اضطررنا أن نعود إلى الداخل بعدما فشلت كل المحاولات لتشغيل السيارة وبدا لى جليا أن عطلا ما أصابها وعندما سأل والدى عن ميكانيكى تصليح أخبره محمد أن هناك ميكانيكيا يقطن فى قرية مجاورة وأنه سيذهب اليوم لإحضاره لمعاينة السيارة ولكن ذلك سيستغرق بعض الوقت
مهلا أنا أعرف هذه الجملة ليست تلك هى المرة الأولى التى أسمع فيها هذا الكلام " بعض الوقت " هذا بالتحديد ما قاله وبالتأكيد ما لم يعنيه فعادة عندما يقول أحدهم بعض الوقت فهو يعنى كل الوقت أو كثيرا من الوقت وما فهمته أننى قد علقت هنا عدة ساعات ربما أكثر وربما أقل وهو فى معظم الأحوال وقت طويل بالنسبة إلى ولذلك فقد ارتأيت أن أحزم أمرى وأبحث عن شئ يلهينى ويقتل الملل حتى يمر الوقت فتركتهم يتحدثون ويتشاورون فيما بينهم وحملت حقيبتى صعودا إلى الغرفة التى نزلت منها توا.
بدأ صوتهم يخفت شيئا فشيئا بينما تتضائل درجات السلم من أمامى وتزداد من خلفى حتى اختفى تماما ما إن وصلت الطابق الثانى. سرت إلى الحجرة المعهودة أجر حقيبتى خلفى وما إن صرت داخلها حتى أغلق الباب خلفى بعنف شديد ليعيدنى من عالمى عالم الفكر إلى أرض الواقع وفى الواقع صوت ارتطام الباب بقوة قطع الهدوء المخيم على هذا المكان منذ عرفته وبسببه شعرت وكأن قلبى انخلع من مكانه وانتفضت من مكانى انتفاضة المذعور ثم نظرت باتجاه الباب المغلق وقد عادت الغرفة إلى سابق عهدها من الهدوء
وقفت لوهلة فى مكانى أنظر إلى الباب المغلق وأتسائل هل أقبل باتجاهه؟ أم أبتعد عنه؟
وفى النهاية قررت أن أتقدم باتجاه الباب سرت إلى الأمام ببطء شديد خطوة بخطوة وكل خطوة تجعلنى أقرب من سابقتها حتى صرت أمامه مباشرة. مددت يدى ببطء باتجاه الباب حتى كادت تلامس المقبض وما إن شعرت ببرودته حتى سمعت طرقا عنيفا على الباب من الخارج وبسبب المفاجأة ارتددت إلى الخلف خطوة أو اثنتين. تلك كانت الصدمة الثانية وهى أشد وقعا فى نفسى وعنفا من الأولى
كان الباب يضرب بقوة لدرجة أنى شعرت أنه سيتحطم فى أى لحظة فحاذرت ورجعت قليلا إلى الخلف. استمر الطرق لحظات قليلة ثم انخفض معدل الضربات على الباب حتى توقفت تماما وعاد الهدوء ليعم المكان من جديد إلا من صوت نبضات قلبى التى أسمعها الأن بأذناى وبعض أنفاسى المتلاحقة.. أنا أعلم أن الهدوء والسكينة يريحان الأعصاب ويساعدان على الاسترخاء وهو ما أردته دوما ولكن هذا الهدوء ....... إنه مرعب ويزيد من اضطرابى.
حافظت على مسافة جيدة بينى وبين هذا الباب المضطرب حتى هدأت أنفاسى المتلاحقة وعادت إلى وضعها الطبيعى ثم استجمعت بعض شجاعتى واقتربت من الباب وفتحته بسرعة.
لم أجد شيئا فى الخارج المكان يبدو طبيعيا جدا ولا يوجد ما يثير الشك ولكن الطرق عاد مجددا.. نفس الطرق الذى سمعته منذ قليل ولكنه يأتى من مسافة أبعد هذه المرة تحركت ببطء باتجاه الصوت.. والذى توقف فجأة عندها كنت أمام غرفة والداى وبدأت أسمع صوت بكاء الرضيع يأتى من داخل الغرفة المغلقة
طرقت الباب ثم دخلت وفى أحد الأركان البعيدة عن الباب وجدت أمى على الأرض تبكى دون أن تصدر صوتا وبجوارها الطفل يصدر صوت بكائه عاليا كانت فى حالة من الانهيار. حاولت تهدئتها قدر المستطاع وبعد دقائق من المواساة استطعت أن أخفف عنها قليلا ثم انتظرت لحظات لأتأكد أنها بخير وبسؤالها عما حدث تبين أنه هو ما حدث معى حرفيا ولكن مع بعض الإضافات التى لم أجد لها تفسيرا دقيقا
حملت الطفل واصطحبت أمى إلى الأسفل وقضينا بقية اليوم مع البقية فى الطابق الأرضى. لم أعتد أن أقضى وقتا طويلا مع أسرتى ولكنه كان أفضل من البقاء بمفردى فى الأعلى وبصراحة كان يوما مملا
لكنه مر بسلام باستثناء بعض الأحداث الغريبة غير المبررة والتى تكررت عدة مرات... باختصار ما حدث على الفطور تكرر فى الغداء وتكرر على العشاء ولكن مع بعض المؤثرات الإضافية
لا أعلم ما المقصود من كل هذا. عندما تقطع الكهرباء وتغلق الأبواب أو تفتح من تلقاء نفسها وعندما تتطاير الأشياء من حولك أو تسقط من مكانها وتلك الأصوات التى تسمعها وتبقى مجهولة المصدر................. لكن أتعرف؟ سأخبرك شيئا سأقول إن هذا كله بفعل شبح عابث أو روح تائهة وربما تقول أنت أن هذا يحدث لأن المنزل مسكون أو أن هناك من عبث ببعض كتب التحضير فى هذا المكان... إن كان هذا هو رأيك فأنصحك بالتفكير مجددا فربما تكون على خطأ أو ببساطة يمكنك انتظار الأحداث القادمة لعلها تكشف عن بعض الأسرار لنفهم ما الذى يجرى وما السبب وراء هذه الأحداث المريبة............................... انتهى الجزء الرابع أخيرا
أنت تقرأ
المدفون
HorrorFind the truth and discover who you are when you know that your whole life is just a lie