(6)

112 4 2
                                    

قرر ياسين ان يسافر للمدينة الاخرى لعله يجد فيها عملا ، ركب القطار وانطلق
في اليوم التالي ذهب الى السوق ليبحث عن عمل بالصدفة التقى برجل من ملابسه وهيئته يبدوا انه كبير الخدم في احدى المنازل الفخمة
_ حسنا اذن قلت لي انك تبحت عن عمل
_ اجل سيدي
_ حسنا ..سأخدك معي الى  القصر لأننا بحاجة الى عمال ... عملك هو  ان تحمل الصناديق والاشياء الأخرى التي تجلبها الشاحنة كل صباح وترتبها في اماكنها المخصصة وستعيش في غرفة منعزلة عن القصر ومن ثم تستيقظ باكرا وتباشر عملك
_ حاضر سيدي  
_ اسمع .. صاحب هذا القصر هو رجل اعمال كبير وثري جدا ولديه ابنة وحيدة انصحك بتتبع اوامرها لانها ليست من النوع اللطيف
وذهب مع الرجل في سيارته
حين وصلو...
الحي عبارة عن قصور كبيرة ومزخرفة بعدة اشكال جميلة جدا ،مع كل قصر هناك حديقة كبيرة ومسبح ضخم
فتح الرجل الباب العملاق امامهم ، واول ما رآه هو الحديقة المنقسمة الى قسمين ،حديقة للجلوس والتمتع بالأزهار والاشجار ،اما الاخرى فهي للمزروعات ، وفاصل بينهما طريق يؤدي الى القصر ذو طابقين ، مزخرف زخرفة رائعة تدل على قدمه واصالته
سار ياسين وراء الرجل الى الداخل
_ اتبعني لكي اريك موقع العمل
_ حاضر
انشغل طوال اليوم في حمل الصناديق وترتيبها في اماكنها المخصصة الى ان وصل طرد خاص
_ تفضل هذا اوصله الى الآنسة
_ امرك
ذهب يبحث عن غرفة الآنسة ولكنه لم يعرف اين هي ، فجاة سمع صراخا آت من غرفة معينة في الجناح الأيسر من القصر ، اتجه نحوه ، فوجد فتاة في مقتبل عمرها ، يبدوا انها تقاربه سنا ، بيضاء البشرة ،شقراء الشعر ، خضراء العينين ، لكن مع كل هذا الجمال هناك عيوب كتيرة داخليا ..
_ الم اقل لكي الا تضعي الأناناس في طبق الفواكه خاصتي !!؟؟##
_ أسفة انستي ...
_ وهل جودتها عالية #؟؟ على ما اضن انها رخيصة وبالية ..(دفعت الطبق حتى تكسر ) انا ريم ابنة اغنى وأكبر رجل اعمال بالبلاد تأكل قمامة متل هذه !.. نظفي المكان واغربي عن وجهي حالا ##!!
_ كما تأمرين أنستي
نظفت المكان وانصرفت بسرعة تحت نظرات ريم المستهزءة المتعجرفة ،دق الباب بأدب منتظر السماح بالدخول
_ من هناك؟!!
_ الطرد الخاص بالآنسة
_ هيا بسرعة ...
دخل ووضع الطرد جانب الخزانة
_ انت خادم جديد اليس كذلك
رفع وجهه اليها ، انبهر من جمالها حتى الكلمات بدأ بالتلعثم فيها
_ ن....نعم
_ مابك ؟؟ لما تحدق بي هكذا !!
_ لا شيء آنستي
_ انصرف اذا اتممت العمل    وانشغلت بهاتفها
هب مسرعا فسأل نفسه
_ لما بدوت مرتبكا امامها
فجأة اصطدم بشخص ما
_ اسف... ارجو المعذرة
رفع رأسه فصعق مما رآه ... انه السيد علي
_ إنتبه لطريقك ... وايضا ماذا تفعل في جناح إبنتي؟!
_ لقد اوصلت الطرد الخاص بإبنة سيادتكم
_ حسنا .. لكن عند انتهائك من عملك انصرف فورا .. هذا جناح فتاة عازبة لا اريد لأي رجل الدخول له مفهوم   _قال بنبرة مرعبة وغادر
طوال الاسبوع كان يحس ياسين بانجذاب قوي نحو ريم لكنه حاول بما امكن له ان يخفي مشاعره نحوها ، ينغمس في عمله طول اليوم ويتجنبها قدر امكانه ،يوصل بسرعة طردا خاص بها لغرفتها ويذهب دون رؤيتها
كل يوم تزداد تلك المشاعر نحوها ، ولم يعد قادرا على كبحها فقرر ان يعترف لها بكل ما في قلبه
انتظرها مساء، فعادتها ان تجلس في الحديقة تحتسي قهوتها المفضلة ، وهاهي قد جاءت ،فاسرع نحوها
_ انسة ريم
_ نعم (دون النظر اليه)
_ هل لي بان اتحدت معي قليلا
_ لكي تقول لي مشاعرك اتجاهي
