يتبع ⭐️

11 0 0
                                    

فقال أهل القتيل ، بحزن مع خليط الأسف والتردد : القصاص.
فإذا بالسيف يحتك بالرقبة ويفصلها تماما، لاحول ولاقوة إلا بالله، الكل يبكي ، هذا ماكتبه الله الحكم العدل.
دفن صفوان في قبره، وهو مرتاح الضمير، فالحمد لله الحليم العظيم، بأنه مات والله العليم راضٍ عنه هذه هي حسن الخاتمة.
مرت الأيام وأب رنيم يتلقى العلاج ، ولكن حاله يسوء ، رنيم تصبره وتسانده، ولكن أجله قاربه.
في يوم من الأيام جاءت تلك العجوز ذات الصوت الباكي إلى زيارة الأب ، دخلت عليه، نظر الأب إليها بصدمة، صغر عينا العجوز، فقالت: هل رأيت أن ربك حق وأنك ظلمت الناس ظلما مريرا.
قال، بحزن شديد وأسى عميق :نعم، ولكن وماينفعني الندم.
قالت: إعلم أن الله هوالفتاح القهار فتب إليه قبل خسارة كل شئ. ثم تركته.  
كانت كلماتها عنبراعطرت به قلب الأب ، وتلاءمت به جوارحه.
من ذلك الْيَوْمَ والأب يتحسن لحظة بلحظة ، إلى أن شفيَ تماما، تاب توبة نصوحا.
في تلك الأيام والبهجة لاتفاوق رنيم،حفظ سندها القرآن الكريم، وأصبح من العاملين به، ذهب إلى الذين طغا عليهم وظلمهم فحاول بجهد بازغ وحِلم واضح، أن يصحح الماضي ، ثم ذهب إلى تلك العجوز، إلى منبع الحكم.
العجوز:
ومابك ءاتيٌ هنا   :      فجورا وطغيانا أم هدى ونورا
الأب:
تقلب بيَ الزمان فكنت قارون: خسفت بيَ الأمراض وانا متعذب
ياعنبر الكلام يَاذَا الوجه الوضاح:
                          وماأنا هنا إلا طالب السماح
نظرت إيه العجوز، تأملت تفاصيله، تحور كامل، من طغيان وتكبر إلى أنصاف وتواضع، من استهزاء وتجبر إلى احترام ورقي ، من اسوداد الوجه إلى بياض الوجنتين. فقالت: ياسبحان الله مغير الأحوال، وَيَا سبحان الخالق البديع الذي أحسن خلقك وغير أحوالك، الله عفو كريم يحب العفو فمن أنا لكي لاأعفو عنك.
بكت العينان سعادة، كل دمعة تترقرق تفضي ندما وتأسفا، فقال لها: أوصني.
فقالت: إتق الله الوارث الوهاب ذو الجلال والإكرام ، ذو الفخامة والعزة اتقه ليس طمعا في جنته ولاخوفا من ناره، بل أعبده لأنه حق العبادة.
كونا أنت وإبنتك خير الدعاة ، اتاركا بصمة خير طيبة في مجتمع لايهونه إلا الفساد.
أنظر إلى السماء وتأملها فقل ياسبحان البارئ المصور الذي خلق الكتل القطنية الطائرة ، وطبع تلك الطبيعة الخلابة.
أتل القرآن وتدبر معانيه، وقل : يا سبحان الغفّار القادر القهار.
شكرها الأب واتخذ من تلك الوصية مأخذ صدق ، ومنبع حكم، أصبحا هو ورنيم خير عباد الله الصالحين.
قال الأب في احدى خطبه:
نحن هنا كقطع الليل المظلمة، لانبتغي إلا فسادا وإرهابا ، فلم لانتق الله ، فلم لانتبع سنة السراج المنيّر، وما خلقنا الله هنا إلا لنعبده ونتقيه، أقيمو الصلاة في وقتها خير من أن تقيموها فوق قضبان الحديد النارية، يا عاصي، انظر إلى الطبيعة فمن طبعها ، ألا يكفيك عصيانا وتجبرا ، فوالله إن تبت ، فالله يتقبل توبتك فكل فرح وابتهاج ، اسأل الله سبحانه وتعالى السلام المؤمن المهيمن العفو والعافية.

                             النهاية ⭐️⭐️⭐️

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 07, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بداية مأساويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن