[تمهيد] ذكرى مؤلمة ...

39 2 28
                                    

عندما لا ندري ما هي الحياة، كيف يمكننا أن نعرف ما هو الموت ... !

------------------------------

بحثتُ وبحثت وتعبت من كثرة الجري ولكن أبي ما زال لا أثَر له !! اين هو يا تُرى ؟


ذَهبتُ لأسأل أمي عن مكانه فوجدتها تتحدث بالهاتف : هل كان ضروريا عليك الذهاب ؟


يبدو انه أبي ، إقتربت منها لأسألها عما يجري و أين ذهب أبي ، فأجابتني إنه اضطر للذهاب لأداء واجبه . أي واجب هذا الذي يجعل الأب يترك إبنته وعائلته في وقت نزهتهم الإسبوعية ؟ والتي نادرا ما نقوم بها بالأساس بس عمله

مرَّ اسبوع ولم يرجع أبي للمنزل ! بدأت أقلق عليه بشكل كبير . أغرورقت عيناي وذَرَفَت الدموع الكثير والكثير منها في أمل أن يعود الذي أشتاق إليه ، أرجوك أبي فالتعد أين أنت ؟؟

بعد لحظات دخلت علي أمي وهي تلبس الأسود ، الأسود يغطي كامل بدنها لتقترب مني وتنزل لمستواي وتحتضن وجهي بين كفيها .

الدموع تتراقص بعينيها على وشك السقوط وضعت يدي فوق يدها المستقرة على وجنتاي : ما بك أمي ؟ ما الذي حدث ؟

لتجيبني : إن أباكي ضحَّى بنفسه لأجل خدمة الوطن وحمايتك . بعدها لم أجدها سوى تحتضنني بقوة وتبكي بحرقة .

اما أنا فلم أفهم ما قالته ... وكيف لطفلة تبلغ الأربعة أعوام أن تعي الموت وما خلافه حينها !!

لكنني إستطعت أن أستنتج من كلامها ذاك أن أبي لن يعود مرة أخرى ..

دموعي قد بدأت تتساقط مني أنا أيضا ، دمعه وراء أخرى لا يسعني التحكم فيها ، لقد تركنا أبي ورحل .

تركني ورحل ! تركني للأبد !

هذا المشهد ما زال محفورا بداخل عقلي كلما حاولت مسحه من ذاكرتي أفشل ولا أستطيع ... نسيانه صعب !!

قطرات المطر هذه تذكرني بدموع والدتي كل ليلة على وسادتها ، هي أيضا لم تستطع نسيانه حتى بمرور سبع سنوات على الحادثة . تعبت من التفكير وتذكر ذكريات الماضي المؤلمة .

النوم هو وسيلتي الوحيدة للنسيان . رفعت صوت الموسيقى أكثر وأطبقت جفناي وغرقت بالنوم و لَكَم أتمنى أن أغرق فيه للأبد ..!

الحياة عبارة عن شعلة إمّا أن نحترق بنيرانها، أو نطفئها ونعيش في ظلام.

ستكبر الصغيرة وتدخل الجامعة وستبدأ صفحة جديدة مع الحياة ، ستقابل العديد من الناس ولكن عليها أن تحذر ! فليس كل ما تراه هو الحقيقة ، الوجوه والمناظر تكون خادعة أحياناً !!


ولكن هي عليها التحلي بالقوة لكي تكمل ما تبقى من حياتها وعليها أن تتحمل عواقب ما ستفعله وما سيحدث في المستقبل القريب .

المطر!

المطر!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 11, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Rain 비 ☔المـطـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن