الأحداث ....

21 0 0
                                    

في مدينة أُمطِرت سماءها بالفتن والذنوب، وتزينت أحاديثهم بالكبر والغرور، في مدينة تُوِّجَتْ معاصيها بالبُخت والفحوش.
عاشت في تلك المدينة أسرة، أسرة مرت على أيامها نسيم الضلال والشرور، وتلونت ذكرياتها بأسوء ألوان المعاصي والذنوب، ملذات الحياة هدفهم، وغضب الله أساسهم، وياأسفتاه عليهم ، فقد وقعوا ضحية من ضحايا كبير الشياطين - لعنه الله-.
الأحداث:
صدى صوت عجوز باكٍ في بيت علاه الغنى والثراء، صوت نحيب مترجِّ متأسف بالغ الضعف والإذلال.
العجوز: أرجوك ياسيدي، أعد كل ماسلبته منا.
رجل شامخ أمامها، الوقفة الثابتة، النظرة الهازئة، الإبتسامة الجانبية، هالة سوداء تحيط به، تكبر وغرور.
السيد: تنازلي عن القضية، بعدها سأعطيك أكثر ماتريدين.
أغلقت عيناها، ففي قلبها عاصفة، رعدها الحقد ،وبرقها الكره، ومطرها الحزن، تنهدت ثم قالت: سأتنازل.
نزلت منها دمعة خفيفة على وجنتيها المتجعدتين ، ثم قالت: حسبي الله ونعم الوكيل على ظالم وغاشم مثلك.
ثم ذهبت.
ابتسم المتكبر بغرور، فلقد اعتاد الأمر، فتلك النغمة يسمعها دائما، يتصبح بها ويمسي عليها.
أخذ الهاتف، واتصل بالشخص الذي سيتلقى البشرى منه.
السيد: اسمع، لقد تنازلت، ولكن إياك أن تفعلها ثانية، فسمعتي تهمني، أسمعت ياصفوان.
صفوان، بتملل: أخيرا، لقد كانت مجرد طعنة في البطن، حسنا ياأبي حسنا.
ثم أقفل الخط.
في مكان أخر من ذلك القصر الفاهر، غرفة اضطربت جدرانها من قوة الغناء الصاخب، فتاة جالسة ببخت وغرور، تتداخل في مسامعها كلمات أعاجم، تنظر إلى نفسها بالمرآة ، ياله من جمال ، خدين متوردين مصقولين. عينان كلون البحر المتوج، شفتان كلون الدم، أنف حاد كحدة السيف، شعر بلون أشعة الشمس الذهبية ، ياسبحان الله، ولكن ياأسفتاه، رفعت حاجبها بغرور، معجبة بنفسها، ثم طرق على مسامعها أذان موعد لقاء العزيز الحميد، تجعد الخدين المصقولين ، فقالت: ماهذا ؟ غناء أطفال!؟.
لم تكترث، وزادت من حدة صوت المسجل، لم تكترث بماذا سيحل بها بعدها، لم تكترث بماذا سيفعل بها قاضي السماء إذا أعلن أمره.
سمعت صوت أزعجها، فأغلقت المسجل، وذهبت إلى تلبية طارق الباب الذي أزعجها. فتحت الباب ، فإذا بها ترى أختها، فقالت: ماذا تريدين أيتها الحوجاء، ألا تكتفين من إزعاجي.
رنيم:من فضلك لورين، الأذان بدأ، فأغلقي أغنية الأعاجم، فوالله إنها لضلال، فإنها ستحول بين.....
لم تُكمِل حديثها، فلقد أغلق الستار على وجهها.
لورين ، بصوت عالٍ: أيتها المشعوذة، لاأعرف لماذا أنتِ أختي، متى سأعيش هنيئة منك.
أدمعت عيناها ، تلك اللؤلؤة الثمينة، نعم؛ لؤلؤة تميزت بين أكوام من الصخور، أي زمن تعيش فيه هي، تنهدت؛ وتمنت أنها ولدت في زمن السراج المنير، عادت إلى غرفتها ، الغرفة الوحيدة المليئة بالنور في بيت كبير كاهل مظلم، كأنها جوهرة تلمع بين أحضان عمق اليَمِّ،
ذهبت لتتوضأ، لماذا !؟ ، بالطبع لمقابلة الرحمان الرحيم، لمقابلة النور الهادي المجيب، بسطت سجادتها، ووجهها متلألئ ، عينان خاشعتان، قلب ذاق حلاوة الإيمان، بدأت صلاتها بكل خشوع وتَدَبُّر، بكل إذلال وخضوع، فهي تقابل الآن الجبار المتكبر ، الكبير الخبير، دعت التواب الحميد ليهدي عائلتها، فهم الآن بين مدبر ومقبل. 
مرت الأيام ورنيم تحاول دعوة أسرتها بالهداية، الأب يزداد ظلما ، الأخت تزداد تكبرا، الإبن يزداد فاحشة، إلى أن جاء ذلك الْيَوْمَ المرتقب، ذلك الْيَوْمَ الذي طرقت فيه مطرقة قاضي السماء ، وصل الظلم إلى حده والتكبر والفحشاء.
في ذلك الْيَوْمَ ، تقلبت السعادة المحرمة إلى حزن غير أبدي، تقلب التكبر والبخت إلى ذُل ومهان، تقلبت الفاحشة إلى توبة ووقار.

فااااصل.
بالله أريد رأيكم بشدة. صدقوني ماكتبت هذه القصة إلا استفادة للجميع. لهذه أرشدو بعض الأشخاص لقراءة القصة.
القصة من تأليفي. أختكم أنسام محمد من ليبيا. ❤️

بداية مأساويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن