هي وهو

39.8K 453 54
                                    


في اسطنبول وفي شركة كبيرة للاستيراد والتصدير كان ياز الشاب الثلاثيني صاحب تلك الشركة التي يديرها بمساعدة صديقة المقرب وصديق الطفولة " كنان".. كانا اقرب للاخوة اكثر من الاصدقاء.. شركاء في العمل وفي الاسرار وفي كل شيئ لم يفترقا ابدا منذ الطفولة.. عاشا حياة صعبة كان اهلهم فقراء يعيشون في حي شعبي فقير ولكن ياز وكنان صمما منذ الصغر ان يصلا ويؤسسا عملا لهما ينسيهما ايام الذل والفقر والبرد القارس.. تخرجا معا من الجامعة بشهادة امتياز في تخصص التجارة وعملا في شركة صغيرة معا حتى استطاعا ان يبنيا شركتهما معا التي اصبحت من اهم الشركات في اسطنبول...كانا يعملان ساعات متواصلة في النهار اما في الليل فكان السهر والكيف ملجأهما ومصدر ترفيههم و بسطهم..شخصية ياز كانت مختلفة عن كنان.. ياز رجل ذات شخصية مائلة للغرور والقسوة، صارم في تعامله ولا يقبل الاخطاء، حنون القلب ولكن لا يسامح بسهولة من يخطأ بحقه اما كنان كان مرحا يحب ويسامح بسهولة كبيرة قلبه رقيق وحنون ومتواصع جدا.. بالرغم من الاختلاف بينهما الا انهما يشكلان فريقا رائعا كل من في الشركة يحترمهم خاصة ياز لا يخافون منه اما كنان كان يمزح مع الجميع....كان مكتب ياز هو الاكبر وكنان مكتبه قريب منه... ومثل كل فترة كان كنان يركض الى مكتب ياز على صراخه... يدخل مسرعا وكأن القيامة قد وقعت على رأسهم" يا الهي ياز ما بك؟؟ً لا تقل لي نفس الاسطوانة تتكرر مثل كل فترة؟" يجيبه ياز متأففا وبعصبية " اسكت لا تدعني اصب كل غضبي عليك" اجابه بخوف " اي تمام تمام سكتنا لن افتح فمي" وضع يده على فمه ليظهر نيته.. بقي الجو صامتا للحظات لكن كنان لم يستطع الصمود اكثر " ايييبيي قل لي ماذا حدث؟؟" وقف ياز واضعا يديه في جيبه شامخ الصدر مقوس الحاجبين وقال " لا استطيع التحمل هذه عاشر مساعدة اطردها هذا الشهر ما هذااا" شهق كمان قائلا " طردت ليلى؟؟؟ لماذا يا قيس؟" اخذ ياز الوسادة من عن الكنبة وضربه فيها " اتمزح؟ وقت مزاحك؟" ضحك كمان وقال " اي تمام اسف قل لي لما طردتها ماذا فعلت تلك المسكينة؟" صمت ياز ثم قال " استفزتني طلبت منها عمل اصافي فتأففت" فتح كنان عينيه بقوة " اي؟؟؟ وبعدها؟" اجابه " فقط فقمت بطردها" ضرب كنان يده على جبينه وقال " يا الهي طردت الفتاة لهذا السبب التافه؟؟ قل لي من سيحتمل طبعك هذا ها؟؟ ااه اين انتي يا سيدة وفاء تعالي وارحمينا"..

