مزايا وسائل التواصل الاجتماعي:

266 5 3
                                    


🔷بسم الله الرحمن الرحيم
💜اللهم صل على محمد وعلى  ال محمد


يقتضينا الانصاف أن نقف عند أهم مزايا وخصائص وسائل التواصل الاجتماعي، وهي وإن باتت معروفة من خلال التجربة، لكن تجلية بعض أبعادها -في قراءة أو مقاربة كهذه-. تنفع في إلفات النظر وتوجيه الغاية إلى دورها الخطير وأهميتها الكبرى في حياتنا، وتبيان ضرورة الإفادة من اختصاصاتها المتعدِّدة، واغتنام مجالات التواصل في غير البُعد الخبري، أو التسوّقي، أو الإخواني المحدود.

🔷1- الخبر اليقين:

قبل أن تتطور وسائل الاتصال والتواصل، لم يكن الجو الإعلامي خالياً من التلوث، ولم تكن وسائله أمينة دائماً في نقل الأخبار كما هي، بل كانت بعض الأخبار تُطبخ في مطابخ خاصّة، وكان المُخبِر أو المحرِّر ومَن يُشرف عليه من أجهزة ومؤسسات إعلامية يتلاعبان في طريقة نقل الخبر وصياغته وأسلوب عرضه.

كانت الصُحُف والمجلات والراديوات أو(المذياعات) والتلفزيونات -إلّا القليل النادر- محصورة ومقصورة على الحكومات التي تسيّرها وتوجّهها وفق سياساتها الخاصّة، فكنت تجد (الكذب) و(التلفيق) و(صناعة الخبر) و(فلترة الخبر) و(توجيه الخبر) و(التلاعب بالخبر)، وكنت من أجل أن تتعرف على الحقيقة وتبحث عن الخبر اليقين، تضطر إلى البحث عن مصادر خبرية أخرى لتقارن ما سمعت من دائرة إعلامية قريبة مع ما تقوله دائرة إعلامية بعيدة، لتصل إلى ما يبعث الاطمئنان في نفسك، ولم يكن يفعل ذلك إلّا القلّة أو الثلّة.

اليوم، وبفضل وسائل التواصل الحديثة، باتت المهمة أسهل نسبياً، خاصّة مع حرِّية، التنقل من مصدر خبري مشكوك في مصداقيته إلى مصدر خبري آخر يمتلك شيئاً من الصدقية أو المصداقية، ذلك أنّ لعبة الازدواج بين نقل الخبر مجرداً وبين خلطه بالمزاج التحليلي ما يزال يضيِّع الكثير من الحقائق على المشاهدين والمستمعين، لكنّنا في قبال هذا الكم الكبير للفضائيات وأجهزة التواصل، نبقى في حاجة دائمة إلى قاعدة (التبيّن) التي دعانا القرآن إلى الأخذ بها في استلام واستقبال الأخبار لئلا نُخدع أو نُستغَل أو نُلدَغ من جحر هذه الوسيلة أو تلك. (لنتذكّر أنّ سليمان 7 لم يكتفِ بما نقله الهُدهُد من أخبار مملكة سبأ والملكة بلقيس، بل أراد أن يتأكّد من صحة الأخبار بنفسه، ولذلك أرسل رسالة بيد الهُدهُد.. فهو لم يأخذ الأخبار أخذاً مسلّماً، بل وضعها بين احتمالين (الصدق والكذب)، وعلى هذا فإنّ من الخطأ الذي لا يُغتَفر أن نعتبر وسائل الإعلام والتواصل معصومة، وإنّ أخبارها قرآن منزل، ولا هي ببراءة الأطفال وطهارة الملائكة).

وسائل الإعلام والتواصل الحديثة سهّلت لنا قراءة الخبر من أكثر من زاوية، ونقلّبه على أكثر من وجه، ولم تعد حكوميّة فقط، بل هي مؤسسات إعلامية أهلية، وحزبية، ومدنية لم تتخلَّ عن ازدواجية نقل الخبر وتوجيهه، أو إسقاط الرؤية الخاصة بالقناة أو وسيلة التواصل عليه، أي إنّنا ما زلنا نعاني من (عين الرضا) الكللية عن كلّ عيب، و(عين السخط) التي تُبدي المساويا. وتبقى المسؤوليّة مسؤوليّة (المُستَقبِل) في البحث عن الحقيقة في أكثر من قناة، ووسيلة اتصال وتواصل، وأكثر من مصدر تحليل، لاسيما وأنّ (التضليل) لبس لباساً عصرياً قد ينطلي على اعتبار كلّ ناقل خبر عنده (الخبر اليقين) يجب أن تُصدَّق في كلّ ما تقول.

 وسائل التواصل الاجتماعي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن