[تمهيد] يوم مـمـطـر !!

73 5 38
                                    

──────⊱◈◈◈⊰──────

السماء تَبكي في الخارج لا شك بأن هناك من أزعجها .

من يا تُرا يَتَجرأ على إزعاج حبيبتي !

البرق يضيئ السماء وصَوت الرعد الذي يفزع الأطفال ، لا شك من أن هناك عاصفة آتية بعد وَقتٍ ليس بقليل .

الليلُ حَالِكٌ والظلام سيد المكان في كل الأرجاء .

أرى وجوها تلتصق بالنوافذ لكي تشاهدَ نزول المطر وآخرون مختبئون تحت فراشهم يرتجفون من البَردِ وصوت الرعد .

وها هو.. ساعي البريد أراه يركض بأقصى ما عنده ليحتمي من المطر كي لا تَبْتَل الرسائل التي يحملها .

اما أنا فأمسك بكتابي بين أناملي والذي عنوانه " ماذا ستفعل لو ! " الإسم غريبٌ بعض الشيئ ولكن لا يهم لنرجع لموضوعنا الأصلي ، شعرت ببعض الملل فتركت كتابي جانبا و ذهبت بإتجاه درج الأحذية على يميني .

ارتديت حذائي و أخذت معطفي لأستعد للخروج . خرجت وها أنا تحت قطرات المطر ، ستقولون أنني مجنونة ولكن المجنون الحقيقي من يقوم بتفويت هذا الوقَتُ سُدى !

~تناست للحظة أنها تكره المطر !! ~

شعورٌ جميل وأنت تَحِس بقطرات المطر تلامس كل جزء من جسدك . لقد أتيت لمواساتك أيتها السماء ، فالتغمريني بحبك ودموعك .

أدور وأتراقص مع القطرات التي تسقط ولكن هذا لم يدم طويلا ، فجأة لا أشعر بشيئ ، المكان أصبح كله أسودٌ قاتم كسواد الفحم .



ها أنا أسمع أُناس يتكلمون بجواري ، حاولتُ تحديد مصدر الصوت .... إنها أمي ويبدو أنها تتكلم مع شخصٍ ما!

حاولت أن أقوم من مكاني ولكن .. !

لم أستطع ! جسدي ثقيل للغاية ويبدو أنني أرتجف من الخارج .

وأخيرا إستطعت فتح عيناي ، لقد كنت على سريري طوال هذا الوقت !

هل كان هذا حلماً إذا؟!

أُميل برأسي لأجد أمي تتكلم مع الطبيب ٬ إذا فهو ليس حُلماً ، يَبدو أنني أُصِبت بنزلۃ بَرد ، يا إلهي ما هذا الحظ !

لحظات لأسمع أمي تَقُول لي لماذا خَرجتي ألا تعرفين أن بفعلتك هذه ستمرضين ؟

كلام وتَوبيخ ، نفسُ الكلام الذي أسمعه في كل مرۃ .

أغمضتُ عَيناي ووضعت السماعات بأذني مرۃ أخری ، أريد أخذ قسطاً من الراحۃ .

قلتُ لها بدون أن أفتح عيناي : أمي أنا آسفۃ ، لن أُكَرِرَها مرۃ أخری .

لترد علي: دائماً ما تقولين هذا وتوقعين نفسكِ بالمشاكل في كل مرۃ ، فالتنتبهي علی نفسِكِ ، أرجوك إبنتي !

أعلمُ أن موتَ أباكي كان صعباً عليك ولكن أرجوكِ ، أنا لن أتحمل أن يصيبك أي مكروه أنتِ أيضا !

أقتربت مني وقَبَلت رأسي و ذَهَبت .

لقد سَمِعتُها رُغم أن الموسيقی لم تَتَوقَف ، أبي !

سَقَطَت دَمعۃٌ مني بِرُغم أنني لم أكن أنوي البكاء ولكن ..!

لماذا ذَكَرتني بموتِ أبي ؟ لما ؟!

هل حقاً نسيت موته ام تَعَمّدت نِسيانه ؟

الموسيقی الهادئۃ أصبحت في لَمح البصر حزينۃ و كأنها تشاركني حزني ومواجعي ولكن دموعي زادت في الإنهمار .

أمطارٌ بالخارج وأمطار بداخل غرفتي ، تَحديدا فوق وسادتي التي إِبتلت بالكامل أثر دموعي !

خانتني ذاكرتي لأتذكر بعضاً من ذكريات الماضي .

لقد كنا نَلعب الغُميضۃ ثلاثتنا : أنا وأمي وأبي ، وكان دَوري هذه المرۃ في العَدِ فركضتُ خلفَ شجرۃ من الأشجار وقمت بتغطيۃ عيناي و بدأتُ بالعد ...

ثلاثۃ ...
اثنان ...
واحد ... أنا قادمۃ ..

أين أنتَ يا أبي .. سَأمسِكُ بك يا أمي .

ها أنتِ لقد إستطعتُ إمساكِك ، ولكن أين أبي ؟ لتقول أمي: هيا فالتبحثي عنه .

فركَضتُ مُسرعۃ لأری أين يختبئ .

بَحَثتُ وبَحَثت وتَعِبت من كثرۃ الجري ولكن أبي لا أثرَ له !!



بَحَثتُ وبَحَثت وتَعِبت من كثرۃ الجري ولكن أبي لا أثرَ له !!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

━━━━━━━━❆━━━━━━━

اتمنی يكون عجبكم البارت الأول من الروايۃ أو لنقل التمهيد لبداية الرواية (;

━━━━ • ✿ • ━━━

Rain 비 ☔المـطـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن