التَّحَدي الثَاني

124 9 15
                                    

كَانَتْ طِفَْلةٌ صَغيَِرة  
    لا تَعْرٓفُ المَكاَنْ
أَتَتْ إٓلَى الدُّنيْا  
   بِِدُونِِ اِِسْتئِذان
بنَتْ أحلاماً بَلغتْ عِنانَ السَّماء
        أحلاماً ليَْسَ لها آخرْ
           مُتأملةٌ بِأنَ لها مُستقبلٌ زَاهرْ
             وحياةٌ أجملْ
             بِمجالٍ شاسِعْ
إلى أن نَضِجتْ وفَهِمَتْ
عَرَفَتْ أن هذا المُجتمع ياآسَفاهُِ لَيْسَ إلاَّ مُحَطِّمْ
و ما حياةُ وأحْلامُ طُفُولتها إلاَّ مُجَرَّدُ أوهامٌ وَردية
  نُسِجَتْ عَلى ورقْ ليُمَزِقُهَا غَدْرُ هَذا الزَّمانْ
  تَحَوَّل رَبيعُ عُمُرِهَا إلى شِتاءٍ عَاصفٍ مُظْلمْ
صُدِمَتْ وخَافتْ فأنْطَوتْ عَلى نَفْسِهَا فِي سُكُونْ
أمَامَ نَافِذَتِها مُنتظرةٌ ذَلِكَ الشُّعور
    لأَنها لمْ تَْعرِفْ مَا تَقُولْ
      فَقلْبُها أضناهُ الذُهول

إِلى أنْ رَأَتْ طَائِرٌ أبيْضُ مِنْ بَينُ تِلكَ الغُيومِ الحَالِكة
   أتَى يَْنشُرُ السَّلامَ  ويُعيِدُ البُْسمُةُ لِحيَاتِهاَ
     مِنْ نَافِذةُ الأمُّل المُعَلّقَهْ فِي خَياَلِهَا
فَصَحَتْ الطِفْلَةُ مِنْ جَدِيدْ بِقُوَةُ الإيِماَنْ لِْلبَْدءِ بالتُّحْقِيقِ 
  والتَّنْفِيذْ بِأَنَامِلٍْ كالسّناَبِلْ الذَّهبِية تُسَطِّرُ كياَنهاَ
   الَمَفْقُودْ
فاَلأَن هو لَيْسَ كَلاَمْ   فَالفِعْلُ هُوَ خَيْرُ بَيَانْ
   بِالعَزْمِ والإصْرَارْ  سَيَقُومُ للأَعْيَانْ
لأنّ الرّبيعَ عَادْ
والوَقْتُ حَانْ
والمَسَارُ بَانْ
هُناَكَ أشْوَاكْ
ولَكِن سَتَْحطَاطْ
فَماَ بَعْدَ ظلامِ الشِّتَاءِ إِلاَّ الرَبيِعْ 

Møñy💞
ْ
ْ

مشاعر مبعثرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن