(1)

156 24 23
                                    


.....

.يفتح شباك غرفته ليدع نسيم الهواء البارد الصباحي يتسلل إلى غرفته و أشعة الشمس الدافئة الذهبية تزين المكان.....

إستيقظ ياسين بكل نشاطه مزيلا عنه غطاء فراشه ، مستعدا ليوم جديد ، ذهب لأخد حمام دافئ ينعش به جسمه، بدأ يلبس هندامه تهيئا للذهاب إلى المدرسة حين نادته أمه:

_ ياسين... الفطور جاهز...
_ حاضر أمي.. سأتي حالا

ياسين ذو الثمانية عشرة سنة يدرس في الثانوية في السنة الأخيرة فيها، هو وحيد والديه، والده ذو الخمسين من عمره موظف في إحدى الشركات، ضخم البنية، متقلب المشاعر تارة غاضب و تارة أخرى هادئ، يحب الوحدة و الخلو بنفسه ، و أمه ذات الخمسة و الأربعين ربة بيت ، تركت عملها كمدرسة في الإبتدائية لتربية إبنها الوحيد و أمنيتها أن تراه سعيدا قانعا بما لديه .

نزل ياسين للمطبخ لكن فوجئ بغياب والده.
_ أمي أين هو أبي ؟
ردت و هي منشغلة بتحضير مائدة الفطور.
_ لقد ذهب للعمل باكرا، لأن لديه ما يفعله هناك.
تفاجئ ياسين بذهاب والده للعمل باكرا، لأنها ليست من عادته، جلس و شرع يتناول فطوره.
عند إنتهائه من فطوره، قالت له أمه:
_ بني ... عندما تكون قادما من المدرسة، إذهب إلى خالتك هناء و أحضر من عندها الأواني التي أعطيتها إياها الأسبوع الماضي..
_ حسنا أمي وداعا

و هب إلى مدرسته ، كان ياسين مجدا في دراسته متفوقا فيها ذكيا و سريع البديهة ذو خلق حسن و طيب القلب، مساعدا لكل من حوله ، دخل إلى القسم فوجد صديقيه المقربان ينتظرانه

_ هاهو أينشتاين قادم إلينا
_ السلام عليكم
_ وعليكم السلام أينشتاين ههه..
_ من أنا؟!!
_ بالطبع من يستطيع أن يضاهيك في نقطك إلا هو
_ لا تبالغ يا صديقي لست ندا له
_ هذا هو التواضع بعينه .. قال عمر
_ أجل ... أجل .... و إبتسم خالد بخبت
_ هيا، سيأتي الأستاذ عما قريب

بعد انتهاء الحصة الأولى، في ساحة المدرسة

_ حسنا يا خالد.. هل بدأت في المراجعة .. إنها نهاية السنة الدراسية و الإمتحان على الأبواب.. لم يتبقى عليه إلا شهر
_ لا تقلق يا صديقي أنا ناجح و سأعزمك على الحفلة التي سأقيمها
_ نجحت حتى تحتفل ههه ... أردف عمر ضاحكا
_ بالطبع سأنجح سأريك ..
_ إذن عليك المثابرة و راجع دروسك يا خالد .. قال ياسين و هو يربت على كتف صديقه
_ حسنا حسنا سأحاول..

و ضحك الأصدقاء معا ..
عند نهاية الحصص ودع الأصدقاء بعضهم، و كل واحد إتجه في حال سبيله ، تذكر ياسين طلب أمه و ذهب عند خالته حيث كانت خالته إمرأة سيئة تستمتع ببؤس الأخرين و فيها جميع المواصفات السيئة، لم يكن ياسين
يرتاح لها لكنه مضطر لزيارتها، دق بهدوء الباب و سمع صراخا من وراءه

_ من هناك؟؟!#!!
_ يا إلهي.. قال في نفسه
فتحت الباب و كان منظرها مخيفا جدا و على وجهها
الغضب الشديد
_ ماذا تفعل هنا؟؟#!!
قال بأدب : _ أريد الأواني التي أخدتها من أمي الأسبوع الماضي
_ أه ... بالطبع لا تستطيعون الإنتظار كما أنها جزء من جسدكم لا أصدق هذا
و ذهبت نحو المطبخ و بعد قليل جاءت و معها الأواني وسخة غير نظيفة بالمرة
_ تفضل ..... و أريد أن أعلمك أن أحد أولادي قد ضرب أخاه بصحن فقصمه إلا نصفين لكن لا بأس العموم ليست ثمينة
و أعطتهم إياه بدون حقيبة وأقفلت عليه الباب بقوة
_ الصبر لزوجها
إشترى كيسا و وضعهم فيه وهب إلى المنزل
دخل المنزل فوجد أمه في المطبخ فذهب إليها
_ أمي أين هو أبي في العادة في هذا الوقت يكون يشاهد التلفاز ؟
_ إنه في غرفته يبحث في أوراق ما ، طلب مني ألا أزعجه
_ غريب ؟؟!
_ حسنا يا فهمان أين ما طلبت منك
_ تفضلي
_ ما هذا إنهم متسخون و ناقص أجمل و أغلى صحن فيهم
_ بالطبع ماذا تنتظرين من أختك أن تزينها بالورود
رد عليها ساخرا و هو يفتح الثلاجة ليأخد مشروبا
_ أف .. مللت من تصرفاتها
وتضع الأواني في المغسلة، جاء عندها و إحتضنها من ظهرها و قال
_ إذن أمي لماذا تغيرت خالتي ، على حسب كلام جدتي فقد كانت أطيب الناس ؟!!!!
أجابته وهي تجفف الصحون: أه يا بني كلما تذكرت هذا ينفطر قلبي إتجاهها
_ إذن إحكي لي
_ في بداية الأمر .. في شباب خالتك هناء كانت طيبة القلب، خلوقة ، تصدق أي شيء دون التدقيق فيه، أكنت مشاعر إتجاه شاب أكبر منها قليلا لكن تهورت إلى حد أنها إعترفت له بكل شيء ، لكن لم تتوقع أن يستهزء منها و نعتها بالساذجة و أنه لا يريد فتاة مثلها ، كانت كلماته كالخنجر في قلبها ، حطمه نهائيا، ورجعت إلى البيت منهارة و عيناها غارقة في الدموع و توجهت نحو غرفتها ،بعدما تبعتها، و جدتها في حال لا تتخيله و قالت جملة مازالت معي إلى حد الأن _ إذا كانت طيبوبتي و حسن خلقي فعلا بي هذا فسأتخلص منهما.... بعدما إنتهت من جملتها صعقت بوجهها تغير فجأة ، أصبح يحمل كرها و حقدا و شرا كبير، فصاحت في وجههي _ إخرجي.... و هربت من غرفتها، بعد ذلك اليوم تفاجئت من تصرفاتها السيئة و جمود أحاسيسها و صداقاتها مع النساء الثرثارات و النمامات في الحي
و ما زاد هذا أن أبي قام و زوجها رغما عنها كي ترجع إلى حالها لكن شيئا ما تغير بل زادت سوءا و حقدا و كراهية إتجاهي لم أعلم في بادئ الأمر ما جعلها تكرههني كذلك لكن عندما تزوجت عرفت السبب و جميع تفاصيله.....
_ إذن من هو ذلك الشخص و لماذا خالتي تحمل ذضك ضغينة؟؟
_ إنه وا........
قبل أن تكمل جملتها سمعت صراخ زوجها ينادي عليها
_ فاطمة تعالي هنا حالا ... !!!###

************************************
نهاية البارت

●كيف كان؟
●هل البداية جيدة ؟
●لما زوجها يصرخ عليها هل هذا دليل على شجار ما؟

°||أَنَا بِخَيْر_||_ I'm Fine||° حيث تعيش القصص. اكتشف الآن