_ كيف عرفتي _باندهاش
_ من نظراتك لي وتصرفاتك الغريبة لما تاتي قربي وايضا هذا حدسي (قالت بمكر وهي تسرح شعرها الاشقر)
_ حسنا ريم ...انا (استوقفته قبل ان يكمل)
_كفى لا تجعلني اضحك
_ لما؟!
_ هل تمزح معي .. ريم ابنة رجل الاعمال الكبير والفاحش الثراء السيد علي كامل ارتبط مع خادم فقير متلك _ باستهزاء ونظرات استحقار
_ الفقر لا يدوم للابد ... ساعمل واصبح متله
_ اضحكتني .. راتبك الشهري لا يسعني حتى في يومي ...وانصحك  امتالك من الفقراء يظلون حياتهم كلها على هامش الفقر والذل ...يعيشون على ظهورنا .. والان اغرب عن وجهي وابحت لك عن فقيرة متلك اشحد معها ... اما انا فراقية عنك (ورفعت كتفها بعدم اهتمام وغادرت تاركة قلبه مطعونا بسيف كلماتها)
في الغد اعلمت ريم والدها بما وقع امس ،فطرده من عمله وبهدله امام الجميع ،ذهب الى الحديقة العامة وجلس ينظر الى السماء ، وقال في نفسه
_ مات والداي ،وتم ظلمي بالخيانة، ورفضت بطريقة قاسية من طرف بنت، وطعن قلبي ولا اعتقد انه سيلتأم ،وتم طردي من العمل بطريقة بشعة ،وها انا الان عدت مشردا ، وقتلت جميع مشاعري واحاسيسي لكني احس بضوء خفيف في قلبي المظلم ،ضوء يحاول الدخول اليه الا وهو العزيمة والامل ،يحاول التغلب على مشاعر الحقد والحسد والانتقام والشر ، يبقيني على قيد الحياة يحميني من الانتحار ، بما ان ذلك الضوء الصغير مازال في قلبي فلن استسلم ،لو استمررت بالسقوط فسأنهض مجددا رغم جروحي المتكررة ،لن ادع اليأس يتغلب علي ، فكما كانت السحب في السماء امس فاليوم السماء زرقاء صافية
في الغد ، ذهب الى السوق ليبحت عن عمل جديد ،فحالفه الحظ فوجده ،اصبحت لديه معرفة في حمل الصناديق لذا لم يكن لديه اي مشكلة في ذلك العمل ،ارتاح له جدا وتعرف على اناس جدد وساعد ووسى كل محتاج لذلك ،في وقت فراغه كان يقرأ كتابا عن الرقميات والحواسيب وجده ملقاة على الارض ،كان يعشق هذا المجال وكان متفوقا فيه كتيرا وكان حلمه ان يكون مخترعا او مديرا لاحد ابرز شركات التكنولوجية الرقمية
مر اسبوع عن عمله الجديد
حينما كان يرفع الصناديق ،راى رجلا مسنا ينهار امامه ، فهب اليه مسرعا ،اشربه الماء الذي تبقى معه وحين استيقظ العجوز قليلا ارغمه على اكل بعض الطعام مع انه غدائه ولا يملك مالا لشراء اخر ، اكل العجوز حتى شبع ورجعت الحياة له
_ هل انت بخير ياعم ؟؟_بقلق
_ اجل الحمد لله
_ هل تستطيع النهوض ام اساعدك؟
_ لا لا شكرا لك بني قد انقدت حياتي
_ لا تقل هذا ياعم انه واجبي
ونظر العم فَتْحِي الى ملابس ياسين فوجدها بالية رثة
_ هل تعمل في حمل الصناديق
_ نعم...
_ هل يكفيك راتبك ،هل لديك اين تعيش
_ لا تقلق بشاني ياعم المهم هي صحتك
_ ارجوك بني تعال معي واعمل لدي بهذا سارجع لك معروفك
_ لا لا داعي ياعم .. المهم ان تكون بخير .. فلقد اعتدت على هذا الوضع
_ لن ابرح مكاني حتى تاتي معي
_ ولكن ياعم ...
_ بدون لكن هيا بني ..قد تزداد حالتي سوء في اي وقت
_ حسنا حسنا... دعني اساعدك على النهوض
واخدوا سيارة اجرة وانطلقوا ، بعد طول الطريق بدأ يتضح ذلك القصر الفخم الكبير في قمة التلة ، نزل ياسين مساعدا العم على النزول
فتحت البوابة الذهبية التي امامهم وخرج منها خادم ،انحنى وتم اراد مساعدة العم الا انه اوقفه
_ يمكنك الانصراف... ياسين من سيساعدني

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 19, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

°||أَنَا بِخَيْر_||_ I'm Fine||° حيث تعيش القصص. اكتشف الآن