الفصل ( 27 )
~¤ مقاومة ! ¤~
دقت الساعة الحادية عشر مساءً ...
عندما وضعت "ميرڤت" فنجان قهوتها علي الطاولة و نظرت نحو إبنتها و زوجها قائلة :
-يـاااه . أوام 11 ! ده يدوب أمشي بقي . ده معاد نومي عدا أصلا .. و ضحكت
سفيان و هو يطفئ سيجاره بمنفضة قريبة :
-تمشي إيه يا ميرڤت هانم ؟ إنتي بايتة معانا إنهاردة إستحالة أسيبك تمشي
ميرڤت : يا خبر أبيض بيات مرة واحدة ؟ لأ يا باشا أعذرني مش هقدر . أنا مش برتاح غير في بيتي بصراحة
سفيان بعتاب : يعني هو ده مش بيتك بردو ؟!
ميرڤت بلطف : بيتي طبعا بس آ ..
-مابسش ! .. قاطعها بصرامة ، و أردف بجدية :
-هتباتي الليلة دي هنا . في جناح مخصوص للضيوف و هتبقي علي راحتك خالص كأنك في شقتك بالظبط
و الصبح بعد الفطار لو حبيتي تمشي هخلي السواق يوصلك مافيش مشاكلنظرت "ميرڤت" بإتجاه إبنتها ، لتكتفي "يارا" برفع كتفاها و النظر للجهة الأخري تاركة لأمها حرية القرار ..
تنهدت الأم و قالت بإستسلام :
-خلاص يا سفيان باشا . إللي تشوفه !
و ظهرت "ميرا" في هذه اللحظة ...
-ميرا ! تعالي يا حبيبتي .. صاح "سفيان" و هو يشير لإبنته بالقدوم إليه
أقبلت "ميرا" علي والدها مبتسمة ، مد يداه و إجتذبها لتجلس فوق قدمه ، أخذ يمسح علي شعرها الطويل بحنان ثم قال :
-يوسف روح و لا لسا ؟
ميرا بصوتها الرقيق :
-أه روح دادي . السواق بتاعه جه و أخده .. و أكملت بعبوس :
-بس إنت لازم تعاقب سامح
-ميـرا ! .. تمتم "سفيان" و هو يزجرها بتحذير ، و أردف :
-نتكلم بعدين يا حبيبتي . المهم دلوقتي عايزك تاخدي ميرڤت هانم علي الجناح إللي كان فيه يوسف . لو في أي كركبه خلي الخدم يشوفوه فورا أنا هعتمد عليكي في المهمة دي
ميرا بإبتسامة : أوك . Don't worry .. و حنت رأسها لتطبع قبلة علي خده
كانت "يارا" تجلس و تشاهد كل هذا بتعجب شديد ، علاقة الأب بإبنته تبدو طبيعية و مستتبة جدا .. و الفتاة كالملاك ، بنظراتها البريئة و حركاتها العفوية و وجهها البيضوي الطفولي
حقا ياللعجب ، شيطان ينجب ملاكا !!
-أنطي ميرڤت Please Follow me .. قالتها "ميرا" و هي تقف علي قدميها و تسير عدة خطوات للأمام
قامت "ميرڤت" من مكانها ، لتقوم "يارا" أيضا .. مضت صوب أمها و لمست كتفها قائلة :
-تصبحي علي خير يا ماما ! .. كانت تجاهد لرسم تلك الإبتسامة البسيطة علي ثغرها
أنت تقرأ
فردوس الشياطين ..للكاتبه مريم غريب
Romanceكان الحر شديدا هنا ، و كان العرق يبلل شعرها عند صدغيها و ينساب حتي رقبتها ببطء أشعرها بأنها تنصهر و كأن درجة الحرارة هي المشكلة ، لا وجودها مع هذا الشخص الخطير الذي يمثل الخبث بعينه .. كان خطأ عظيم هو مجيئها إلي هنا إرتعش فكها و هي تواصل النظر إليه...