يقين

20K 618 37
                                    

الفصل ( 35 )

~¤ يقين ! ¤~

لم يصدق أذنيه عندما أبلغته الخادمة بذلك الخبر الصاعق ، خال أنه يتوهم و إنها قالت شيئا أخر فإختلط عليه الأمر لكثرة تفكيره المستمر بإبنته

لكن أساريرها المتفرجة عن أخرها جعلته يترك "يارا" فورا و يمضي صوبها كالسهم و هو يهتف :

-بتقولي إيـه داده عطيات ؟ قولتـي إيــه ؟؟؟؟

عطيات و هي ترمقه بإبتسامة مقدرة ردة فعله :

-بقول لحضرتك الهانم الصغيرة رجعت . بنت حضرتك الأنسة ميرا رجعت يا سفيان بيه ألف حمدلله علي سلامتها

إتسعت عيناه و هو يسألها بتلهف :

-فــين ؟ هـي فـــين ؟؟؟

عطيات و هي تشير للخارج :

-تحت مع وفاء هـانـ آ .. و بترت جملتها فجأة عندما تجاوزها مارا كالبرق حيث إبنته

............
في الأسفل وقفت "وفاء" بمنتصف المدخل ، تضم "ميرا" بقوة و هي تهدل بعدم تصديق :

-يا حبيبة قلبي . يا روح عمتك .. وحشتيني يا غالية ألف حمد و شكر ليك يا رب . حمدلله علي سلامتك يا قلبي أنا مش مصدقة نفسي

-مــــــيرا ! .. كان هذا صوت "سفيان"

بالطبع هو ، تطلعت "ميرا" نحو المصدر ، فرأته يهبط الدرج بهرولة عجيبة ، كأنه يطير لا يلمس الدرجت بقدميه ، طوي المسافات بينهما في ثانيتين ، حتي لم تحسن النطق بحرف ، لتجد نفسها تُجتذب بعنف ثم تستقر بين أحضان أبيها

أطبقت ذراعاه عليها بشدة حتي شعرت بالعجز عن التنفس ، بينما أطلق "سفيان" تنهيدة حارة مطولة ، كان كمن يكافح ليرتقي جبلا ثم أخيرا وصل للقمة

الآن فقط إستطاع أن يتنفس و هو يشعر بالراحة تغمره ، عادت "ميرا" إلي كنفه ، رائحتها تتغلل بأعماقه في هذه اللحظة بالذات

لا ريب أنها تمثل حياته كما صرح ، لا ريب ...

-دآ . دادي .. بليز . مش عارفة أخد نفسي .. هكذا خرج صوت "ميرا" مختنقا و هي تتململ باحثة عن منفذ لتعبئة الهواء برئتيها

هنا أفاق "سفيان" من حالة الإستقرار اللاوعي التي إكتسبها بإستعادة جوهرته الثمينة ، إنفتحت عيناه دفعة واحدة ، فك ذراعيه من حولها و إرتد للخلف قليلا ، فشهقت كأنها خرجت من الماء

كان ممسكا برسغيها الآن ، طالعها بنظرات حملت آلاف المعاني .. الصدمة ، عدم التصديق ، الخوف ، الفقدان ، الألم ، الغضب ، مزيدا من الغضب

عضت "ميرا" علي شفتها ، أنبأها تعبير وجه أبيها بحلول أشياء مرعبة ، تركزت نظراتها القلقة علي عيناه الحادتين و بقت في الإنتظار ...

-كنتي فين ؟ .. تساءل "سفيان" بصوت أجش

-جاية منين ؟ و إزاي مشيتي ؟ كنتي مع مين ؟ .. إنـــطقي

فردوس الشياطين ..للكاتبه مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن