مضى شهران آخران ... أم ربما أكثر؟
حقاً مرّ زمنٌ طويل لم اكتب فيه شيئاً ..سيتزوجُ أخي، الأسبوع المقبل!
التجهيزات للحفل تجري على قدمٍ و ساق، والدتي لا تريدُ أن تنسى تفصيلاً واحداً!
على كل شيء أن يكون كما تخيلتهُ هِيَ بالضبط!! .. لا أدري أين موقع 'العروس' و 'والدة العروس' من هذا ..!
عموماً، آمل أن لا ينقلب الأمرُ إلى حرب بين العائلتين!
حين آتي لتفقد أوضاع التجهيزات، تنفتحُ والدتي و تبدأ بالشكوى من العروس و والدتها و الخ الخ ..
و اضطرّ الى الاستماع! و موافقتها في رأيها! و الانزعاج لكل شَيْءٍ يُزعجها!!لتضحكَ عليّ بعد انتهاء كل حديث .. قائلة:
- لم لا تحاول تهدأتي كما يفعل أخوك؟ابتسمتُ قائلاً:
- إن فعلتُ .. فهل ستشعرين بالراحة؟ سيتراكم الأمر في داخلك، و يتعقد! فمن الأفضل خروجه و نسيانه! .. فأنتِ في العادة لا تذكرين شيئاً حينما تكونين غاضبة! .. ألستُ محقاً؟ضحِكَت مجدداً، لأُضيفَ قائلاً:
- ثم انهم الآن أسرة "جواد"، فبالتأكيد سيحاول جاهداً ألا تتعقد الأمور!
- أنا محظوظة بكَ!ابتسمتُ ببراءة ..
خالتي .. لدي خالة صارمة جداً! شقيقةُ والدتي الكبرى!
أخافُ منها، منذ ان كنتُ صغيراً!
هي شقيقةُ والدتي الوحيدة، و والداهما-أي جدي و جدتي- في الريف يعيشان .. أظنُ أنهما سيحضران الزفاف ..ما يُغيظ في الأمر، أن معظم أقارب العائلة .. يعتقدون أنني أنا من سيتزوج!
لا ادري لماذا!
دائماً ينادونني ب"جواد" .. و "جواد" ينادونهُ باسمي!
على الرغم من أننا لا نتشابه إطلاقاً!
قلباً و قالباً!ليس و كأن الأمر مهم على أيّ حال!
جارتي جاءت؛ لتساعد والدتي! .. تقول حتى ترد لها دين ما فعلته معها!
من يهتم ..
و شقيقتي الصغرى، الحيوية جداً! ذاتُ ال١٩ ربيعاً، عادت الى المنزل أخيراً!
"جنى" .. لطيفة .. حيويّة - لم أكرر كلمة حيّوية؟؛ لأنها حيويّة فعلاً!- .. ذاتُ شعرٍ بُنيّ متوسط الطول .. عينان بنيتان داكنتان ..
جميلة جداً!
تعمل .. أجل هي تعمل كمصوّرة! .. لم تكمل دراستها في الجامعة، كانت تحب التصوير .. شغف حياتها! .. أرادت أن تستمرّ فيه؛ لأنها تحبه و بشدة!
لم تحبّ الدراسة قط! .. لطالما فشلت فيها!
بطريقةٍ ما أقنعت والدي، فهي مدللته و ابنته الوحيدة! .. باتت مصورة مشهورة، سافرت العديد من الأماكن!
أكثرُ مني!هي أيضاً تقول لي أن عليّ أن أعيش!
تباً لهذا ..الجميع متحمّسٌ من أجل هذا الزفاف ..
بالمناسبة، شكلاً .. أنا مختلفٌ عن أخواي! لا أشبهُ والدي، قليلٌ من ملامح أمي ..
لكني أُشبهُ جدي، والدُ أمي.
شعرهُ أسود -في أيام شبابه و مجده! .. الآن أبيض ناصع البياض!- .. ناعمُ كثيف، عيناهُ ملونتان .. الى الآن لا أستطيع أن أَجِد وصفاً للونهما! .. غريبتان! .. إنني الوحيد الذي ورثتُ لون عينيه الغريب! ..
أشعرُ بالفخر لذلك!العائلة ..
الاجتماعات .. و النقاشات .. و الضحك ..
كل شَيْءٍ لطيف هذه الأيام!
أراكم الأسبوع المقبل في حفل الزفاف!
أو ربما لا ..
انتهى.
أنت تقرأ
「 مُدونة مجنُون」
General Fictionثرثرة كثيرة، عن العديد من الأشياء، و شخص لطيف، ساديّ للغاية، و ذو حسّ فُكاهي سيء .. يعبّر بعُمق عن مكنوناته .. التي تمسُ دواخلنا بطريقة ما .. يكتب عن يوميّاته، عائلته، ماضيه، حاضره، و ربما مستقبله؟ يكتب عن الكثير، و يُدوّن ثرثرة عقله، و قلبه على ا...