الفصل ( 36 )
~¤ مؤامرة ! ¤~
وسط الهدوء التام الذي غاصت فيه الغرفة ، كاد النعاس أن يغلبها ، لولا دخوله المفاجئ كالمعتاد ...
إرتعدت حين دفع الباب بقوة و نظرت نحو الزائر المجهول بعينين متسعتين ، كلما إنفتح هذا الباب تعتبر الأمر منذ البداية نذير شؤوم حتي لو لم يكن هو ، لكنه كان هو مرة أخري
لم يدهشها عودة قناع البرود الساخر إلي وجهه ، بل بقت هادئة تماما و هي تحرص علي عدم إظهار أي خوف منه ، بينما كان يقترب منها بخطوات ثابتة ، عيناه في عيناها تحدقان بهما بقوة .. جلس مقابلها علي طرف الفراش و قد أسند يداه محاصرا إياها بينهما ...
-إديني سبب واحد يخليني أسيبك عايشة و بتتنفسي لحد دلوقتي ؟! .. قالها "سفيان" بصوت خافت و إبتسامة غريبة تنبلج علي وجهه
نظرت "يارا" إليه غير متأثرة إطلاقا بعبارة التهديد هذه و قالت :
-مافيش أسباب . تقدر تخلص عليا دلوقتي حالا .. ساعتها ممكن جدا ترتاح
سفيان بخبث : و إنتي ترتاحي ؟ لأ يا حبيبتي . أنا لايمكن أنولك الراحة أبدا . أبدا .. و إنقبضت تعابير وجهه المنفرجة بلحظة ، ليكمل بغضب :
-عرفتي تخدعيني كويس المرة دي . عرفتي تمسكيني من إيدي إللي بتوجعني صح يا يارا . كنتي عايزة تحرميني من بنتي ؟ أديها رجعت لحضني غصب عنك . طلعت بنت أبوها فعلا و عرفت تهرب من الـ×××××× إللي جبتيهم يخطفوها
ماتقلقيش . أوعدك في أقرب وقت هعرفعم و هاجيبهم هنا و هخلص عليهم قدامك واحد واحديارا مبتسمة بإستخفاف :
-إنت لسا متخيل إني دبرت لحكاية خطف بنتك ؟ إنت حر . بس أرجع و أقولك تاني . أنا لو فضلت حية مش هتسلم من أذايا . إخلص مني أحسن لك قبل ما يكون أحسن لي
ضحك "سفيان" بمرح و قال :
-إنتي مستعجلة أوي علي الفراق . بس أحب أطمنك أنه قرب جدا . بمجرد ما تولدي أوعدك إني هاريحك علي الأخر
حدجته بنظرات كارهة و قالت بنبرة تشتعل حقدا :
-أنا واثقة إنك هتندم قريب أوي . هتندم لدرجة هتتمني لو إنك ماجتش علي الدنيا دي أصلا عشان ماتشوفش حق كل الناس إللي إفتريت عليهم و هو بيخلص منك كله مرة واحدة
سفيان بسخرية : و ماله . مايضرش . أنا طول عمري حمال قسية .. و ضرب جبينه بكفه صائحا :
-يآاااه . شوفتي كنتي هتنسيني إزاي ! أنا أصلا كنت جاي عشان أقولك مامتك جت تحت
يارا بلهفة : ماما ! ماما جت ؟؟
سفيان بإبتسامته الشيطانية :
-أيوه جت . وفاء راحت تستقبلها و بتأخرها شوية لحد ما أنزلهم . طبعا مش محتاج أنبه عليكي مافيش داعي مامتك تعرف حاجة عن الطلقة إللي ختيها في رجلك عشان لو حصل و حياة بنتي يا يارا . همسحهالك من علي وش الأرض .. إتفقنا يا روحي ؟
أنت تقرأ
فردوس الشياطين ..للكاتبه مريم غريب
Romanceكان الحر شديدا هنا ، و كان العرق يبلل شعرها عند صدغيها و ينساب حتي رقبتها ببطء أشعرها بأنها تنصهر و كأن درجة الحرارة هي المشكلة ، لا وجودها مع هذا الشخص الخطير الذي يمثل الخبث بعينه .. كان خطأ عظيم هو مجيئها إلي هنا إرتعش فكها و هي تواصل النظر إليه...