جلس ياز على كرسيه وقال " اووف بعد السيدة وفاء ما تقاعدت وانا اعاني من المساعدات ولا واحدة تفهم علي" جلس كنان امامه على الكرسي وقال " ومن سيحتملك ها؟ يا بني انت كارثة عالمجتمع" اجابه بعصبية " اخرس واذهب الى مكتبك وضع اعلان اننا بحاجة الى مساعدة كفوءة"...خرج كنان من مكتبه وتركه غاضبا " اووف ياز اووف" دخل الى مكتبه وانزل اعلانا عن حاجه الشركة الى مساعدة فتاة..بدأت الفتيات يتهاتفن الى الشركة مع ملفاتهم..وتولى كنان مسألة اختيار له مساعدة هذه المرة...اختار له فتاه كفوءة واخذها الى مكتبه ليراها عله يوافق عليها.. اول ما دخلت الفتاه نظر ياز الى كنان بعيون الغضب ورفع له حاجبيه معلنا رفضها .. عندما خرجت دخل كنان اليه مسرعا.. " يا مفتررررري هذه خامس فتاة تراها وترفضها اليوم ما بك اتختار مساعدة ام عروس؟ لقد تعبت كل النهار اقابل فتيات ولا واحدة تعجبك سئمت منك يعني اوف هيا قل لي لما رفضت هذه الفتاة انها ذكية" صرخ فيه ياز " ايه تووقف وانت فرحان بنفسك يعني.. اتحضر الي مساعدة ام مرافق الا ترى انها اطول مني وتبدو مثل الرجل كيف يجب ان انظر اليها ها ؟ هل اقف على الكرسي حتى تقع عيني بعينيها؟؟" هنا لم يحتمل كنان كلامه فشهق ضاحكا " الله اتخايلك تمشي وهي خلفك ههه حتما ستبدو كرجل سياسي مهم" ضربه ياز على كتفه وقال له " هيا لا تلتهي اخرج اكمل بحثك باقي فتيات كثيرات في الخارج اختر واحدة على مزاجي وابتعد عن الزرافات تماااام" ضحك كنان وهز برأسه وخرج..وبعد دقيقة وبينما هو جالس على مكتبه يعمل على حاسوبه فتح الباب من دون اي طرق ودخلت منه فتاة ووقفت بجبروت امامه " ما قلت الاحترام هذه يا سيد هاااا؟" وقف ياز مسرعا ينظر اليها كيف دخلت تتهجم عليه " من انتي يا سيدة وكيف تقتحمين مكتبي بهذه الطريقة؟" اجابته بعصبية وبصوت مرتفع " ومن سمح لكم ان تخدعو الناس هكذا كنت ممنظرة منذ الصباح دوري وحين اتى قام الاخ العزيز باختيار واحدة اخرى مكاني لاني كنت اتكلم على الهاتف بحجة ان دوري قد ذهب" نظر اليها من تحت الى فوق لقد اعجب بجسدها الممشوق الطويل وشعرها الاسود المتجلي على اكتافها.. احب جرأتها ونبرة صوتها القاسية فهي لم تخف ولم تكترث من كونها تتكلم مع المدير.. وبعد ان مايزها جيدا قال لها " اي تمام اهدئي واجلسي لنتكلم انه سوء تفاهم وسيمر"...

نظرت اليه بعصبية وقالت " اي تمام نجلس لما لا" ابتسم وجلس امامها على المكتب وقال " يا سيدة..." اجابته بسرعة " هازان شامكيران" ومدت يدها وصافحته " انظري كم انك راقية وانتي هادئة" اجابته بحدة " افندممممم؟؟" وضع يده على وجهه ثم قال " تمام اهدئي تكلمي قليلا عن نفسك" رفعت شعرها الطويل بيدها فاهتز وانسدل على ظهرها " عمري ٢٨ خريجة تجارة عملت سابقا بوظائف متنوعة ولكنها بعيدة عن تخصصي منها بائعة ازهار، نادلة وغيرها والان بعد ان. رأيت اعلانا من شركتكم هرعت لعلي اجد وظيفة محترمة براتب جيد.. نظر الى ملفها وقال دون النظر اليها " انظري العمل معي صعب جدا ولا اقبل بالتهاون" ثم ترك الملف من يده ونظر مباشرة اليها وقال" قولي لي ماهو الشئ المميز فيكي الذي سيدفعني ان اوظفك مساعدة لي عوضا عن جميع الفتيات في الخارج " صمتت قليلا ونظرت الى داخل عينيه بكامل ثقتها وقالت " احب التحدي ولا استسلم بسهولة سيد ايجيمان" ابتسم ممررا اصابعه على خده وقال " اعجبتني شخصيتك حسنا سنجربك " فتحت عينيها الواسعتين وقالت بصدمة " ماذا يعني هذا؟؟ اوظفتني؟؟" هز براسه معلنا الموافقة وقفت مسرعة عن الكرسي وقفزت فطار شعرها وتمايل مع جسدها وخرجت مسرعة.. وقف ياز مسرعا وهو يبتسم " يا الهي ما هذه المجنونة خرجت دون ان انهي كلامي" وما هي الا لحظات حتى عادت ودخلت وهي تضك " اسفه اسفه لم اكن في وعي اعتذر" وجلست امامه واتفق معها على الراتب وقال لها " غدا في تمام السابعة تكونين هنا هيا الان يمكنك الرحيل" وقفت هازان صافحت يده متشكرة له وخرجت..صادفت كنان عند الباب " انتي؟ الم اقل لكي ارحلي؟" ضحكت بطريقة مستفزة وقالت " لقد اخذت الوظيفة هيا مت بكيدك" انصدم كنان ودخل مسرعا الى ياز فوجده يبتسم بمفرده شابكا اصابعه ببعض..

..............................................................
لا تنسوا الفوت والتعليق والاشتراك ليصلك كل جديد مني
وشكرا
❤️

القلب لا يكفي احيانا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن