ولادة..

11.4K 223 8
                                    


تفاجأ من وجودها في المنزل.. ضحك بقوة " يا الهي من اي طين انتي مصنووعة ها؟؟؟ ماذا تفعلين هنا بحق الله؟؟ كيف تتجرئين على البقاء في منزلي هذا" اجابته وهي تحرك يديها " اهدأ ارجوك.. يجب ان نتكلم" عاد وضحك قائلا " بما؟ اعندك كذبة جديدة تقوليها؟ ام لانك ساعدتني بالخروج من الورطة التي انتي وضعتني فيها يجب ان اسامحك واصفق لك واقول عفارمم زوجتي العزيزة انقذتي زوجك" قاطعته قائلة " لا تهذي انا لست هنا لتشكرني ولا لتلومني انا هنا لأقول..." قاطعها قائلا" انتي ولا شيئ لم تعودي شيئا في حياتي.. اخرجي من منزلي فهذا المنزل لم يعد منزلك" نظرت اليه وتجمدت الدموع في عينيه.. عضبه وقسوته حولاه الى رجل اخر بنظرات مختلفة وصوت مختلف.. حتى بريق عينيه اختفى منهما... اكمل قائلا " ما بك تنظرين الي هكذا؟ الا يعجبك كلامي؟ اجل لم تعودي سيدة هذا المنزل لاني بكل بساطة رفعت دعوة طلاق عليكي" اغمضت عينها وسقطت دمعه حارقة على خدها... " ياز يجب ان نتكلم ارجوك اسمعني" نظر بغضب وقال " سمعتك كثيراا لا مجال للكلام انصحك ان تعيني محامي جيدا عليكي" وركض امامها وصعد الى الطابق الثاني فتبعته مسرعة... دخل الى غرفتها وفتح خزانتها وسحب الحقيقبة منها وفتحها.. " ياز ماذا تفعل؟" لم يجبها وبدأ يسحب ثيابها من الخزانه ويضعها في الحقيبة.. اقتربت منه وامسكت ذراعه محاولة ردعه لكنه نفض يدها واكمل عمله.. اغلق الحقيبه وحملها ومشى بها.. " هيا يا خانم لا مكان لكادبة مثلك في حياتي وفي منزلي" ركض على السلالم حاملا الحقيبة ليرميها خارجا.. لحقته بسرعه " ياز ارجوك اسمعني ياااااا" وبينها هي تناديه تعثرت رجلها وتزحلقت على الدرج..تسمرت عينيا ياز وهو ينظر الى جسدها يتدحرج على الدرج حتى استقر ارضا...ركض اليها وجثى على ركبتيه واضعا يده تحت رأسها .. " هازان هازان" فتحت عينها وامسكت بطنها وقالت " ياز ابني ارجوك" جملة ارعدت جسده وجعلته يغيب عن العالم للحظات.. " ماذا قلتي؟" لم تستطع ان تجيبه فالخوف والالم كانا اقوى منها..تمتمت بصوت خافت " انقذ ابنن" وقف مسرعا وحملها بين يديه متوجها بها الى المشفى...

حملها بين ذراعيه وهي مغمى عليها وتوجه بها الى المشفى..طوال الطريق وعينيه لم تنزح عنها يفكر بما قالته هل حقا هي حامل ام هذه كذبة منها.. لم يعد يثق بها او بأي شئ تقوله... وصل ودخل بسرعة الى الطوارئ وهو يصرخ " ساعدوني ساعدوني" ركضت الممرضة وسألته " ماذا حدث لها؟" اجابها وصوته يرتجف " سقطت عن الدرج واعتقد هي حامل" اجابته بصدمه " تعتقد؟" ثم ووضعتها على السرير النقال وادخلتها الى غرفة المعاينة مع الطبيب.. وقف خارجا والتوتر والقلق كادا يقضيان عليه.. كان الوقت يمر ببطئ شديد احس الدقائق ساعات.. جال المكان ذهابا وايابا الى ان رأى الدكتور خارجا من غرفتها اقترب منه مسرعا " دكتور كيف حالها؟" اجابه " انها بخير الحمدلله استطعنا انقاذ الولد.. يبدو هذا الولد قوي وعنيد متمسكا بالحياة" صمت متسمرا مكانه حتى قفزت الدمعه من عينه وابتسم ثم سأله " هل يوجد خطو بعد عليه؟ هل يكمني ان اعرف هويته الان" ضحك الطبيب وربت على كتفه وقال " لا يمكن فهو مازال عمره شهرين يعني عليك ان تنتظر ولا تقلق عليه سأعطي زوجتك ادوية لتساعد في تثبيت الحمل لكن يجب ان لا تتعب ابدا في هذه المرحلة" هز ياز رأسه وشكر الطبيب ثم رحل.. سألت هازان الممرضة عنه فلا احد يعلم قالو انه خرج وحسب.. " ايعقل ان يرحل هكذا دون ان يراني او يطمئن عني؟" سؤال حيرها واشعرها بقلق اكبر.. حل المساء وعاد الى المشفى ودخل اليها.. وجدها صاحيه وجالسه في السرير.. " مرحبا كيف حالك الان؟ هل انتي جيدة" كلامه الناشف صدمها توقعت ام معرفته بحملها سيطري الاجواء بينهما وانه سيأخذها بالاحضان وان يسامحها على كل ما مضى لكن كلامه ونبرة صوته صدماها...

وقف مكتف الايدي امام سريرها وقال بصوت ناشف " حمدالله على سلامتك وسلامة الطفل لكن اياكي ان تظني ان بمجرد كونك حامل كل شي بيننا سيعود" قاطعته " ياز ارجوك" رفع يده بوجهها قائلا " لا تقاطعيني دعيني اكمل اولا... كنت مع المحامي اليوم وتبين انه لا يمكنني ان اكمل بمعامله الطلاق لانك حامل يعني ستظلين زوجتي لحد ما تلدين ابني وبعدها نتطلق.. ستعيشين في منزلي كضيفة فقط وعندما يولد سأبدأ بالمعاملات" بدأت دموعها تكرج وقالت " ما هذه القسوة ياز قلت لك كنت مجبورة هذا عملي لما لا تتفهم الامر" صرخ فيها قائلا " كفى لا اريد ان اسمع حججك الباهتة بعد اليوم يكفي" غدا صباحا سآتي لآخذك الى لمنزل...قالت له " الى اين ذاهب انت؟" نظر اليها بعصبية وقال " الى البيت" جوابه صعقها " الن تبقى معي اليوم؟ لعلني احتجت الى شيئ؟" اقترب منها وشاور لها على زر الطلبات وقال " ان احتجتي اي شيئ اكبسي هذا السر وبلحظة سيأتون اليك.. هيا نامي وارتاحي" هو خرج من الباب وحملت الوسادة ووضعتها على ركبتيها وانزلت رأسها عليها تبكي وتشهق " اه ياز اه كيف سأجعلك تسامحني كيف؟؟؟؟" وتذكرت جملة قد قالها لها سابقا " من الصعب ان احب لاني من الصعب ان اثق ولكني ما ان احببت وانجرحت لا اسامح ابدا" هذه الجملة اعادتها الى الكآبة وحالة البكاء الهستيري علمت ان زعله صعب جدا...حل الصباح وحضر الى المشفى دخل اليها وجدها عابسة لم يسال عن حالها فقط قال " هل انتي جاهزة؟ هيا لنذهب" طلبت منه الممرضة ان يجرها على العربه " ليس ضروريا انا احل الامر شكرا" اقترب وحملها بين ذراعيه نظرت الى داخل عينيه وابتسمت تذكرت تلك الليلة كيف حملها بين ذراعيه.. كم تشعر بدفئه بين تلك العضلات والصدر العارم.. سنحت لها الفرضة فوضعت رأسها على كتفه تغمض عينيها وتسحب رأئحة عطره الى اضلاعها..وصلا السيارة وضعها برفق وعندما وصلا المنزل عاد وحملها واخذها الى غرفتها..انزلها برفق فظلت متمسكه بعنقه..اقتربت وقبلت عنقه يرفق فابتعد مسرعا وقال " لا تلمسيني مجددا كي لا تشعرين بالذل لرفضك وخرج مسرعا واغلق الباب بقوة... شعرت بشعوره حينما كانت ترفضه تمنت موتها بعد رفضه لها...اغمضت عينها بكت ثم نامت...

فتحت عينيها على صوت في الغرفة فوجدت العاملة في خزانتها " ماذا تفعلين؟" اجابتها " قال لي ياز بيه ان ارتب ثيابك مجددا في الخزانه" هزت وأسه وسألتها " اين هو" " لا اعرف انستني انا سأكمل واخرج لاحقا.. وضبت المنزل بالكامل" اخذت الهاتف واتصلت به " ياز اين انت؟" اجابها بخوف " هل انتي بخير؟" " اجل لا تقلق علي انا بخير" اجابها " لم اخف عليكي خفت على ابني" تأففت وقالت " اي تمام لا تخف كنت فقط اطمئن اين انت" شهق ضاحكا " ٦ اشهر كنت متزوجا بك لم تتصلي يوما لتطمئني علي... كفاكي تمثيلا.. هادي اقفلي ولا تزعجيني لن اعود هذه الليلة" اجابته بلهفة " لماااا؟؟؟" قال " حسنا توقفي عن حركات الغيرة..لن اعود لاني سأعمل سأكثف عملي حتى تعود شركتي واسمي النظيف الى القمة بعد ان انزلتيها الى تاسع ارض" صاحت به " اقله كشفت لك صاحبك القذر" قال " اي تمام انقذتني هادي بلا كثر كلام واذا اردتي مساعدة او حصل شيئ اتصلي بخالك العزيز" ثم اقفل الخط" برافو ياز افندي تتمسخرني عفارم عليك" .... مضت اشهر وكانت العلاقة بينهما متوترة دائما كل ما حاولت التقرب منه صدها وابعدها حتى فقدت الامل...كانت طوال ايامها تهتم بحملها حتى انها اوقفت عملها كي لا تلحق الضرر بابنها..عندما عرف ياز ان الطفل صبي طار عقله من الفرحة وكانت المرة الاولى التي يضحك فيها بعد ليلة اعتقاله.. طلب من امه ان تبقى عند هازان طول الفترة المتبقية لتعتني بها لانه سيسافر.. سافر دون ان يخبرها الامر الذي دمرها بالكامل ومن كثر بكائها وحزنها حن قلب امه عليها وسامحتها واصبحا متفقتان..حاولت امه التأثير فيه لكن عبثا.. عاد بعد يوم من ولادتها وكان متشوقا لرؤية ابنه الصغير...

القلب لا يكفي احيانا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن