة ... مسكت احدى المزهريات الموجودة على الطاولة ثم رمتها ناحية المرأة لتتهشم في...