(عالم بائس .. لا يعرف شيئا سوى المال والجاه ، من امتلكه أصبح من سادة هذا العالم ، ومن فقدهما أصبح السجادة الحمراء التي تطؤها الأقدام كي يصل السادة لمقاعدهم )
في جو مشمس هادئ الحرارة ، كان يجلس شاب مصري في الحادية والعشرين من عمره في غرفة مظلمة وذات جدران مهترئة حيث من الواضح أن البيت قديم ، لقد كان يأكل شطيرة من "الفول" و"الطعمية" ، بينما التعب والتعاسة يظهران على وجهه ..
" ليس وكأني أتناولك لأني أعشقك ، فقط لأنه لا يمكنني شراء غيرك "
ذاك الشاب يدعى "أسامة" ، كان شابا بسيطا قمحي البشرة ، يملك شعرًا أسود اللون وليس بالناعم كثيرًا ، متوسط الطول ، له عينين عسليتان ، توفي والداه وهو في سن السادسة ، ولم يرد أحد من أقاربه الاعتناء به ، أو الإنفاق على تكاليف دراسته سوى جده والد أبيه ..
استمر في الدراسة حتى وصل لسن الخامسة عشرة من عمره فتوفي جده ولم تجد جدته مالا للإنفاق عليهما فقد كانت طريحة الفراش ، كما أن جده لم يترك لهما إرثًا أو ما شابه ، فقد كان دخله المالي يذهب بالكامل من قلته وغلو المعيشة ..
قرر أسامة ترك الدراسة والعمل لأجل جدته ، استمر هذا الوضع خمس سنوات حتى توفيت جدته أيضا وبقي وحيدا في هذا البيت بين جدرانه الموحشة ، ثم أصبح الآن يعمل كبناء ولكن لم يكن أجره بالمبلغ الذي يساعده على تكوين حالته وتحسين حالته المادية ولكن على الأقل ساعده على توفير المأكل والملبس ولهذا كان راضيا بما يتلقاه ، ولكنه كان يتمنى أن تتحسن حاله للأفضل ، فإنه مثل أي شاب يريد الزواج وعملًا ذا دخل جيد لكنه لم يحظَ بهذه الفرصة ..
" حسنا .. أعتقد أنه حان الوقت لكي أقوم بجولتي حول البلدة "
خرج أسامة ليبحث عن وظائف يستطيع العمل بها إلى جانب توفيرها أجرا أكبر ، فقد كان دائما يخرج ويجوب البلدة على أمل إيجاد عمل يقبله ويرضي طموحاته المادية ولكنه دائما ما يعود دون نتائج تذكر ..
( حسنا أعتقد أني سأذهب لرؤية ذلك العجوز ، لعله قد وجد عملاً لي )
العجوز "حسن" يعتبر أسامة ابنًا له منذ فترة عمله المؤقتة في المطعم الذي يعمل به ، وقد أخبر أسامة سابقا أن يمر عليه بين الفينة والأخرى ، فقد يأتي له عمل مناسب له بعد أن تم طرده من المطعم بحجة أن مالك المطعم لن يستطيع دفع الأجر للجميع وأنه يمر بمشكلة مالية ..
عند اقترابه من المطعم سمع شخص يناديه ..
" أيها الفتى العبوس أسامة ، أنا هنا "
نظر أسامة إلى مصدر الصوت ، فوجد العجوز "حسن" يحمل سلة مهملات عابرًا الطريق ، كان أقصر من أسامة ببضع سنتيمترات وفي عمر الخمسين ..
" ما الذي تفعله هناك أيها العجوز ؟ "
وصل إليه العجوز ونظر له بابتسامة ..
![](https://img.wattpad.com/cover/165179650-288-k132388.jpg)
أنت تقرأ
عالم تشاو
Fantasyأسامة شاب فقد أسرته وهو صغير، ووسط اليأس الذي حوله يجد فرصة لتغيير حياته عن طريق تجربة لعبة جديدة ولكن لم تكن كما توقع..