كان مساءَ يومٍ مُثلجٍ خرجتْ فتاة من المقهى و هي تردد : برد برد برد يا إلهي سأتجمد يجب عليَّ العودة للمنزل بسرعة .
بالمقارنة بالدفء داخل المقهى ثم الخروج للبروده القارسة كان لشعور فظيع .
و بينما كانت تركض بين الناس لأن الثلج بدأ بالهُطول توقفتْ فجأةً لأنها رأت فتاة ذات شعرٍ اشقر مُحمر و عينان زرقاوتان تكاد تموت من البرد ، جالسةً على الأرض ، ترتدي بنطال مهترئ و قميص أحمر بلا أكمام ، حافيةَ القدمين ، أنفها أحمر و أطرافُها تحولت للون البنفسجي من شدة البرد ، و الناس تتفاداها كأنهم لا يرونها ، عندها تكلمتْ مخاطبةً نفسها : أنا التي بهذا المعطف أتجمد من البرد و هي التي بمثل هذه الملابس المهترئة لن يأتي الصباح إلا و هي ميته ، سحقاً لهم ألا يوجد رحمة في قلوبهم ؟
هرعتْ لها بأقصى ما تملك ، تجاوزت الزِحام حتى تصل إليها ، و عندما وصلت خلعت معطفها و قبعتها الصوفية و ألبستها لها ، و حالما ارتدتها الفتاة حتى ارتسمت ابتسامة على وجهها ، ثم تكلمتْ بصوت هادئ : شكراً لكِ .نظرتْ تلك الفتاة بصمتٍ للمعطف و القبعه ، ثم نظرتْ لصاحبتها ذات الشعر البني و العيون الخضراء في هدوء .
عندها خاطبتها إيكو قائلةً : لماذا أنتِ هنا ؟ و أين هو منزلكِ ؟
تكلمت الفتاة بصوتٍ مرتعشٍ حزين : أنا لا أملك منزلاً بعد الآن .تساءلتْ إيكو من جملتها تلك ، لكنَّ الوقت غير مناسب لإطالة الكلام لذلك عزمتْ على أخذها لمنزلها أولاً ثم سؤالها عن ذلك .
مدتْ يدها إليها و هي تقول بلطف : تعالي معي !
أجابت الفتاة بقلق : إلى أين ؟أردفتْ إيكو مبتسمةً : إلى منزلي بالطبع !
فتحتْ الفتاةُ شفتاها الباردة لتنطق : شكراً لكن أنا ...
قاطعتها إيكو قائلةً بحزم : بدون لكن !أمسكت معصمها ثم طلبت سياره أُجره .. أعطتهُ العنوان و أوصلها لشقتها .
دخلتا المنزل وقالت لها إيكو : سأجهز لكِ الحمام لتستحمي فأنتِ لن تبقي هكذا !
اكتفت الفتاة بالإيماء مبتسمةً بهدوء.ثم بعد انتهاء إيكو ، دخلتْ الفتاة لتستحم ، و عندما لامست المياه الدافئة جسدها شعرت براحه كبيرة فهي تمنت منذُ أشهرٍ الإستحمام بماء دافئ .
عندما أنهتْ الإستحمام و ارتداء الملابس الموضوعه لها خرجتْ من الحمام على نداء إيكو : تعالي لهذه الغرفة رجاءً .
ابتسمت الفتاة بخفه و هي تومئ لها بنعم .ذهبت الفتاة للغرفة ، ثم قامت إيكو بتجفيف شعرها بالمُجفف ، و بعد أن انتهت من تجفيفهِ ، دلتها على غرفة الجلوس و قالت لها : انتظريني هُنا سأعود حالاً !
أنت تقرأ
One Shot | Down Snow
Storie d'amoreعلى جانب الطريق المتجمد ، هُناك من يشعر بالبرد ، يشعر بالجوع ، كان دائماً ما يتعرض للضرب لمدة ليست بالقليلة وفي آخر المطاف أصبح مُتشرداً ، لا مؤى له في هذا البرد القارس ، فهل ستُساعده أم ستبقى مكتوف اليدين ؟؟ هكذا كان لقاء تلك الفتاتان ، اسفل الثلج...